بعد أن اتصلت ندى بصفاء عرفت أن مروان يقوم بعملها و هذا ما جعلها تحس بالحسة فها هي مرة أخرى تجرحه و هو يساعدها بكل ما يمكنه.... أخذت تحدث نفسها ما الذي أجلبه لنفسي من محاربته؟
التعاسة فقط.... جادلت نفسها ... لا بل تحمين نفسك من أن يعيد التاريخ نفسه و لن تجدي نفسك إلا وحيدة في انتظاره.... دخلت نسرين و سألتها ضاحكة: هل تتكلمين مع نفسك أيتها العاقلة.
التفتت لها ندى مبتسمة: لا بل أفكر بصوت عالي.
قالت نسرين مشاكسةَ: بل بدوتي كشخص مجنون...تُرى ما الذي يشغل تفكيرك مؤكد أنه زوجك الذي يجلب الجنون لأكثر الناس عقلاً.
ضحكت ندى: الآن سأبدأ في الاعتقاد أنك تغازلينه يا فتاة.
نظرت لها نسرين بطريقة مضحكة و هي تتصنع الشرود: و أين أذهب بحبيبي الغالي نور حياتي .
قهقهت ندى: كان الله في عوننا عليكِ أيتها العاشقة .
قالت نسرين متذكرة: كدت انسى أن أخبرك سوف يأتي مروان ليزورنا اليوم يجب أن نحضّر له شيء لذيذ أخبريني من خبرتك السابقة ما الذي يحب أن يأكله.
نظرت ندى لها بذهول: مهلاً مهلاً مهلاً...ما هذا الذي تقولينه؟!!.
قالت نسرين: كما سمعتِ.
قالت: لكن... قاطعتها نسرين: لا لكن و لا شيء . لم تربح ندى في جدالها مع نسرين فلقد رفضت أن تستمع لها حتى عندما اخبرتها بيأس عن مهند قالت لها: سوف نكون موجودين و لن يكون هناك اتصال مباشر بين "فتحي" و مروان. لم تضيف ندى كلمة فلقد بدت صديقتها على استعداد للقتال ففكرة الكذب بشأن مهند تكدرها كثيراً.
***
تكررت زيارات مروان لكنها كانت قصيرة و رسمية و على قدر ما كان هذا يؤلم ندى على قدر ما كانت تحس بالأمان فزياراته الرسمية الخاطفة و إن كثرت فهي تضع حاجز بينه و بين مهند و كان اتصالهما محدود و تحت إشرافها فلم تكن تتركهما وحدهما بل كانت تجلس معهما هي و نها و نسرين ....كانت تحاول قدر الإمكان أن تتجنب ذكر اسمه لكي لا تنادي عليه فسوف يستغرب مهند اسم فتحي و كان مهند دوما يتحدث عن الخاله "رين" كانت ندى تحمد الله لأن مهند لا يستطيع نطق اسم نسرين.
مع استمرار قدوم مروان بدأ يندمج مع نها و مهند فكانوا يخرجوا ليلعبوا في الفناء الخلفي للمنزل ....أحست ندى بمدى تعلُّق مهند بمروان و كأنها لم تفكر بالأمر كفاية قالت لها نسرين في إحدى المرات: هل لاحظت كيف ينظر ابنك لأبيه بلهفة ....قاطعتها ندى : أرجوكي يا نسرين و كأنني لم ألاحظ الأمر... إنه يشغلني كثيراً أتعلمين أن مهند على استعداد أن ينفذ لي كل ما اطلبه منه عندما يعرف ان مروان سيأتي و كل هذا لأتركه يلعب معه بالكرة في الحديقة كما انه يتعهد لي أنه لن يتكلم معه في أي شيء...تصوري ما الذي أحسه عندما أسمع مهند يرجوني ليقضي الوقت مع والده ...أن أراهما معاً و لا أستطيع أن أصرخ و أقول مهند هذا ابيك...هذا دادي الذي طالما أريتك صورته لكنه كعادته يزداد وسامة يوماً بعد يوم .
أنت تقرأ
ودارت الأيام - الكاتبه فاطمه الصباحي
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه Fatema Elsabahy **ملخص** كانت ندى تعدل حامل الكاميرا على كتفها باعياء عندما لمحته.... ذلك الشخص الذي تكاد تقسم إنه يشبه إلى حد بعيد....زوجها،إنها المرة الثالثة التي تراه فيها لقد بدأت تظن أنها تهذي من شدة إرهاقها فهي...