(٦) البقية + الدافع

1K 96 49
                                    

_وأنتما أين كنتما؟

بهذا السؤال التفت مساعد المفتش نحو زيد وصابر ليرد الأخير:
_لقد خرجت أنا وزيد بعد الشجار أيضا، ولقد بقينا في الخارج حتى الواحدة إلا عشر دقائق تقريبا، بعد ذلك دخلنا وقمت بالاغتسال وغيرت ملابسي؛ لأنها تبللت إثر بقائنا تحت المطر، وقد نمت بعد ذلك، ربما كانت الواحدة تماما
استيقظت على صوت قرع الجرس، لكنني لم أخرج من الغرفة حتى سمعت زياد يصرخ بأسامة قائلا: اتصل بالشرطة

زيد شخصية ضعيفة، وقد يبدو مرتبكا حتى في أتفه المواقف، لذلك حينما يضطر للكلام في موقف كهذا فإنه يتلكأ كثيرا ويتأتئ، ما إن نظر إليه المفتش حتى قال بخوف:
_أنا... أنا أيضا فعلت مثلما فعل صابر لكن يبدو أنني نمت بعد الواحدة ببضع دقائق، لم أستيقظ إلا عندما أيقظني هو بعد استدعاء الشرطة

همهم المفتش لحظة وحلق أصابعه حول ذقنه بهيئة التفكير ثم قال:
_إذن جميعكم لديكم (الوقت الضائع) في الوقت المقدر للوفاة

رفع زياد يده ثم قال معترضا:
_قد يكون لدى الجميع الوقت الكافي لقتل نجيب، لكن أنا لا يمكنني قتله خلال ساعة

نظر إليه المفتش مستفسرا فيما سأله المساعد:
_ماذا تقصد خلال ساعة؟

تحدث زياد واثقا بعد أن سمع أقوال الجميع:
_الأمر يتطلب مني أربعين دقيقة ذهابا، ثم أربعين دقيقة إيابا، هذا عدا الوقت الذي سأرتكب فيه الجريمة إن كنت أنا القاتل، لنقل أن ذلك احتاج إلى عشرين دقيقة، إذن سيستغرق الأمر مني ساعة وأربعين دقيقة، بإمكانكم أن تسألوا حارس النزل: كم المدة التي غبت فيها عنه؟

انتبه ثابت وخالد إلى المدة التي غابا فيها وهل يمكن أن تكون دليلا لبراءتهما كما هو الحال مع زياد، حيث أن لدى نزل السلام حارس أيضا يمكنه أن يشهد لهما

لكن الأمر كان صادما لهما، حيث كانت المدة التي غاب فيها ثابت ساعة ونصف، والمدة التي غاب فيها خالد كانت ساعة وأربعين دقيقة تقريبا، بينما يحتاج أمر ذهابهما وإيابهما إلى ساعة فقط، والبقية كان وقتا كافيا لارتكاب الجريمة

وجه المفتش حديثه إلى زياد قائلا:
_ربما دليل براءتك سيكون قويا لو كنت لم تستخدم سيارة أو دراجة نارية، أو أي وسيلة أخرى، فأي وسيلة نقل يمكنها أن تقلل من هذه المدة

رد زياد منفعلا:
_هذا مستحيل! جميع وسائل النقل متوقفة عند النزل، ولو تحركت واحدة منها لَسُمِعَت من قبل أي أحد في المنطقة، ولو كنتَ تعتقد أنني أحضرت وسيلة نقل خاصة بي فبإمكانك أن تسأل: هل سمع أحد ما أي شيء من ذلك؟
عدا أنني عدت تحت المطر كان الأمر سيكون أسوأ، فليس من الجيد السير تحت المطر بوسيلة نقل في منطقة كهذه

فكر مساعد المفتش قليلا ثم علق:
_أوافقه الرأي من هذه الناحية، فبالكاد وصلنا إلى هنا

سحب المفتش نظره من المساعد موجها إياه إلى زياد قائلا:
_لقد علمت أن المطر هطل قرابة الثانية عشرة وأربعين دقيقة، أي أنك لم تسر تحت المطر إلا ثلث ساعة

لغز الغرفة المغلقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن