كانت ترا أمرأة بالثلاثين من العمر بجانبها رجل ببداية الأربعين ، بينما تنظر لهم و الخوف ظاهر في عينيها شعرت بشيء يحيط جسدها ليهدئ من روعها و ما كان هذى إلا حضن أمرأة قد بلغت من العمر ما كبر وكثر فردت على حضنها بحضن أكبر كأنها تختبئ بها ممن حولها فلا تسمع أصواتهم ولا ترا وجوههم تشعر بحنان يحيطها من قبل تلك الأمرأة ، لم تتمالك نفسها فبكت بكت أماً بكت أباً بكت أخاً بكت ماضيها و حاضرها لكنها نسيت أن تبكي مستقبلها تقبلت من أمامها كما تقبلت حضن جدتها هذى ما أختارته لقب لها فهي لم يكن لديها يوم جدة.
أستطاعت أن تتعرف على من حولها و توقعهم بغرامها تلك الملاك التي تجلس بحضن الجدة أستطاعت سلب قلب أبنتها "رقية" زوجة طبيب و أم لطفلان أحدهما بالثامنة عشر و الأخر بالعاشرة كما أستطاعت سلب قلب "أمين"الأبن الكبير و لديه أبنتان أحدهما بالخامسة عشر و الأخرى بالعاشرة لكنها لم تستطع رؤيتهم فقد علمت أنهم في أوقات دوامهم الدراسي تذكرت للحظات مدرستها و أصدقائها و تذكرت أخاها لكنها لم تستطع أن تبكي فما حصل معها قد أستنزف دمعها كما أستنزف أهلها.
ورغم كل من حولها كانت وحيدة داخلها و في لحظة ساد الصمت من كل شيء أفكارها دمعها و من حولها صمت فقط كأن هذى الصمت يواسي حزنها فيتربع عرشها الحزن و يواسي حزنها الصمت و يا ليته طال ما قصر إلا أن دخول الأطفال يتسابقون لحضن جدتهم قد كسر الصمت و كسر الأمان فزادها خوفاً و حزناً لم تستطع إلا أن تخبئ نفسها بحضن جدتها كما اختبأت من ماضيها
أنت تقرأ
سندريلا الحرب
Short Storyدائماً ما نسمع عن سندريلا يتيمة الأم و الأب التي تعيش في بيت زوجة أبيها الظالمة و تلقى الكثير من الظلم منها و من أبنتيها، لكن سندريلا التي سنتلمعنها اليوم هي سندريلا أخرى "سندريلا الحرب"