رَاديُــو| Radio| JHS✔

-04-

- بِـسـمِ اللَّه. 🌸

"- كَـلِـمَـاتُـك سِـلَاحٌ ذُو حدَّين. قَـد تكُـون الـدَّاء تارةً، و هي الدَّوَاءُ تارَةً ٱخـرَى. "

•••

كلماتُـها أسَعدَت قلبه بقُـوّة، هو حاليًّا يمُـرُّ بمشاكِلَ عاطفية سببها 'فَـتَـاة'. و لسخرية القدر منهُ، 'فتاةٌ' اُخرى هي من تحاول معالجَتَـها دُون عِلمِـها.

قاد سيارته ليصل لمبنى الإذاعة، ليدخُل بعد ركنِه إياها في مكانها المعتاد. جلس بمكتبه وهو ينصت لثرثرة المخرج الذي كاد يجن جنونه بسبب رفيقه نامجون ذاك. لذلك، كل ما صدر منه كان ابتسامة باهتة خالية من التوهج و البريق المعتاد منه.

حمل سماعاته و جهز نفسه لحلقة جديدة، طرأ أمر ما في عقله، فكرة يود تنفيذها و سيفعل. ظل يتمنى نجاحها، هوسوك قرر التحدث معها و عدم تركها تغادر بتلك السرعة. لذلك بدأ بالتكلم بأكثر نبرة مرحة استطاع التظاهر بها، محاولا التماسك.

"- أريد التحدث في موضوع ما معكم أعزائي، و هو شخصي للغاية. أنا في حالة سيئة نوعا ما. ليسَت بذلك الشيء الكبير، لكنها آلمت قلبي. هنالِك فتاة ما أَحَـبَّهَا قلبي و اِرتاح لها بشدة، هي قالت لي يومًا بأنها تبادلني ذات المشاعر، كما أننا أمضينا أفضل الذكريات معًـا. لكنها كشَـفَت عن وجههَا الحقيقِي مباشرةً بعد معرفتها لمشاكلي مع عائلتِـي، و مَنـعِ والدِي لِـي من أخذ نصيبي مِن الميراث." صمتَ بسبب غصته التي تخنقه ليسعل بخفة معدلا صوته نابسا بامتعاض و تهَـكم شديدين.

"- هي قد طلبَت مني الاِنفصال و بكل بساطة، لقد كانت كلمة واحدة فقط تلفظَت بها. كونها لا ترغب بالتواجد مع شخص يقل عن المستوى المطلوب بالنسبة لها. هذا يؤلم و بقوة، وصلتُ لمرحلة متقدمة من الاِكتئاب. لم أشفى منه كليا،  لكني أفضل حالا من السابق. وأحد الاسباب التي أدّت لهذا هو تلك المتصلة المجهولة، أتمنى من كل أعماق قلبي ان تكشفي لي عن هويتكِ. أحتاج إليكِ. أرجوكِ." أمسك نفسه كي لا يصرخ أو يحطم شيئًا. يبدو أن نوبته العصبية تلك قد عادت إليه مجددا. ودَّع المستمعِـيـن بعدما تحدَّثَ مع كثيرين قد شجَّـعُـوه. لكنَّـها و على غير العادة، لم تتصل.

هي قد كادَت تتحدَّث معه بالفعل. لكنها تراجعت بعد إصغائها لما تفوه به، دموعها تمرَّدَت على وجنتيها دون توقف. أثَّـر فيها هذا للغاية. و قد شتَـمَـت تلك الفتاة "اللَّـعِـيـنَة شَـبِـيـهَة الِـمـعزَاة" على حد قولها، بينما بدأت بالتفكير ملِـيًّا في مواجهته. هُو يحتاجُـها بجانـبِه.

________

"- يبدو أن قلــبَـهَـا قد قرَّر بالفِـعل، هي لن تتـرُكه وشأنه. لكن يلزمهَـا إيجاد الطريقة الصحيحة لفعل ذلك. فهي خجولة للغاية في عالمها الحقيقي؛ على عكس ما هي عليه خلف سماعة الهاتف. "

________

-نُـشِـرَت فِـي: 2018/02/24💙☁