كلمة أخيرة (تعقيب)

1.1K 106 79
                                    

أنهيت كتابتها بتاريخ 2018/02/23
الساعة 7:33 م يوم الجمعة
وأنهيت نشرها بتاريخ 2018/03/13
الساعة 6:01 ص يوم الثلاثاء
تم إنهاء التعديل بتاريخ 2019/9/5
الساعة 8:19
انتهاء النشر الأخير بتاريخ 2023/6/12
الساعة 11:15 ص يوم الاثنين

أحببت أن أكتب رواية بوليسية ذات طابع عربي، وبما أنني لا زلت مبتدئة في ذلك فقد قررت أن أجعل المحقق الذي يحل القضية في هذه الرواية مجرد هاوٍ للتحقيق وطامح لأن يصبح محققا، وكلما تطور أسلوبي في هذا المجال سأجعله يتطور في التحقيق، وسيصبح محققا ناجحا وربما شهيرا أيضا

أيضا يلزمني جمع الكثير من المعلومات في هذا المجال، لكن هذا لا يعني أنني قد لا أقوم بكتابة رواية بوليسية هو ليس بطلها :)

في الحقيقة لم يكن هذا وحده هو السبب الوحيد وراء كتابتي لهذه الرواية، بل كان هناك سبب آخر، وهو أن الروايات التي اطلعت عليها في الواتباد _وهي بوليسية_ سواء كانت قد كتبت على أنها في دولة عربية أو في دولة أجنبية كاليابان مثلا - تفتقر إلى عنصر الغموض أو المنطق، وتكون روايات ركيكة لا تستحق القضايا التي تذكر فيها أن تنشئ شخصية محقق، هذا ما اطلعت عليه، أكرر ما اطلعت عليه، ولم أعمم جميع الروايات الموجودة على الواتباد

سأضرب لكم مثال على ذلك، إحدى الكاتبات كتبت عن جريمة قتل بالمسدس حدثت في الرواية، ثم ذكرت أن الشرطة قامت بفحص المتهمين، ثم لم يستطيعوا أن يصلوا إلى الشخص الذي قتل الضحية، ثم وبعد أن ذكرت أن المحقق قام بكشف المجرم وقد كانت فتاة، ذكرت أن الدليل الذي ذكره المحقق لفضحها كان آثار البارود على ملابسها!

خطأها هنا أنها سبق وأن ذكرت أن الشرطة قد فحصت المتهمين، إذن كيف لم تكتشف الشرطة آثار البارود مع أنه أول شيء سيبحثون عنه في قضية كهذه؟

هذا فقط واحد من الأخطاء التي ارتكبتها الكاتبة في هذه الرواية، عدا الأمور التي تركتها مبهمة وغامضة ولها تعلق بالقضية لم تقم بتوضيحها

ركزت الكاتبة على وصف الشخصيات من حيث المشاعر والملابس ونحو ذلك، وأسقطت كثيرا من الأمور الهامة المتعلقة بالقضية، وهي الأساس في كتابة رواية من هذا المجال، وأنا شخصيا أعتقد أن ذلك لم يكن متعمدا منها، وإنما بسبب قلة معلوماتها في هذا المجال، أو لعدم انتباهها وعدم دمجها للأحداث بشكل متناسق

لذلك أنصح كل من يفكر بكتابة شيء في هذا المجال: عليه أن يجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات

خاصة إذا جعل القضية تكشف من قبل محقق مستقل، أي أنه غير منتسب إلى قسم الشرطة

لا تظنوا أن الذكاء وحده هو الذي يجعل المحققين يكتشفون المجرمين ويحلوا ملابسات القضايا التي يعملون عليها، بل لا بد لهم من أن يكون لديهم خبرة ومعلومات تكفي لحل القضايا، فأحيانا تستخدم حيل في الجرائم تعتمد على شيء من مجال ما، كحيلة تعتمد على الكيمياء، أو الفيزياء، أو حتى خدع بصرية

نعم الذكاء مهم، بل إنه مهم جدا، فقد يكون المحقق يفتقر إلى الدليل فيوقع المجرم بفخ يجعله يفضح نفسه بنفسه، بزلة لسان أو نحوها، وربما يكتشف المجرم من خلال جملة قالها وهو لا يعلم أنها ستفضحه، وقد تكون هذه الجملة غير قابلة للشك من قبل الأشخاص العاديين

ولكن كما ذكرت سابقا الذكاء ليس كل شيء في مجال التحقيق، أكرر ليس كل شيء، ولم أقل أنه ليس مهما

كذلك إذا لم يكن الكاتب ذكيا ويأتي بحيل وقضايا لم يسمعها أو يقرأها في مكان آخر، بمعنى آخر لم يقتبسها من أحد الكتاب فعليه أن لا يكتب، لأنه سيأتي بقضايا هزيلة، ويكتب روايات ركيكة، أكثر ما فيها جمالا هو وصف الشخصيات وأفعالها بدقة، وهذا ليس كل شيء بالنسبة لرواية أكثر من 50% منها يتحدث عن الجرائم

أيضا هذا يشمل الأشخاص الذين يكتبون شيئا يعتقدونه جديدا، وهو كذلك بالفعل، لكنه لا يكون قويا إلى الحد الذي ينشئ شخصية محقق، إلى الحد الذي يجعل القراء يتابعون بحماس وشغف، ويتلهفون لمعرفة ما حدث وكيف حدث، وكيف اكتشف المحقق من شيء بسيط أمورا هامة، وإلى غير ذلك من ما تعتمد عليه الروايات البوليسية

الآن بما أنني عدلت على الرواية سأحاول ذكر النقاط التي تم التعديل عليها، إذا كنت تقرأ التعقيب قبل قراءة الرواية فأنصحك بالتوقف هنا إذا لم ترد أن تحرق عليك الأحداث

أولا: بدلا من وصف أصدقاء نجيب (مظهرا) ذكرت مهنهم أي الأعمال التي يزاولونها

ثانيا: الحبل الذي ربطه المجرم بالشجرتين كان في النسخة الأولى مربوطا إلى الوتد الباقي من الجسر القديم من جهة، ومن الأخرى مربوطا إلى شجرة

ثالثا: لم يكن هذا حبلا وإنما (سلك) توصيل الكهرباء، لذا قمت بتعديله إلى حبل من الحبال المعروفة

رابعا: الخدوش التي على عنق المجرم كانت ثلاثة فجعلتها أربعة بعد التعديل

وهذه النقاط الثلاث الأخيرة كانت في بالي منذ بداية كتابة الرواية، لكني تركت هذه الأفكار وكتبت غيرها، ثم بعد أن رأيت أن التغيير هنا أفضل قمت بتغييره

خامسا: المصباح اليدوي الذي كان مع محمد وسقط في الهوة بسبب ضربة من المجرم، تم تغييره إلى مصباح هاتف محمد ولم يسقط إلى الهوة، إنما سقط على الأرض وانطفأ، انطفأ فقط ولم تتسبب تلك السقطة بحدوث أضرار كبيرة للهاتف

سادسا: هذه النقطة إضافة وليست تغيير، أضفت إلى الرواية إيضاح للشيء الذي استخدمه المجرم لخنق محمد عند بقايا الجسر القديم

سابعا: وهذه أيضا إضافة، إضافة للسبب الذي جعل المجرم يخبئ ما استخدمه لأجل جريمته في كيس بلاستيكي خارج النزل

ثامنا: إضافة بعض الأمور حينما ذهب أسامة لتحضير مزيج الأعشاب لمحمد

تاسعا: تغيير رمي محمد لزياد بالكأس الذي كان معه حينما أراد مهاجمته، وما تبع ذلك من تعليقات، في الواقع أردت أن أنتقم من المجرم عن طريق هذه الرمية XD بعدها أدركت أن عاطفتي يجب أن لا تدخل في الأمر

عاشرا: حديث محمد مع المفتش في النهاية تغير بعض الشيء، في الواقع يجب أن يكون للمفتش هيبة ومكانة أليس كذلك؟ :)

حسنا الآن آمل أن لا أكون قد نسيت شيئا، هذا كل ما أتذكره في الوقت الراهن

(شككككككر خااااااص للأشخاص الذين يتابعون رواياتي وقصصي القصيرة، شكرا لأولئك الذين استقطعوا جزءا من وقتهم وقرأوا ما أكتب، شكرا لكل من أولى ما أكتب اهتماما ولو لم يكن ما أكتب يستحق ذلك، شكرا لكم من الأعماق، شكرا لكم إلى الآفاق، تقبلوا تحياتي)

لغز الغرفة المغلقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن