الفصل الثالث عشر

17.1K 525 7
                                    

سألته بلهفة ..« هل علمت شئ حازم هل هى بخير »

هز حازم رأسه بنفي و هو يجلس على الأريكة ملقيا جسده الضخم براحة .. « لا شيماء لم أعرف شئ كل ما أعلمه هو ما أخبرتك به من قبل و هو أنه قام بتبديل أثاث الشقة بأكمله قبل أسبوع واحد فقط من الزفاف و أنه قرر أخذها هناك بعد الزفاف و لا أعلم شئ أخر سواء منه أو من السيد شهاب »
زفرت بضيق ..« أنا لا أفهم مديرك هذا لما يتصرف هكذا بعد ما أخبرتني به و ما حدث هناك هل هو مجنون أم ماذا أخشى أن يؤذيها أو تصاب بصدمة حازم من تواجدها هناك مرة أخرى »
أقترب منها مطمئنا ..« حبيبتي لا تخشي شيئاً سيد عامر يحبها و لا أعتقد أنه سيؤذيها صدقيني لا أعرف أسبابه للذهاب هناك الآن و لكني متأكد أنهم سيكونون بخير فهما يحبان بعضهما حتى لو لم يعترفا بهذا الحب بعد أطمئني » ثم أقترب منها مبتسما و هو يقول بلوم و عتاب مرح ..« أنتي تقلقين على الجميع أكثر من زوجك يا امرأة أعلمي أني أشعر بالغيرة و لن أقبل أن أكون الثاني في إهتماماتك بعد أحدهم أي كان » أبتسمت تشد وجنته بمرح ..« بل ستكون الثالث في إهتماماتي يا سيد حازم و ليس الثاني »
تذمر غاضبا ..« حقاً الثالث و من هو الثاني يا سيدتي المشاغبة التي ألقت بي من أعلى الدرج لتكسر ساقي »
قالت بمكر ..« بل هى سيد حازم هى »
سأل حانقا ..« من هذه الأخرى الآن التي ظهرت لتأخذ مكاني »
أمسكت يده تضعها على بطنها الصغيرة قائلة بحنان ..« هى هنا معه هما الإثنان معا هذان هما من أخذا مكانك سيد حازم هو و هى »
تطلع بدهشة على يده الماكثة على معدتها براحة قائلاً ..« هل تقولين أنه أنهما هما إثنان »
أبتسمت تهز رأسها موافقة فصرخ فرحا و هو يضمها و يدور بها في الغرفة و هى تضحك بمرح ..« كفى حازم لقد شعرت بالدوار يا مجنون »
توقف و هو يوقفها برقة ..« متى علمتي أنهما إثنان »
أخبرته ضاحكة تنظر في ساعة يدها ..« منذ ساعة و نصف تقريباً »
قال بحنان و هو يضمها ..« حبيبتي لقد جعلتني أسعد رجل في الكون كله لقد جعلتني رجلاً فخورا بوجودك في حياتي شيماء أحبك أحبك شيمائي » ..

كانت تعد بعض الطعام للغداء فهى لا تشعر برغبة في الطبخ فأعدت بعض المكرونه و قامت بإعداد الصلصة الخاصة بها تركتها على النار لتنضج وجدت بعض أكياس البطاطس الجاهزة في الثلاجة فقامت بتحمير البعض منها كانت تقف أمام الموقد تحرك الصلصة عندما دخل عامر مقتربا منها يضع ذقنه على كتفها يشم رائحة الطعام فقال يدعي الحزن ..« رائحة الطعام جميلة حبيبتي أنا جائع جدا هل أستطيع مشاركتك إياه و أنا سأقوم بإعداد الطاولة و تنظيف الأطباق فيما بعد ما رأيك هى صفقة عادلة »
هزت كتفها لتبعد ذقنه و التفتت إليه تقول بسخرية ..« أسفة أنا لم أعد أعقد الصفقات سيد عامر فلتعد طعامك بنفسك »
أقترب منها بإغواء يرجوها ..« هديتي أرجوكي أنا جائع هل يرضيكي أن أظل جائعا بينما أنت أعددتي الكثير من الطعام و سيلقى باقيته حين تنتهين »
أجابته ساخرة تحاول الإبتعاد عنه و عن تأثيره عليها كان يرتدي تيشرت ضيق يظهر عضلات صدره و بنطال يظهر طول ساقيه كانت رائحته منعشة بخصلاته المبللة التي مرر يده خلالها أشاع الفوضى فيها فظهر كشاب لعوب و بعض خصلاته تتدلى على جبينه ..« من قال لك أني سألقي بما تبقى من الطعام يا سيد لما هناك أختراع يسمى ثلاجة برأيك حتى نحفظ به ما تبقى منه ثم أنا سأتناول الباقي في عشائي و لن ألقي به لا تقلق »
كتم غيظه فهى حقاً عنيدة هذه الهدية تطلع عليها بضيق قائلاً .« ظننتك لا تتناولين العشاء »
أبتسمت بمكر ..« أنا أفعل الآن هل لديك مانع»
نظر لفمها الصغير فأحمر وجهها و هو يقول ..« حسنا لا أريد منك أي طعام هدية و لكن أعطني شئ أخر أسد به جوعي على الأقل لا تكوني قاسية القلب »
نظرت لعينيه بعدم فهم فأتسعت عينيها عندما أخفض رأسه يلتهم شفتيها في قبلة متلهفة يكاد يدميها من شدة شوقة إليها كانت مسمرة من الصدمة لا تفهم ما يفعل و قلبها يكاد يتوقف عن الخفقان أفاقت من صدمتها و حاولت إبعاده عنها و هى تدفعه بصدره بيديها و لكنه كان كالصخرة أمامها لا يتزحزح أحاطها بذراعيه ليحتوي جسدها الصغير يمنعها من الإبتعاد و أخفق كل محاولاتها الواهنه لتبعده أغمضت عينيها و كادت تستسلم لقبلاته النهمة عندما أشتمت رائحة حريق فدفعته بقوة و هى تصرخ ..« لقد أحترق طعامي »
أقفلت الموقد و التفتت إليه غاضبة تقول بصراخ..« عامر أيها الوغد لقد أحرقت طعامي »
أنفجر ضاحكا على جنونها فقال مداعبا ..« أتركيه و أكليني هديتي صدقيني سأسد جوعك »
أقتربت منه بغضب ..« بل أنت من ستأكل مني ضربا الآن إن لم تبتعد عني و تغرب عن وجهي »
أمسكها في إندفاعها نحوه فقال بحنان و هو يجلسها على المقعد الصغير في المطبخ ..« إذن أجلسي و أنا سأعد لك ما تريدين من طعام و لكن فقط أهدئي هديتي»
أحتقن وجهها و هى ترى نظراته الحنونه إليها تقول مرتبكه و هى تشاهد حمرة شفتيها مازالت على فمه ..« حسنا فلتعد لي بعض الدجاج و صلصة غير التي أحرقتها »
سألها بهمس حميم ..« هل ستدعيني أتناولك .. أقصد تناول الطعام معك»
أحمر وجهها يا له من وقح فقالت بحده ..« فلتعد طعامي أولاً و نرى»

خطوبه بعقد إيجار - الكاتبه صابرين شعبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن