الفصل الرابع عشر

9.5K 276 4
                                    

أحست ندى أنها لن تستطيع المشي خطوة أخرى و لعنت في سرها هذا الكاتب من تراه يظن نفسه؟ إن فيلته بعيدة جداً و ها هي الآن تحس أنها تاهت و لم تعد تعرف طريقها كما أن الحرارة شديدة.... مسحت العرق الغزير الذي تجمّع على جبينها و أكملت سيرها....كانت قررت أن تعود أدراجها عندما رأت شخص يتوجه نحوها كان نحيل الجسم و عندما اقترب منها تبيّنت شخصيته فمؤكد أنه الرجل المقصود كانت ملامح وجهه جميلة رغم أن كبر السن كان واضحاً عليه وقد إنتشر الشيب في شعره لكن مع ذلك كان محتفظاً بوسامته قال لها بصوت منخفض و مُرحّب:

أعتذر لك يا عزيزتي على تأخري في ملاقاتِك يبدو أنك مشيتي طويلاً... أنا أعتذر لكِ كنت أود أن أصطحبك بالسيارة لكن الطرقات المؤدية للبيت لا تساعد على سير السيارات فيها.

قالت له: لا عليكِ يا سيدي قد أخبرني الأستاذ مأمون بهذا الأمر... لا يهم كم مشيت لكن المهم أنك في النهاية وجدتني فقد بدأت أظن أنني ضعت.

ابتسم: حسنا... الخبر السار أنك لم تضيعي هيا إلى المنزل لتشربي شيء بارد و بعدها نبدأ العمل.

أحست ندى بالراحة تجاه هذا الرجل.... صُدمت عندما رأت ما دعاه بالــ" بيت" فلم يكن بيت و لا يمت بصلة لبيوت الناس ... كان أفخم فيلا رأتها منذ زمن حتى أنها ذكرتها بشكل بعيد بفيلا والديها. بعد أن شربت عصير البرتقال الذي قدّمه لها أحست بالاسترخاء... وضعت كوبها الفارغ و التفتت له: هيا لنبدأ....

قاطعها: لما أنت مستعجلة يا آنسة ...نظر سريعاً إلى يدها اليسرى فتعمدت إخفاء خاتم زواجها فأكمل كلامه:

ندى... أليس هذا اسمك يا آنستي؟ .

أجابته: نعم يا سيدي.

قال لها مبتسماً: لا داعي لكلمة سيدي هذه فلتدعيني بنجيب.

قالت له بحرج: حسناً يا أستاذ نجيب.

ضحك: حسناً الآن أخبريني لما أنت مستعجلة فأنت لم تلتقطي أنفاسك بعد هذا السير الطويل.

قالت له: متأسفة لكن يوجد هناك الكثير من الأعمال التي يجب أن أنهيها قبل حلول الليل لذلك يجب أن ننتهي خلال ساعة.

قال لها: لن نستطيع أن ننتهي خلال هذ الوقت فالمكان كما ترين كبير و المقالة كما سبق و رأيت كبيرة و أيضا هناك الصور التي يجب ان تُلتقط لي .

قالت له: لا يهم... من الممكن أن نجعل العمل على جلستين تصوير . نظرت في ساعتها و قالت له بفروغ صبر:

هلاّ بدأنا يا أستاذ نجيب؟ فلنبدأ بالصور الخاصة بك هل أنت مستعد.

كانت تتوقع أن يماطل أو يطلب منها بعجرفة أن تنتظره حتى يبدل ملابسة و يعدّل من هندامه لكنه لم يفعل شيء من هذا و قال لها: نعم أنا على أتم الاستعداد. أحست بالارتياح الذي بدأ يغادرها تجاه هذا الرجل يعود مرة أخرى... أثناء التصوير بينما كانت تعدل الوضعيات و الخلفيات بعد أن تنتهي من صورة كان يحدثها في مواضيع عامة و كم ضحك عندما لاحظ إحراجها عندما قالت له انها لم تقرأ له كتاباً قط:

ودارت الأيام - الكاتبه فاطمه الصباحيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن