« لا هذا لن يستمر أنا سأبلغه »
قالها حازم بقلق لزوجته التي تشعر بالقلق هى الأخرى مكملا بخوف ..« فحالتها تذداد سوءاً منذ أخبرها الطبيب بحملها و أن تعتني بصحتها لأن وضعها حرج هذه الفترة و هى أصبحت قلقه لا تنام و لا تتناول الطعام جيداً و ما تأكله تتقيئه لقد أصبحت كالشبح ..أقسم أن يقتلني السيد أن علم بما يحدث و نحن لم نخبره عن مكان وجودها »
قالت شيماء تجيبه ..« نعم حازم فالوضع لم يعد محتمل فعلا لقد ظننت أنها ستتحسن عندما بدأت تتناول الطعام و لكنه لا يبقى في معدتها ثوان أصبحت شاردة أحادثها و لا تجيب لقد حذرني الطبيب أن حالتها النفسية تأثر على حالتها الصحية و يجب الإهتمام بها و إبعادها
عن ما يضايقها ولذلك حازم أخبره أخبره ليأتي لعلها تتحسن عندما يحادثها » كانت تستمع لحديثهم من غرفتها فنزعت من يدها الأنبوب الذي يوصل إليها المغذي بعد أن قال لها الطبيب أنه الحل لأعطائها الغذاء لجسدها و طفلها نهضت من الفراش تشعر بالدوار و هى تفتح الباب تتصدره بجسدها تقول بضعف رافعة أصبعها محذره ..« أقسم أن أخبرتماه عن مكان وجودي فسوف فسوف ..» ترنحت و هى تتحدث فأسرع حازم ليتلقفها بين يديه و شيماء تصرخ بذعر و هى ترى خط من الدماء على بنطال منامتها فقالت بخوف هستيري ..« أطلب الطبيب حازم أسرع »★
« سيدي تعال لمنزلي أرجوك الأمر يخص السيدة زوجتك »
قالها حازم لعامر على الهاتف فصرخ الأخير برعب ..« ماذا بها ماذا بها زوجتي هل وجدتها أخبرني حازم »
قاطعه حازن ..« سيدي أرجوك تعال الآن لمنزلي لنتحدث »
أقفل حازم الخط مع عامر الذي أسرع يقول لسيف المتحفز منذ سماعه حديث عامر ..« تعال معي سيف أعتقد أن هناك أخبار عن هدية »
قال سيف بلهفة ..« حقاً عامر أين هى »
أجاب و هو يحسه على الخروج ..« هيا الآن سيف أسرع لنعرف »
ذهبا معا لمنزل حازم الذي هرع ليفتح الباب عند سماعه الطرق العنيف عليه متأكدا من الواقف. خلفه كان عامر و سيف عندما أندفع الأول للحديث سائلا بلهفة ..« أين هى زوجتي حازم »
كان وجه حازم مكفهرا فقال يجيبه بقلق لا يعرف كيف يخبره ..« تفضل سيدي هى في الداخل في الغرفة التي مكثت بها من قبل »
أندفع عامر و سيف و كلاهما يشعر بالرعب مما سيجداه خلف هذا الباب المغلق و حازم يقول ..« أنتظر قليلاً سيدي »
و لكن ندائه جاء متأخرا فقد أندفع عامر و سيف للغرفة ليجدا ما جعل خافقهم يكاد يخرج من صدرهم و هما يشاهدان هدية الممده على الفراش و ملابسها ملطخة بالدماء و طبيبة تقف أمامها لتحقنها بمصل ما و زوجة حازم تبكي بجانبها على الفراش شعر عامر بالغثيان و عقله يصور له أبشع الأمور مما يمكن أن يكون حدث لها فصرخ بلوعه ..« يا إلهي هدية ماذا بها زوجتي أجيبيني أرجوكي ماذا حدث لها »
كان يصرخ في الطبيبة التي نظرت إليهم بضيق لمقاطعتها و قالت بعد أن عادت و حقنتها بما في يدها ..« أرجو منكما الإنتظار خارجا لحين أعاين المريضة رجاءا أخرجا »
هم عامر أن يتقدم و هو يصرخ بها أعتراضا ..« لا لن أخرج قبل أن تجيبيني » أمسك سيف بيده في حزم و هو يمسح عينيه لرؤيته حال أخته الصغيرة فقال بصوت مخنوق ..« عامر تعال أنتظر قليلاً حتى تعتني بها أرجوك » خرج كلاهما تاركين شيماء مع الطبيبة في الغرفة نظر عامر لحازم و قال بحزم أمرا ..« أريد أن أعرف كيف وصلت زوجتي إلى هنا و بهذه الحالة أنت تعرف حازم أليس كذلك »
صمت حازم قليلاً ثم قال ..« أجل سيدي أعرف و سيدتي كانت هنا منذ البداية منذ وقت إختفائها»
نظر عامر و سيف بذهول و حازم يعود و يسرد لهم ما حدث منذ أن وجدا هدية تطرق بابهم لطلبها عدم معرفة أحد بوجودها و إلا سترحل و لن يعرف أحد مكانها و أنه لم يرغب أن تهرب و تختفي كتم عامر غيظه و غضبه و هو يعلم أن زوجته كانت قريبة منه طوال الوقت و هو لم يفكر حتى في وجود هكذا إحتمال سأله « لما زوجتي مريضة حازم و ما كل هذه الدماء هل أصيبت في حادث »
كان يحاول التماسك ليفهم ما يحدث حتى لا ينقض على حازم و قتله قبل أن يخبره ..فقال حازم بتردد ..« سيدي هى .. هى كانت حامل »
خفق قلبه و أصدر صوت مستنكرا قلقاً و أتسعت عينى سيف بصدمة و عامر يسأله ..« ماذا تقصد بكانت حازم »
رد حازم فالموقف صعب على نفسه إبلاغه بكل هذه المصائب دفعه واحدة .« لقد..لقد أجهضت هذا ما أبلغتنا به الطبيبة فور رؤيتها »
ترنح عامر و كاد أن يسقط لولا أسرع سيف يسنده و قال الأخير يسأله ..« كيف وصلت لتلك الحالة حازم كيف »
لم يجد حازم حلا غير إبلاغهم بكل ما حدث و ما مرت. به و عدم تناولها الطعام و ذاد على ذلك حالتها النفسية السيئة ..تمالك عامر نفسه و تخلص من يد سيف التي كان يستند عليها و هجم على حازم يكيل له اللكمات قائلاً بغضب ..« أيها الوغد تركت زوجتى هكذا لتمرض أخفيت عني وجودها و تركتها هكذا لتمرض »
كان يضربه بغضب و حازم يتركه يفعل فهذا ما توقعه منه عند معرفته و لأنه كان سيفعل نفس الشئ إذا كانت زوجته هى المختفية خرجت شيماء صارخة به ..« كفى أيها الوغد أترك زوجي أنه أنت السبب في كل ما وصلت إليه زوجتك أنت و أخيها الغبي هذا لولا مساعدة زوجي لما رأيتموها مرة أخرى كف يدك عن زوجي و إلا أقسم أن ألقي بك خارجا أنت و هذا و لن تروها مرة أخرى »
نظر إليها عامر بذهول و سيف بضيق و هذا الأخير يقول ..« ماذا تعنين لن تروها أنها أختي الصغيرة سيدتي و سنذهب بها من هنا فور أن تستفيق و أعلمي أنه كرمه لها فقط لن أبلغ عنك الشرطة بتهمة خطفها أنت و زوجك الضخم هذا »
ضحكت شيماء ساخرة قائلة ..« لقد أخفتني حقا فلتصمت أيها الغبي و إلا ألقيت بك خارج منزلي و أبلغت الشرطة عن تهجمك و صهرك الوغد هذا على بيتي و سنرى مع من ستشهد هدية فلتصمتا كلاكما و لتبحثا كيف ستصلحان الأمور معها بعد ما فعلتموه بها بغبائكما »
صمت كلاهما كاتمان غيظهما و غضبهما و الخوف و القلق داخلهم يعظم على الراقدة في الداخل ..بعد قليل خرجت الطبيبة لتطمئنهم و هما تسأل ..« أين زوجها » أندفع عامر مجيبا بقلق ..« أنا زوجها سيدتي »
نظرت إليه الطبيبة بغضب ..« هل أنت غبي أم ماذا كيف تتركها هكذا حتى تسوء حالتها و تصل للإنهيار الجسدي و فقد جنينها من سوء التغذية و حالتها النفسية الغير مستقرة »
كتم عامر غضبة ينظر لحازم بغيظ متغاضيا عن سبها له فأهم شئ الآن هو زوجته و مساعدتها ..« أرجو أن تخبريني كيف أصبحت زوجتي و أرجو أن تخبريني كيف أساعدها لتتخطى محنتها هذه رجاء »
صمتت الطبيبة ثوان ثم أكملت حديثها فواضح أنه حقا يحب زوجته و يريد مساعدتها أصغى بصمت و إنتباه و بعد أن أنصرفت واعده إياه بالمرور مرة أخرى لتراها ظل الجميع صامتين فقاطع عامر الصمت قائلاً بصوت مختنق ..« أريد أن أرى زوجتي قليلاً وحدي إذا سمحتما لي » لم يجب أحد و سيف يجلس على الأريكة بتعب و قلبه يؤلمه على حال صغيرته شاعرا بالذنب أنه لم يحافظ على أمانة والده و زوجته له دخل عامر الغرفة وجدها كما هى على الفراش الكبير غارقة فيه بجسدها الضئيل شاحبه فقدت الكثير من وزنها كانت قد أبدت لها زوجة حازم ملابسها الملوثة بأخرى نظيفة و دثرتها بمفرش أزرق ثقيل حتى تشعر بالدفء جلس على ركبتيه جوار الفراش يمسك بيدها يضمها بحنان و عيناه تغرق بالدموع حزنا على حبيبته لائما نفسه ..«ماذا فعلت بالفتاة عامر لقد حطمتها بدخولك حياتها أنظر إليها أنظر عامر لقد أصبحت كالجثة بسببك و بسبب غبائك و رعونتك و غيرتك الغبية المريضة» ضم يدها يقربها من فمه يقبلها بجوار الحقنه المغذية بيدها و أنفاسه تخرج حارة قائلاً بحرقة ..« حبيبتي حبيبتي عودي إلي أرجوكي سامحيني هديتي سامحيني يا روح عامر و أنفاسه فقط عودي إلي »
أنت تقرأ
خطوبه بعقد إيجار - الكاتبه صابرين شعبان
ChickLitكل الحقوق خاصه بالكاتبه صابرين شعبان كذبة و ورطة تورطت هدية عندما كذبت و أدعت ، أن عامر شهاب حبيبها ، ماذا سيفعل عامر عندما يعلم بكذبتها تلك ، هل سيجبرها حقا على قبول خطبته لستة أشهر ، فقط ليتخلص من الشائعات حوله و إرضاء أبيه ، أم الكذبة ستصبح ح...