كانت هدية قلقه مما هى مقدمة عليه فهى بطبيعتها تحب الهدوء و ألا تكون محور إهتمام من أحد و دخولها في حياة عامر ستجعلها تحت الأضواء نعتت نفسها بالغباء لقبولها بهكذا صفقة غبية ماذا تعتقد بغبائها أن سيف سيقبل بعملها في شركته بعد تركه إياها كيف لم تنتبه لذلك من قبل حسنا هى لا تريد أن تعمل لديه في الشركة هى فقط ستظل معه لستة أشهر كما أتفقا لتساعده فقط ثم ستخرج من حياته و تعود لحياتها الهادئة .. كانت جالسه تنظر لما حولها تشعر أنها في سيرك كبير و هى تقوم بتقديم فقرة فيه زفرت بضيق داعيه الله أن يمر اليوم بسلام ... عندما أقترب منهم رجل تقريباً في مثل عمر عامر كان طويل القامة بشعره البني و ملامح قاسية لا تخلوا من الجاذبية كان يتطلع عليها بتفحص قائلاً لعامر ...« مبارك لك يا صديقي لقد أسعدني خبر خطبتك حقا »
« شكراً لك خالد و العقبه لك » قالها عامر بهدوء و هو يمسك بيده مصافحا ..كان خالد مازال ينظر لهدية يتسأل ..« الن تعرفني على خطيبتك يا رجل »
شعر عامر بالضيق من نظرات خالد فسب نفسه حانقا على غيرته غير مصدق لشعوره هذا.. أتغار عامر من نظرة بريئه من رجل آخر أنت حقاً أحمق هل صدقت أنها خطيبتك حقا كان خالد قد مد يده ليصافح هدية التي مدت يدها بضيق و قبل أن يمسك خالد يدها وجد يد عامر ممسكه بيده و هو يبتسم بمكر ...« خطيبتي هدية و هى لا تصافح أحدا »
أبتسم خالد بخبث ..« أسم مميز لفتاة مميزة »
لم ترتح هدية لنظراته فأشاحت بوجهها و عامر يقف ليضع يده على كتف خالد ليبعده عن هدية ..« هيا يا رجل أستمتع بالحفل و دعني و خطيبتي وحدنا ..تعرف هناك أحاديث كثيرة بينا نريد البوح بها و لا نريد عازولا ليضايقنا » كان عامر يحادثه بشئ من المرح يخفي وراءه ضيقه الذي شعر به من نظرات خالد ..فضحك هذا الأخير ..
« هنيئا لك يا رجل بهديتك ..دعنا نلتقي فيما بعد لنعمق معرفتنا »
كاد عامر يصفعه يعمق علاقته بمن هذا الأحمق ..« حسنا خالد فيما بعد يا رجل و الآن أتركني مع عروسي »
رحل خالد ضاحكا ..« إلى اللقاء قريبًا عامر »
عاد عامر للجلوس بجوار هدية و هو يزفر بضيق أقترب منها ليمسك بيدها يرفعها لفمه مقبلا أحمر وجهها تحت بشرتها السمراء ليذداد أسمرارا أبتسم عامر قائلاً بمكر ..« هذا تحت بند الحقيقي الذي تريدينه هدية »
قالت بأضطراب ..« كُف عن مضايقتي عامر أنا أشعر بالقلق من هذا المكان و أريد أن يمر الوقت سريعًا لأذهب للبيت ..»
أقترب منهم في ذلك الوقت سيف و شهاب يهنئانهم و هذا الأخير يقول ..« الن تلبس هدية الخاتم عامر »
هز رأسه موافقا و هو يقول ..« أجل أبي أكيد »
نبه شهاب الحضور ليصمتا و عامر يخرج من جيبه علبه صغيرة تحتوي على محبسي الخطبه و خاتم كبير من الألماس أمسك بيد هدية ليلبسها محبس من الذهب فأرتعشت يدها في يده فشعر بالنشوة لعلمه بتأثرها بما يحدث ثم أعطاها الخاتم خاصته لتلبسه إياه فأبتسم بخبث و هو يلبسها الخاتم الألماس فنظرت إليه بسخرية لعلمها بما يفكر قبل رأسها و هو يهمس في أذنها ..« مبارك لك هديتي الصغيرة »
صفق الجميع من حولهم و هم يهنئونهم قام سيف بإحتضانها لا يصدق أن صغيرته أصبحت عروس قال شهاب بمرح فرحا ..« أبتعد قليلاً سيف أريد تقديم هديتي للعروس فلقد أصبحت ابنتي الآن قبل رأسها في فرح شديد ..« مبارك لك حبيبتي أتمنى لك السعادة »
لمعت عينيها بالدموع مع شعور بالذنب حارق يجتاحها لخداعها هذا الرجل الطيب و أخيها الحنون لائمه نفسها على هذا متسأله هل الأمر يستحق لتخدعهم هكذا ..أخرج شهاب من جيبه علبه قائلاً ..« هذه هديتي لهديتنا الجميلة سأدع عامر يلبسها إياكي فهو الأحق بذلك ..أبتسم عامر بسخرية مستفزه لم يلحظها غيرها و كأنه يقول لها ها قد جاءك أكثر من الخاتم الكبير الذي طلبته كانت تريد أن تلكمه على وجهه الساخر هذا و هو يلبسها خاتم على شكل قلب مفرغ محاط بحبات من الألماس عاد ليلبسها السوار الشبيه بالخاتم ثم أقترب منها ليلبسها العقد فأحنى رأسه ليشم رائحتها العطرة كاد أن يقبل عنقها رغم إرادته أفاق على صوت سيف ليبتعد و هذا الأخير يقول لعامر ..
« هل تسمح لى بمراقصة العروس »
أغتاظ عامر و كاد أن يرفض لو لا والده الذي أجاب عنه فرحا ..« و لم يمانع عامر هيا سيف أذهبا »
أخذ سيف هدية ليتجه لحلبة الرقص و كان صوت الموسيقى الهادئ يبعث على الراحه في نفس هدية ضمها سيف بحنان و هو يقترب يسألها ..« حبيبتي هل أنت بخير »
أومأت برأسها ..« أجل أخي بخير و لكني أريد أن يمر الوقت سريعًا لأعود لهدوء منزلنا »
ضحك سيف بقوة مما جعل عامر ينظر إليهما بغيظ فهذا السيف يتصرف كأنه خطيبها و ليس أخيها ..قال سيف لهدية ..« أنت غريبة الأطوار يا فتاة في يوم خطبتك و تريدين العودة لهدوء منزلك »
تذمرت هدية و هى تلقى برأسها على صدره ..« أخي أنت تعلم أني من عشاق الهدوء و الرتابه لست مغامرة مثلك سيد سيف الدين فهمي »
ضحك بمكر ..« هل أخبر عامر برغبتك في الرحيل و لم يمر سوى ساعتين على مجيئكم للحفل »
« أخي كُف عن مضايقتي لم الجميع يضايقني اليوم و أنا العروس التي مفترض بكم إسعادها » بحنق أجابته .. هم أن يسألها من الذي ضايقها عندما أقترب عامر يبعد هدية عن سيف بمرح مفتعل ..« حان دورى الآن سيف لا تنس أنا العريس هنا و ليس أنت ..»
رفع سيف حاجبه ساخرا و هو يبتعد عن هدية قائلاً ببرود ..« لقد رغبت فقط في الترفيه عنها فهى كانت تجلس بجوارك شاحبه »
عقد عامر حاجبيه بغضب ..« حسنا سيف و ها قد رفهت عنها هل تسمح لي الآن » أشر سيف علامة الموافقة و هو يبتعد تاركا هدية مع عامر ليتجه ليجلس بجوار شهاب الناظر لما يحدث بمكر مبتسم ..كان يقف أمامها ينظر لعينيها المرتبكه بصمت ثم أقترب منها يأخذها بين ذراعيه يحركها في خطوات هادئة و هى تحاول إبعاده قليلاً فضم خصرها يقرب جسدها منه يستند بذقنه على جانب رأسها يقول بأمر
« كفى هدية أنا خطيبك ليس عليك التصرف معي هكذا »
قالت بحده و مازالت تبعده ..« عامر أنت تعرف حقيقة خطبتنا هى ليست حقيقية عامر فكف عن تصرفك هذا معي و أبتعد قليلاً عامر فهذا لا يصح »
أذداد غضبه و هو يسمع قولها بأنه لا يصح أليست هذه رغبتها أن تكون خطبتنا حقيقة أمام الآخرين لم التذمر الآن. قال بلهجه أمره ..« أنت خطيبتي الحقيقة هدية أنظري حولك لتعرفي أنك أصبحت لي لي فقط حتى لو كان للأشهر القليلة القادمة أنت لي ..»
أقترب من عنقها يقبله و هو يضمها فأرتعش جسدها بين ذراعيه و هى تحاول إبعاده بهدوء حتى لا تثير الإنتباه من حولها قالت بخفوت ..
« أبتعد عامر أرجوك أنت تستغلني هكذا عامر و أنا لن أقبل بذلك أبتعد و إلا أقسم أن ..»
أبتعد قليلاً و هو يقاطعها متسألا بحيره ..« لما ترددين إسمي كثيرا هدية »
خفق قلبها فهى لا تعلم لم تردده أكثر من مرة عند محادثته كل ما تعرفه أنها تحب شعورها و هى تنطق به مرارا وتكرارا أرتبكت هدية مردده
« لا أعلم هو فقط .. هكذا يخرج من فمي بلا إرادة مني »
أبتسم عامر ..« و أنا أيضاً أحب سماع إسمي من فمك الجميل هذا هديتي »
ردت حانقة ..« عامر التزم الأدب و كف عن وقاحتك معي أنا أحذرك عامر »
ضحك عامر بقوة ..« مرة أخرى هديتي »
زفرت بضيق تقول بغضب ..« أعدني لمقعدي فقد تعبت من الحركة »
تنهد بضيق حانق و هو يبتعد ليعود و يجلسها على المقعد جلس بجانبها و قال بأمر ..« حسنا أهدئي الآن »
جلسا بصمت يتطلعان على الجمع من حولهم يتقبلان التهنئه من وقت لآخر من أصدقاء لعامر أو شركائه أو معارفه مر الوقت ببطء و جاء وقت إنصرافهم بعد رحيل معظم الحضور ..نظر سيف لوجه هدية المرهق فقال بحزم ..« عامر يجب أن أعيد هدية للمنزل ..يكفي هذا فالوقت تأخر و هى مرهقة »
أجابه عامر بغيظ ..« أنا سأعيدها بنفسي سيف وحدنا »
رد سيف و هو يكتم حنقه و غضبة من ذلك البغيض « بل ستعود معي عامر لا داعي لرجوعنا معا فالوقت تأخر و تستطيع الذهاب إلى البيت مع عمى شهاب و أنا سأخذ أختي للمنزل أتفقنا »
صاح عامر بغضب ..« لا لم نتفق سيف هدية خطيبتي و سأعيدك بنفسي وحدنا »
كانت تجلس مشتته تشعر بالضياع و هى تستمع لشجارهم حولها كاجروين يتشاجران على عظمه .. لم تستطع أن تفكر في محنة رجوعها معه في السيارة لم هو عنيد هكذا فأجابت بحزم « عامر أنا سأعود مع سيف لا داعي لمرافقتي للمنزل و عودتك مرة أخرى للقيادة فالوقت تأخر و لا داعى لذلك »
نظر إليها بصمت لحظات ثم أجاب بتصميم ..« لا أنا سأعيدك هدية ولا تقلقي من عودتي إلى القيادة مرة أخرى فأنا معتاد على ذلك »
خفق قلبها فهذا الرجل يابس الرأس كالثور شعرت بالخوف و هى ترى تصميمة و عناده و التشبث برأيه و تحدية لأخيها هو كل ما يهمه لفرض إرادته و ليس إعادتها حقا أنقبضت معدتها و هى تتخيل ما سوف يحدث شعرت بالوهن و هى جالسه على ذلك المقعد منذ ساعات حتى كادت تلتصق به نهضت ببطء تقترب من أخيها تطالبة بالحماية ..« سيف أرجوك أعدني للبيت أخي فأنا أشعر بالتعب »
أستشاط عامر غضبا من تصرفها فأمسك بيدها يقربها منه قائلاً ببرود متجاهلا حديثها ..« عزيزتي لقد أخبرتك أني سأعيدك للمنزل لم تحدثين كل هذه الجلبه أنت و أخيك »
تقدم شهاب بعد أن ودع أخر المدعوين و هو يتسأل بقلق ..« ماذا يحدث عامر لم تقفون هكذا و كأنكم تتواجهون للحرب »
نظر سيف لأخته الضعيفة الواهنه و هو يقول بقوة ..« أريد الذهاب و هدية إلى البيت فهى تبدو متعبه و لكن سيد عامر لا يريد و يصر على إيصالها بنفسه و لا أعلم ما السر في تصميمة»
تفهم شهاب الوضع فوبخ عامر..« بني أترك سيف يرحل و هدية فهى تبدو متعبه بني و غداً تحدث معها كما تريد عندما تذهب لرؤيتها حسنا»
صاح عامر بغضب و غيظ ..« ماذا بكم جميعا هل أنا سأخطفها أم سأكلها لم تبعدونها عني و كأني ساؤذيها »
هدئه والده ..« لا بني ليس هكذا فقط لأن الوقت تأخر و هذا أفضل للجميع »
رد عامر بغضب ..« لا قلت سأوصلها بنفسي »
لم تعد هدية تشعر بما حولها و هى يضيق تنفسها كلما فكرت في الأمر ترنحت و كادت أن تسقط على الأرض لولا لمحها عامر فتلقفها بين ذراعيه فزعا و هو يصيح بخوف ..« هدية »
هلع سيف لمرأها تفقد الوعي فعلم أن أعصابها لم تتحمل ما حدث من شجار و خوفها من الذهاب معه ..حملها عامر قائلاً بهلع ..« سأخذها للمشفى »
صاح سيف ..« لا عامر لا أريدها أن تذهب إلى المشفى سأخذها للمنزل و أحضر لها الطبيب فكف عن تعنتك و عنادك و أتركني أتصرف مع أختى»
قال شهاب يهدئ الجميع ..« حسنا سيف هيا بنا »
خرج الجميع من الفندق و عامر يحمل هدية الفاقدة الوعى تحت نظرات التعجب من العاملين في المكان صعد إلى السيارة بحمله بعد أن فتح أحد العاملين له الباب أجلسها و جلس بجانبها و قال لأبيه ..
« أبي تول أنت القيادة فقد صرفت السائق »
قال سيف ..« لا داعي عمي أسترح أنت و أنا سأقود »
جلس سيف خلف عجلة القيادة و شهاب بجواره يتطلع بقلق لأخته الغائبة عن الوعى مستنده على صدر عامر الذي يمسد خصلاتها بدون وعي منه قلقا وصلا إلى المنزل فترجل سيف من السيارة و هو يقول لعامر ..« هاتها عامر لاحملها للمنزل »
لم يشأ أن يزيد الوضع سوءا فساعد سيف ليحمل هدية و هما يصعدان خلفه فتح عامر الباب بمفتاح سيف ليدخل هذا الأخير و يتجه لغرفة أخته و يضعها على سريرها و يدثرها بالغطاء تململت هدية في نومها تضع يدها على رأسها تشعر بصداع شديد مغمضة العينين فأتجه عامر إليها مسرعا يجلس بجانبها و هو يهتف بلهفة ..« هدية عزيزتي أفيقي»
فتحت عينيها بوهن تقول بخفوت ..« رأسي يؤلمني كثيرا ماذا حدث »
تنهد سيف و شهاب براحه و أبتسم عامر بحزن ..« لا شئ فقط فقدتي الوعي من التعب لا أكثر »
قال شهاب ..« حمدلله على سلامتك عزيزتي لقد أخفتنا كثيرا عليك يا فتاة »
أبتسمت بخجل ..« أنا أسفة عمى على ذلك »
طمئنها شهاب ..« لا عليك عزيزتي هيا سنتتركك الآن لتستريحى فلتخلدي للنوم الآن »
التفت لعامر الجالس بجوارها و لم يتحرك ..« عامر هيا تحرك لنترك هدية تستريح »
قبلها عامر على رأسها و هو ينهض ..« حسنا أستريحي الآن و غداً سأمر عليك لأطمئن حسنا »
أومأت برأسها بصمت و هى تنظر إليهم ينصرفون و سيف يغلق الباب خلفه بهدوء وقف عامر صامت لحظة ثم قال بضيق ...« أنا أسف لم حدث فأنا لم أعلم أنها متعبة لذلك الحد »
أومأ سيف برأسه متفهما فهو لا يعلم أن أخته قد فقدت الوعي من الخوف و ليس من التعب ..أجابه « لا عليك عامر هى ستكون بخير لا تقلق »
أنصرف و والده الذي أوصى سيف قائلاً ..« أعتني بها بني و إذا أحتجت شئ أخبرني »
« حسنا عمى لا تقلق عليها » ودعهم سيف و هو يغلق الباب و يعود و يلقي نظرة على أخته الغارقة في النوم براحه ..أغلق الباب و أتجه لغرفته مفكرا أن على هدية أن ترى طبيبا حقا حتى تشفى من حوفها المرضي هذا »
★
كان يقود سيارته في صمت و أبيه جالسا بجواره يلتفت إليه من وقت لآخر يريد إخباره بما يجرى و هو يرى حيرته ولكن وعده لسيف يكبله و لا يجعله يبيح بما يريح ولده تنهد شهاب قائلاً ..« عامر ماذا بك لم أنت صامت هكذا »
لم يلتفت إليه و هو مازال ينظر أمامه يقود السيارة مسرعا يريد الذهاب إلى المنزل و الإنفراد بنفسه ليفكر فيما يحدث معه و معها أجابه بشرود ..« لا شئ أبي فقط ...صمت قليلاً ثم أكمل بحيره ..« فقط لا أفهم ما يحدث من حولي أبي أشعر أن هناك شئ خاطئ يحدث و لا أعرف ما هو »
سأله شهاب ..« هل الأمر يتعلق بهدية »
صمت عامر طويلاً و لم يحسه شهاب ليجيب تركه شاردا في أفكاره حولها هو حقا لا يعرف بما يجيبه هل الأمر يتعلق بها أم فقط بما بدأ يشعره نحوها ..أجاب أبيه بتساؤل ..« أبي هل تظن أن هناك ما تخفيه هدية عني يتعلق بها ..هل تظن أنها مريضة و لا تريد أن تخبرني بالأمر ..و سيف هل يخفي عني شئ هو الآخر هل ترى كيف هى معاملته لها مقربة للغاية فهو ملتصق بها كظلها و يبتعد عنها قيد أُنملة »
كتم شهاب ضحكته فولده يغار من سيف و هو لا يعرف حتى ما يضايقه من الأمر »
سأله شهاب بمكر ..« هل قرب سيف من هدية يضايقك عامر »
أجاب بشرود ..« لا أعلم ما يضايقني حقا هل هو محاولة سيف إبعادي عن هدية و حمايته المبالغ فيها ..أم قربهم المبالغ فيه عن أي أخوين أخريين »
رد شهاب بجدية ..« و لكنك ليس لديك أخوات عامر حتى تعرف كيف تكون المعاملة بين الإخوة و سيف لا يعتبر هدية أخته بل يعتبرها ابنته لذلك تجده مقربا منها أكثر من المعتاد بين الإخوة خاصة أن فارق السن بينهم سنوات طويلة فلا تجعل ذلك يضايقك عامر تقبل سيف في حياة هدية فهو لن يغادرها بزواجك منها هل فهمت بني »
أومأ عامر برأسه موافقا و هو مازال ينظر أمامه ..« حسنا أبي سأحاول أن أتقبل الأمر »
عقد شهاب حاجبيه بحيره ..« و لم لا تتقبله عامر هل تريد إبعاد الفتاة عن أخيها ..»
نفى عامر هذه التهمه عن نفسه ..« لا أبي لا أريد أنا فقط ..»
صمت و لم يكمل ..فقال شهاب بمرح و دهشة ..« أنت تغار عامر» أنفجر ضاحكا بقوة و هو يكمل بمرح ..« يا إلهي عامر أنت تغار من سيف »
عقد عامر حاجبيه بغضب ينفى عن نفسه ما ينسبه إليه أبيه ..« لا ..لا أغار و كيف أغار منه فهو أخيها فلما أغار منه هل أنا مريض لأفعل شئ كهذا .»
سأله شهاب بحزم ..« هل تحبها حقا عامر أم ستتزوجها فقط لترضيني و تبعد عنك الشائعات »
لم يجب والده و ظل على صمته فقال شهاب بحده ..« عامر إذا كنت حقا ستتزوج لترضيني أو تبعد عنك الشائعات فلا تفعل بني أنا لا أريدك أن تفعل شئ رغم عنك و تؤذي هدية معك .. حسنا عامر سأسألك للمرة الأخيرة هل تحب هدية عامر »
طال صمته فقال شهاب غاضبا ..« حسنا عامر أتركها أتركها بني و أنا سأشرح لها و لأخيها الأمر »
قبض عامر على عجلة القيادة و هو يقول بشراسة ..« مستحيل ..مستحيل أن أفعل ذلك لن أتركها هدية أصبحت لي أبي و لا مجال للتراجع »
نظر إليه والده بدهشة لشراسته في الرد عليه فقال مهدئا ..« أهدء عامر ماذا بك نحن فقط نتناقش »
أجاب بغضب ..« تريدني أن أترك خطيبتي بعد ساعات فقط من الخطبة و تقول لي نتناقش »
أبتسم شهاب بسخرية ..« أنا فقط قولت إذا لم تكن تحبها عامر و أجابتك وصلتني بني فأنت لا تحبها ... أنت غارق في عشقها بني و أنا حقا سعيد من أجلك »
عقد عامر حاجبيه بضيق فوالده يفسر حديثه على هواه إذا كان فهم رفضه حبا لهدية فليكن حتى تمر الأشهر القادمة بسلام .. أوقف السيارة أمام المنزل و هو يترجل قائلاً ..« أنا متعب أبي سأذهب للنوم تصبح على خير »
تركه شهاب ينصرف فيكي ما حدث اليوم و غداً له حديث أخر معه رد بهدوء ..« و أنت بخير بني » صعد عامر لغرفته مغلقا الباب خلفه و هو يتجه للمرحاض ينزع ملابسه ملقيا إياها و هو يفتح الماء يقف تحته لعل أندفاعه يزيل عنه تعب اليوم مر بذاكرته كل ما حدث اليوم الي حديث والده الذي جعل أفكاره تضطرب هل يظن والده أنه يحب هدية أبتسم بسخرية و هو يوقف أندفاع الماء و يلف جسده بمنشفة كبيرة ليخرج من المرحاض أستلقى على الفراش بتعب دون أرتداء ملابسه و هو يغمغم بخفوت ..« حسنا فليظنوا ما يريدون في النهاية سأحصل على ما أريده ».. شد الغطاء و هو يغلق عينيه و يغرق في ثبات عميق واعدا نفسه برؤيتها ..« غداً .. غداً.. هدية ..هديتي .. هدية عامر »
★
أنت تقرأ
خطوبه بعقد إيجار - الكاتبه صابرين شعبان
ChickLitكل الحقوق خاصه بالكاتبه صابرين شعبان كذبة و ورطة تورطت هدية عندما كذبت و أدعت ، أن عامر شهاب حبيبها ، ماذا سيفعل عامر عندما يعلم بكذبتها تلك ، هل سيجبرها حقا على قبول خطبته لستة أشهر ، فقط ليتخلص من الشائعات حوله و إرضاء أبيه ، أم الكذبة ستصبح ح...