❁ الفـــصـــل الرَّابع ❁

7.9K 398 26
                                    

❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁❁ ❁ ❁ ❁❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁❁ ❁ ❁ ❁❁ ❁ ❁ ❁ ❁

بعد مرور ثلاثة أيام من التدريب :

دلفت { جواهر } إلى المكتب الذي تتشاركه مع زميلتها في العمل ملقية عليها السلام و هي تقول بتسائل

- فريحة ألن تأتي لتحتفلي معنا قي قاعة الاجتماعات ؟

ردت عليها بعدم إكتراث و هي تقول بملل تحاول إقناع زميلتها فقد ضاقت ذرعا من كل الذين يمرون عليها الي المكتب و يسألونها نفس السؤال و هي تجيبهم بنفس الجواب

- لا أرجوك جواهر إذهبي لوحدك فحقا أنا لست في مزاج للإحتفال

تنهدت الأخرى مجيبة فهي أصبحت تعلم القليل عن الجالسة امام أنظارها بأنها إن قالت لا فيعني ذلك لا

- حسنا كما تشائين , اراك لاحقًا

و غادرت المكتب لتبقى {فريحة}  على حالها جالسة امام المكتب منعزلة بنفسها عن الكل فرغبة أن تكون إجتماعية و تتحدث كثيرا و تتعرف على الجميع إنطفأت داخلها لم تعد تود أي شيئ فقط بعض الهدوء و الطمأنينة من تحتاجهم بشدة في حياتها و ستكون مكتفية بذلك فقلبها مازال مجروح ما زالت تنتظر نزيف قلبها يتوقف و تلتئم آلامها يوما لكن كيف أين تجد الطريقة لوقف ذلك الخوف الذي أصبح مزروع بداخلها أين هو الحل لتعيد بث الثقة في نفسها و تثق بالآخرين في نفس الوقت و إلى متى ستبقى تهرب هكذا فهي ستتعب في الأخير و تستلم بالنهاية .. طرقات مفاجئة على باب المكتب جعلها تستفيق من شرودها فورا و هي تصعد بعيناها الجميلتان نحو ذلك الواقف أمام الباب ينظر إليها بإنزعاج محبب

- اذا هل صحيح انك لن تأتي لتحتفلي معنا و بمناسبة نجاحك في التدريب أيضا ؟

نظرت الى ذلك الرجل بحب عفوي فهي تحترمه كثيرا و تكن له مودة خاصة به فمن لا يستطيع أن يحب السيد {ياسين} اللطيف و الودود الذي لا يبخل عليهم قط و لو بكلمة لطيفة أو إبتسامة حنونة أو نظرة حب تشع من مقلتيه فخلال هذه الثلاث أيام للتدريب كانت سعيدة جدا بوجوده و إشرافه عليهم لمدى سهولة التعامل معه و تواضعه المحبب للقلب لترد عليه بكل لطف و هي خجلة من صده بهذه الطريقة فهي حقا لا تود الذهاب إلى هناك أبدًا خشية من رؤية ذلك الرجل هناك نعم إنها تعترف الآن لنفسها و لحالها أنها تتهرب منه و من طريقة نظره لها و كل شيئ لا تود تفسيره الآن 

- أنا آسفة سيد ياسين لكن حقا لا يمكنني

قال وهو يتقدم منها و يمسكها من يدها يجرها أمامه

- ومن قال انه لك الخيار لعدم فعل ذلك أيتها المدلله فهذا أمر مني و يجب فعله

ثم توقف ونظر اليها بحنية وابتسامة دافئة وتابع كلامه

-  وشيء آخر ناديني بعمي كما يفعل الآخرون هكذا أفضل

نظرت اليه بإبتسامة واسعة ملبية طلبه

- حسنا عمي كما تشاء

...........................................

كان الإحتفال فكرته فهو كان عازم قبل ذلك أن يعلن أسماء الناجحين في التدريب فقط لكن ليس بعد أن رآها و علم بمشاركتها في التدريب و نجاحها أيضا فيه فهو يريد بشدة رؤيتها و الإندماج معها و مع باقي المصممين لتكون أجواء العمل بينه و بينهم مريحة و ها هو الآن جالس في قاعة الإجتماعات ينتظر فقط صوت الباب يفتح كي يلقي نظرة إذا كان سيأتي بها { ياسين } أم لا فهو من دفعه للذهاب إليها و إحضارها بالرغم من رغبته الشديدة في الذهاب إليها بقدميه لكنه يعلم أنها ستتهرب منه و تتفاداها حالما تراه كما فعلت في هذه الثلاثة أيام و قبل سنة أيضا .. صوت الباب و هو يفتح جعله يحول بصره بسرعة نحوه بقليل من الأمل لكنه شعر بالإحباط و هو يرى فقط { ياسين } يدخل وحده لكن فورا في لحظات فقط تحول إحباطه إلى سعادة غامرة و هو يلمح طيفها يدخل و يتقدم أكثر نحو طاولة الإجتماعات الكبيرة التي ضمت عاملين الشركة بأكملها و بإبتسامة جميلة شقت وجهها و كانت مرته الأولى يلمح قمرًا مبتسمًا و يا لحسن حظه أيضا أنها جلست مقابلةً له و بجانب زميلتها { جواهر} تتبادل معها أطراف الحديث غافلة تماما عن ذلك الذي يحدق فيها و حتى هي لم تجرأ على رفع بصرها لوجوه الجميع كي ترى ما إن كان هو هنا أم لا و فجأة نادى عليها السيد { ياسين }

- فريحة !

أوقفت الحديث تلقائيا مع { جواهر} التي كانت تكلمها عن موعد خطبتها للشهر القادم و رفعت بصرها فورا ناحية مشرف تدريبها لكن عيونها غصبا هربت نحو الجالس بجانبه و كانت الكارثة العظمى تحدث داخلها فنظراته بزرقوة عيونه جعلتها تتصنم مكانها أكثر فالذي دعت خالقها بأن لا تراه هنا ها هو جالس مباشرة أمامها و مثبث نظرها عليها أيضا و بطريقة ساحرة .. أعادت بصرها إلى { ياسين} تتحاشى تبادل النظرات مع ذلك المجنون ليكمل فورا الآخر حديثه و هو يشير ناحية { أوس }

- بما أننا جئنا متأخرين أود أن أعرفك على صاحب الشركة السيد أوس الجابري

" يا إلهي هذا ما كان ينقصني " تكلمت داخلها متفاجئة من كونه هو مدير عملها و ردت بإحترام و هي تنظر إليه

- تشرفت بك سيد أوس

ليجيبها { أوس } بعد تخدره الكلي من وقع إسمه على شفتيها و تعمد أن يذكر إسمها دون رسمية لتتشتت هي أكثر لذلك

- و أنا أيضا يا فريحة

وجهت له إبتسامة صغيرة باردة و هي تعيد نظرها ناحية زميلتها تكمل الحديث تسب فيه داخلها عن ذلك التوتر و الإضطراب الذي يحدثه بداخلها كهذه اللحظة بالتحديد و هو مستمر في التحديق إليها مما جعلها غير مرتاحة و غير مصدقة متى تنتهي سخافة هذا الحفل لتهرب عن نظره بعيدا لكن تلك الحفلة الجميلة طال وقتها و لم تخلوا من المزاح و الضحك مما جعلها في بعض الأحيان تضحك غصبا عنها إلا أنه بالنهاية إكتمل الحفل و خرج كل واحد منهم عائدا لأعماله و بعد أن أعلن لهم { أوس } عن الإجتماع الذي سيحدث في الغذ كي يتناقشوا في التصاميم و التخطيط لبدء مشروعهم الجديد ..... ( يتبع )

❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁❁ ❁ ❁ ❁❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁❁ ❁ ❁ ❁❁ ❁ ❁❁ ❁ ❁

الهاربة من حبه { مكتملة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن