(٤) انـتـحـار أم جـريـمـة قـتـل؟

1.3K 104 42
                                    

أقدامك التي تنطلق بسرعة الريح حينما تريد أن تفعل شيئا لن تقوى على حملك إذا ما شاهدت عيناك منظرا مفزعا، ذاك هو حال أسامة حين رؤيته لجثة نجيب قد علقت إلى السقف، تحامل على نفسه وعاد إلى الداخل

بعد رؤية وجهه الشاحب سأله زياد:
_ماذا حدث؟

أجاب بنبرة واهنة وهو يركض نحو باب الغرفة:
_إنه ميت

هتف زياد هذه المرة بدون تردد:
_إذن سنكسر الباب

بدا أسامة مستسلما لكل ما يملى عليه، لكنه لم يكن بكامل قوته بعد رؤيته لجثة نجيب، ليس الأمر بالهين أن ترى أحدا ما ميتا، سيما إن كان شخصا تعرفه

حاولا كسر الباب معا حتى نجحا، وما إن ولجا إلى الغرفة حتى نزل إياد من الطابق العلوي ووصل إليهما

بعد تحققهما من موته صرخ زياد بأسامة قائلا:
_اتصل بالشرطة فورا

ركض أسامة خارج الغرفة ذاهبا لتنفيذ ما طلب منه، حينها سأل زياد إيادا قائلا:
_هل يجب أن ننزله أم لا؟

أجابه إياد سريعا:
_لا تفعل، قد تفسد دليلا هاما

نزل كل من محمد وحسن من الأعلى ليفاجأا برؤية نجيب على تلك الحال، وكان هذا حال صابر الذي وصل بعدهما بدقائق

********

في تمام الرابعة فجرا وصلت الشرطة إلى المكان، كانوا جميعا قد أصبحوا متجمعين في الغرفة، وبعد أخذ صور للجثة تم إنزالها، وبدأ الفحص والتحقيق، والبحث في المكان من قبل الشرطة

كانت هناك آثار خدوش مقاومة على عنق نجيب، انحنى محمد ليتفحص تلك الخدوش وكان من الناحية اليسرى للجثة، والمفتش الذي يدعى رائد على يمينها، همس محمد قائلا:
_أليست هذه آثار مقاومة؟

نظر إليه المفتش بعد أن سمعه ثم قال:
_نعم تبدو كذلك

اعتدل واقفا وقال:
_حتى الآن كل شيء يشير إلى أنه انتحر

انصدم الجميع بعد سماع هذه الكلمات، فسأل محمد مستغربا:
_إذا كان قد انتحر فلماذا توجد آثار المقاومة هذه على عنقه؟

أجابه المفتش برزانة:
_ربما أنه حاول المقاومة في آخر لحظة، حينما أحس مرارة الموت

تساءل صابر محتارا:
_أساسا لمَ انتحر؟ هذا شيء لا يصدق

وافقه محمد الرأي بقوله:
_معك حق يبدو هذا غير منطقي أبدا

في تلك الأثناء رفع شرطيان جثة نجيب ليتم نقلها من المكان، فلاحظ محمد وجود فرق في الخدوش التي على عنقه من الجانبين، حيث كانت على الجانب الأيمن أخف من الجانب الأيسر، تساءل:
_لمَ هذا الفرق؟

وبينما هما يحملانه نحو الخارج تدلت يده اليمنى إلى الأسفل، فلاحظ أن آثار الدماء على أصابع يده اليمنى متساوية مع الآثار التي رآها آنفا على يده اليسرى فاستغرب من ذلك؛ حيث أنه من المفترض أن تكون الآثار على أصابع يده اليمنى أخف من اليسرى بما أن الخدوش على الناحية اليمنى خفيفة، لكنه ظن أن نجيب قد ركز قوته لتحرير الحبل على الجانب الأيسر، فترك التفكير بهذا

لغز الغرفة المغلقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن