-

152 10 12
                                    



أتضاءل مثلما أعتاد

أميلُ رأسي يمينا

وأحملق في صفحة مسودّة

أعتذر لكلماتي المتخبطة

وسط محيط مضطرب،

داخل رأسي.


أسير مع المدّ العنيف

إلى ذكريات كم أودّ لها أن تكون

وتعيدني الريح أدراج واقع،

يصرّ أن أخوضه.


لي عينٌ تستمرّ بالإغماض

وتتندّم في لحظة لاحقة،

حين تستأنف الساعة دوران عقربها،

حين يجفّ محيطي،

حين لا يعود لي مدّ.


الفواصل تملأ صفحتي البيضاء

تتحدّاني أن أتخابث عليها،

وأملأها أفكارًا مستترة.


تعلم أنّني لن أستطيع،

أنني حاولت كثيرًا،

لكنها لا تعلم أنني

أحاول طويلاً...


أكتّف ذراعيْ

وأمدّ بصري إلى السماء،

- مثلما أجيد –

تبدو جميلة،

أجمل من صفحتي،

لا تشوبها غيمة،

مثلما تشوب الفواصل الأخرى.


السماء تعجّ بحكاياتي التي لن تصير،

ذكرياتي التي لن تكون

مادامت صفحتي بمائة فاصلة.


الخوف يتسرّب إلى سمائي،

وحروفه باتت مسترسلة بغيضة

_كما اعتادت أن تكون-

نبض الذكريات يرتجف

يتهاوى، يسقط...

والزفرة لم يتسنّ لها أن تكون طويلة


امتدّت يدُ الزمن تجهضها

تهوي بها إلى فجوة ضيقة...

أقبلت ذراعًا تمسكها

تلتفتُ إلى الخوف

يتراقص على حواف الفجوة،

يبتسمُ، ويهمس لها بهواجسها...


الذراع مرتجفة،

هشّة كغصن شجرة،

مستسلمة، ترتخي

وتفلتُ ما أمسكته قبل ثوان


المدّ إلى زفرتي قُطع

لكنّ صفحتي باتت بتسعة وتسعين فاصلة.

*

لا يبدو أنّ الكتاب يريد أن ينتهي 

🎉 لقد انتهيت من قراءة زفرات قصيرة 🎉
زفرات قصيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن