سيأتي يومٌ سأختفي فيه ... دون أن تلاحظوا ... دون أن يلاحظ أحد !
الكثيرُ من الأفكارِ تشغلُني ...
مِئاتُ التساؤلات تجتاحُني ...كيف أكونُ فتاةً صالحة ؟
كيف أغذو قُدوةً لغيري ؟
كيفَ أضعُ بصمتي في هذا العالم ؟ ...
حياتي كلَوحةٍ فنية لا تحتوي في ألوانها إلاَّ الرماديَّ و درجاتِه !
سحبتُ قلمي بهدوءٍ بحثًا عن أي متنفس ...
غمستُ أناملي في محبرةً الحياةِ لأخُطَ بحبرها كلماتٍ لا تفنىٰ ...
كلماتٍ لا تمحوها كُرَبُ الزمن...
و لا تخدُشها مصاعبُ السنين ...
ولا تُحَرِفُها مكائدُ الشياطين ...أنا مُجردُ فتاة ... بل طفلةٌ في جسدِ شابة ...
أبحثُ عنِ الهدوء ... و جُلُّ طموحاتي حضنٌ دافئٌ من أمي ... و قُبلةُ فخرٍ من أبي ...
جلُّ طموحاتي قطعةُ حلوىٰ ...
أضعتُ قطعةً مني في مكانٍ ما !
و تركتُ مكانها فارغاً ولا رغبةَ لي في ملئِها حتىٰ !
كلماتٌ لاذعة ... شتائِمُ جارحة ...
و جلُّ طموحاتي قطعةُ الحلوىٰ !
جافاني النومُ في ليلةٍ هوجاءَ صاخِبة ...
و اشتقتُ لطيب الكرىٰ ... في ليلةٍ هوجاءٍ ثائِرة ...عوِيلُ الريحِ حولي دبَّ الذعر لقلبي الوحيد ...
حتى خِلتُ أنَّ الريحَ تعاندُني ... أنَّ الريح مُدركةٌ لخوفي ... و تسمعُ دقاتَ قلبي المضطربة ...
فاشتد عوِيلُها !
نباحُ كلبِ جارنا الهرم وصياح ديكهِ لم يزدني سوىٰ رعبا ...
فجأةً خلتُ نفسي مكانهما فانكمشتُ تحت لحافي أضُمُهُ نحوي بقبضةٍ شديدةٍ مرتجفة ! ...
كنتُ كمُذنبٍ أما جلاد !
همستُ لنفسي " إنَّها فقط ليلةٌ هوجاء و رياحٌ حمقاء " ...
فقط ليلةٌ هوجاء كمشاعري الكسيرة ... او ما بقي منها ...
فقط رياحٌ حمقاء كالأحمقِ عن يساري الذي ما عاد ينبض ... ما عادَ ينبض ...
نحنُ أحيانًا نموتُ دونَ موتٍ ... و دونَ أن يشعُرَ أحد ...

أنت تقرأ
مُهَلوساتْ
Poetryقد تُدمنُ كلماتي يوماً ... لا ذنب لي إذًا ... إن كنتَ جريئا كفاية ... مغامراً كفاية ... فتفضل ! أما إن كنت جبانا رعديا فاقلب الصفحة .. و إيَّاك أن تدخل ... فلا مكان لأصحاب القوبِ الضعيفة هنا !