عندما دخلا المكتب و بدى واضحاً أن مروان غير مستعجل في الذهاب فعرضت عليه فنجان قهوة تحدثا قرابة الساعة أخبرته ندى فيها عن عملها و تفادت التطرق للأمور الشخصية، اخبرته كيف أن أعمالها توسعت فهي تحولت من هاوية مبتدئة إلى مصورة محترفة و تعاقدت مع اكثر من شركة فلم تعد هي تلك الهاوية التي كانت تأخذ مهنتها كمصورة كشيء ثانوي فهو الآن أصبح كل حياتها بعد "مهند" طبعا لكنها لم تخبره بذلك، أخبرها مروان أنه سعيد من اجلها....تقبل بصدر منقبض أن زوجته لم تعاني من فقدانه كما عانى هو من غيابها من حياته فها هي تشق طريقها في الحياة....لاحظت ندى عبوس مروان الذي لم تدري له سبب لكن رؤيته وقد ضايقه شيء _حتى لو لم تعرف ما هو_ جعلها تستاء، عرضت عليه أن تأخذه في جولة لتريه المكان، كان مكتبها يتألف من صالة لاستقبال الزبائن و غرفتين احدهما لمساعدتها صفاء أما الأخرى فكانت لها و تتصل بالغرفة المظلمة حيث تقوم بإظهار الصور بها....كانت هذه الغرفة تتصل بالغرفة الخاصة بها عن طريق باب و قف مروان به و قال: لم تتغيري.
التفتت له: عفوا؟.
كرر كلامه: قلت أنك لم تتغيري....تقومين بكل عملك بنفسك فانت تحمضين صورك في المكتب بدلاً من إرسالها لأي محل ليفعل ذلك بكل سهولة كما انك اخترت أن تكون الغرفة المظلمة هي التي تتصل بغرفتك بدلا من ان تكون غرفة مساعدتك.
قالت له: إنني لا أضمن ما قد يحدث للصور التي أبذل كل الجهد لالتقطها....رغم أنك تظنها سخيفة إلا إنني ألاقي كل العناء لأحصل على لقطات جيدة.
تجاهل تذكيرها له بما قاله عن صورها وقال: أتقصدين أنك لا تثقين بأحد ليفعل لك ذلك....كما قلت لك أنت لم تتغيري.
تشنجت: لا تتكلم عن عدم الثقة فأنا وثقت بك حتى أنني تزوجتك ظنا مني أنك....صمتت ثم قالت: مروان لا أريد أن نخوض في مثل هذا الحديث.
قال لها باستسلام: أنتِ من بدأتِ، قالت بغيظ:
و لكنك حرضتني على ذلك، توجهت للباب: بعد ان ساعدتني في حمل أغراضي أشكرك....و أظن أنه يوجد هناك عمل ينتظرك كما أنني....
قال: حسنا أيتها اللبقة سوف أرحل...لقد تساءلت متى ستقومين بطردي و إلقائي خرج مكتبك كما تتمنين.
زفرت: أنا لم.... قاطعها
مبتسما: حسنا حسنا أيتها الحسناء على كل حال أنا لست غاضب. توجه إلى الباب ثم استدار: إلى اللقاء يا زوجتي، غمز لها ثم خرج و أغلق الباب وراءه، جلست ندى بعد ان احست أنها لن تستطيع الوقوف و كأن قدميها تحولتا إلى هلام.....لقد ناداها كما كان يفعل في ما مضى " يا حسناء" لم تكن تعرف أن مجرد كلمة منه ستهزها بهذا الشكل لكنها اعترفت لنفسها إنها لم تنسه يوما..... فما تحمله له من حب من الصعب أن تمحيه....لكنها عقدت العزم أن لا تسمح له أن يقتحم حياتها مرة أخرى فلو حدث ذلك لن تستطيع الصمود مرة أخرى بعد رحيله.....كما إنها لا تريده أن يعرف بأمر "مهند" فلو عرف أن له ابن فلن يذهب فإما أن يظل معها لأجله أو يأخذه منها و هي لن تتحمل أن يحدث أي من الأمرين....وقفت و أمسكت بحقيبتها تتحسسها...." لقد كان يحملها بين يديه" و أخذت تقلب الكاميرا بين يديها كما كان يفعل مروان و كأنها تتبع أماكن أصابعه.....تركت الكاميرا بغضب و هزت رأسها بعنف وقررت أن تبدأ بالعمل لتصرف من ذهنها التفكير به فيكفيها إنه طوال خمس سنوات و هو يغزو لياليها و يسكن أحلامها.
أنت تقرأ
ودارت الأيام - الكاتبه فاطمه الصباحي
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه Fatema Elsabahy **ملخص** كانت ندى تعدل حامل الكاميرا على كتفها باعياء عندما لمحته.... ذلك الشخص الذي تكاد تقسم إنه يشبه إلى حد بعيد....زوجها،إنها المرة الثالثة التي تراه فيها لقد بدأت تظن أنها تهذي من شدة إرهاقها فهي...