❁ الفـــصـــل الرابع عشر❁

6K 330 19
                                    

 ❁❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁❁ ❁ ❁ ❁❁ ❁ ❁❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁❁ ❁ ❁ ❁ ❁

بعد قبلته القاتلة إبتعد عنها راحما إياها لتنزل رأسها فورا تشعر بالخجل الشديد لتقول له و هي تتحاشى النظر في زرقوة عينيه التي تصهر القلب

-  أمسك الطفل عني أوس فأنا أريد الخروج

- لن امسكه

نظرت إليه بعد فهم

-  ولماذا ؟!

نظر إلى الصغير قائلا لها

- إسأليه هو فإنني أرى أنه أحب حضنك كثيرا

تطلعت { فريحة }  إلى الصغير وقالت بحنان و هي تنوي دفعه لحضن { أوس } كي يحمله

- حبيبي سأتركك الآن معه و سأذهب أنا

نظر إليها الطفل و ملامحه بدت تعبس فقال { أوس } بإنتصار

- أرأيتي، قلت لك ذلك

نظرت بغضب نحوه وأرادت أن تنطق إلا أن دخول فتاة مسرعة إلى الطفل وهي تقول بتأسف

- اعذروني فلم أكن أقصد تركه وحيدا

وأخذت الطفل ليجيبها أوس  بلطف 

- لا عليك

خرجت المربية من الغرفة لتباشر { فريحة } بسؤالها

- ابن من هذا الطفل ؟

اختفت إبتسامته و تلاشن نظراته الدافئة و قال بجدية لها

إنه إبني .. إنه إبني .. إنه إبني

و بقيت تتردد تلك الكلمات  في أذنها الا أن استيقظت مفزوعة من الحلم تلهث بشدة كأنها هاربة من أحد ما ماسحة على جبينها قطرات العرق لتستكين فورا في مكانها و هي ترى في يدها الهاتف لتعلم انها غفت دون ان تشعر ثم لمست خدها بتلقائية تتذكر تلك القبلة والاحساس الذي غمرها عندما قال بأن الطفل ابنه فشعرت بقبضة في داخلها لا تعلم سببها فمن غير المعقول أن يكون لديه إبن و أزاحت تلك الفكرة من رأسها طاردة شعور الإنزعاج و القهر الذي تملكها لمجرد انه لو فعلا يملك طفلا له لتنهض من مكانها فورا مخاطبة نفسها بعنف ( اياك فريحة اياك أن تشعري بشيئ إتجاهه فهو رجل والرجال كلهم طينة واحدة و الخيانة تجري في دمهم )

.................................

جاء المساء فإستدعتها الخادمة كي تنزل لتناول العشاء فرفضت ذلك بلباقة فهذا ليس منزلها ولا تريد ان تتأقلم هنا كأنها سيدة البيت ... سمعت دقات على الباب فهرولت نحو الوشاح الذي كان مرمي على الكرسي ولفته حول شعرها وقالت بهدوء

- ادخل

فهذه أكيد الخادمة قد احضرت لها الطعام هنا ، لكنها تفاجئت و هي تلمحه هو بالتحديد عند الباب بجسده الرياضي  مرتدي جينز أسود وقميص رمادي اظهر عضلاته المفتولة و كانت مرتها الأولى التي تراه فيها بملابس غير تلك البدلات الرسمية لكنه دائما يظل وسيم قطعت تفكيرها المجنون به وصعدت بعيونها نحو وجهه وقلبها يدق كالطبول متذكرة تلك القبلة في الحلم .. ليبدأ في التقدم نحوها وكل خطوة يخطوها كانت هي تتسائل في نفسها أهو حقا له طفل وبمجرد انها تسائلت على ذلك تألم قلبها و شعرت بشيئ لا تود تفسيره فتظاهرت بالبرود ككل مرة مستطردة الأمر

- هل هناك شيء ؟

رد عليها وهو يمر بعينيه على كل إنش في وجهها

_ أجل ,لماذا رفضتي النزول وتناول العشاء ؟

ردت بغضب مكبوت

-  ولماذا هل أنا أنتمي لهذا البيت كي أتابع حياتي هنا ؟

إنك تنتمين لمالكه قالها في سره بحب و هو يزفر قائلا بحزم على عنادها

-  هيا أمامي ستنزلين و تتناولين العشاء برفقتي

لا هذا كثير عليها ويأمرها أيضا رفعت أمام وجهه سبابتها وقالت بحدة

-  كيف تجرؤ على أمري بتلك الطريقة ؟

نظر إلى إصبعها المرفوع أمام وجهه فرفع حاجبه الأيمن وقال بهدوء

- اسمعي فريحة ان استمريت هكذا فأقسم أنني سأحملك وأنزل بك للأسفل

كتفت يديها إلى صدرها و نظرت إليه بتحدي

-  لن تجرؤ على فعلها يا سيد أوس

رسم على وجهه إبتسامة ماكرة و همَّ للإقتراب منها لكنها انتفضت من مكانها سريعا بطريقة مضحكة وقالت بلطف مزيف فحقا هذا الرجل مجنون

-  حسنا حسنا لقد كنت أمزح معك فقط

وسارت أمامه مسرعة نحو الباب ليبتسم هو بحب لطيفها الراحل قائلا في سره  وقال في قلبه

- لو تعلمين كم أحبكِ أيتها مجنونة .... (يتبع)

 ❁❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁❁ ❁ ❁ ❁❁ ❁ ❁❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁ ❁❁ ❁ ❁ ❁ ❁

الهاربة من حبه { مكتملة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن