-08-

5.8K 948 406
                                    

-بِسمِ اللّه. 🌸

•••

"- إن كانَ عليكَ الاِعترافُ بما تشكُّ بأنه قد تُؤلمك نتائجه؛ افعل متجنبًا بذلك النَّدم فيما بعد. حين لا ينفعكَ التحسّر."

___

قرر طاقم العمل الخاص بالإذاعة تنظيم رحلة لمدينة بوسان كي يرفهوا عن أنفسهم قليلا. لنقل أنها إجازة. سمح المخرج لهم بإحضار فرد واحد فحسب من عائلاتهم. ما عدا هوسوك، كون هيوجين تعتبر من عائلته وهي هناك، أي لا داعي لجلب فرد آخر. بينما سوبي قررَت إحضار شقيقها يونغي، والذي وافق بصعوبة شديدة.

ركبوا الحافلة الصغيرة المخصصة لهم من قِبَل المُخرج. حيث جلس كل من سوبي و هوسوك بجانب بعضهما البعض. و جلست هيوجين بقرب يونغي. و لم ينبس أي منهما ببنت شفة، كونهما لا يعرفان بعض من جهة، و لأن المدعو يونغي نام فورا كالجثة.

هوسوك لم يكفّ عن التحدث بمواضيع مختلفة معظمها مضحك. جعل من تلك التي بجانبه تقهقه بصخب. لقد ٱعجِب بجانبها هذا، المرح و العفوي. لقد اعتقد انها ستحاول أن تخفي ضحكتها أو أن تجامله بابتسامة صغيرة فحسب، لكنها انفجرت ضحكا. و كل ذلك انتبهت له هيوجين التي تراقبهما من الخلف، ابتسامتها اتسَعَت أكثر بعد تأكدها من شكوكها.

نظرت إلى جانبها الأيمن لترى ذلك النائم بعمق. رفعَت يدها بتردد لتضعها على كتفه و تقوم بهزه بهدوء. بدأ بالاستيقاظ ببطء محدقًا بها بهدوء مستغربا ابتسامتها البلهاء تلك. لينطق بصوته العميق بعدها.

"- مالذي تريدينه منّي أنتِ أيضًا؟، ألا، يكفيني شقيقتي لتأتي إليّ أنتِ أيضًا؟ " كانت نبرته حانقة و نظراته حادة كأنه يرغب بخنقها، لتحدق به الٱخرى بغضب و تنبس بامتعاض.

"- اللعنة عليكَ أيها الأخرق الأبله. كنتُ أريد التحدث معكَ بشأن شقيقتكَ فحسب، أعتقد أنها تحب شقيقي و هو ذات الشيء أيضًا. " نطقَت كلماتها دفعةً واحدةً بينما بدأت بضربه و يفعل هو المِثل. جاعلَين من الآخَرَيْن أمامهما يلتفتَان نحوهما قصد ابعادهما عن بعضهما البعض. وقد نجحا بعُسر شديد.

هدأ الوضع نوعا ما بعد فترة. يونغي كان يحدق بشقيقته و كلام شقيقة هوسوك يُعاد كشريط مسجل في عقله. هو رأى مدى سعادتها عندما تراه و تحدثه، لكنه لم يُعِر الأمر اهتمامًا. تذكر كم كانت تحكي له عنه. كل يوم يجب أن تذكر اسمه خمسَ مراتٍ كحـدٍّ أدنى. هي مهووسة به تقريبًا. كيف لم ينتبه لهذا؟، أعاد نظره لهيوجين تلك التي بادلته النظرات بحدّة مشابهة للتي ينظر إليها بها بدوره. ليشيحا بصرهما بعدها.

وصلوا للفندق الذي سيقيمون به أربعتهم. غرفتان قد حُجِزَتَـا.واحدة لكل شقيقين. بما أنهم لا يعرفون الكثير عن بعضهم. لكن هيوجين غضبَت. هي تريد جعل هوسوك و سوبي معا تحت سقف واحد. و هذا ما حصل حقا بعدما كادت تقتل موظف الاستقبال خنقًا.

ابتَسمَت بشر، لتمنح المفتاح لشقيقها المتصنم مكانه بعد معرفته للأمر. سوبي ستموت خجلا. بينما يونغي كاد أن يقتل المدعوة بهيوجين و يصرخ بوجهها. لقد قتلها بعدة طرق في دماغه. لكنه تراجع و صمتَ بعدما همسَت له بخطتها. لذلك استسلم و وافق. لتمسكه المعنية من معصمه تجره خلفها. تاركَينِ الثنائي المنصدم يحدقان بفراغ نحو اللاشيء. ليتجها بصعوبة نحو غرفتهما. ليس هنالك حل، هيوجين أخبَرَت الموظف بأنهما متزوجان حديثًا، لا يستطيعان تكذيبها فجأة.

---

بالنسبة لهيوجين و يونغي فقد ناما براحة كَون غرفتهما تحتوي سريرين منفصلين. لكن المعضلة كانت في غرفة الآخرَين. غرفتهما بسرير واحد مزدوج لشخصين. وضعا حاجز وسادات بينهما ليتظاهرا بالنوم كونهما سيختنقان خجلا. لكنهما استسلما للنوم أخيرا.

لم تدر بينهما محادثة طويلة غير تلك التي نطق فيها هوسوك بكلمة شكر لسوبي كونها ساعدَته في تغيير مزاجه.

--

في الصباح التالي، استيقظَت هيوجين أولا متجهة نحو شريكها بالغرفة لتقوم بايقاظه بهدوء، فتح الآخر عينيه ليتنهد بحسرة على الورطة التي هو بها. هو فكر قليلا. جديا، لِمَ ليسَت خجولة مطلقا؟

"- ماذا الآن؟" نطق بصوت مبحوح كونه مستيقظا للتو، لتومئ له المجنونة بجانبه و تنطق بنبرة متحمسة.

"- أصغِ إليّ جيدًا، أنا و أنتَ سنبذل كل جهدنا لجعل الغبيَين بالغرفة المجاورة يقعان لبعضهما!. لا، بل عليهما الاعتراف بمشاعرهما كي أكون أدق. و لديّ الطريقة المناسبة لفعل هذا. سأطلبُ من شقيقتي ماري المساعدة كذلك عند عودتنا. لكننا سنبدأ من هنا." تحدثَت بسرعة و هي تلوح بيديها في الهواء بعشوائية. أومأ لها يونغي ليهز رأسه بيأس منها حين بدأت بالقفز و الرقص المضحك.

_____

"- يبدو أن هوسوك و سوبي سيُفصِحَان عمّا بداخل خافقيهما أخيرًا، لكنهما يحتاجان إلى دفعة بسيطة. "

---

نُشِرَت فِي: 2018/03/24 💙☁

رَاديُــو| Radio| JHS✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن