عودة بالزمن

38 2 0
                                    

الجزء الثالث من رواية قرناء ( عودة بالزمن )
البداية :
حورية غريبة جاءت لتظهر من بين الأنقاض و تدخل الكهوف لتأتي الى الوادي القديم الذي كان يسكنه الساحر هيم قبلا وهو وادي الزجاج ، حيث وقفت وسط ساحته الكبيرة وهي تنظر الى التراب الذي كان أمامها ، أخذت تبتسم وتقول : وجدتك أخيرا .      أخذت الحورية لتشيح بيدها لتظهر من بين التراب عبوة بشكل غريب وقديم جدا لتأخذه بيدها وهي تنظر اليها وتقول : الآن كل شيء سيكون تحت يدي ...حتى أنت ستكون تحت إمرتي .       حيث سمعت صوت قادم من خلفها لتقول بدون أن تلتفت الى مصدر الصوت : هذا أنت يا فابيو ؟؟          قال : نعم ، سأكون تحت أمرتك أنا ومن معي .      قالت الحورية : لا لا ، لا أريد ....فقط أريد أنت .       قال لها : أمرك .
حيث قالت وهي ترفع العبوة أمام ناظرها : لنقول أن حياتهم ستكون جحيما فقط .
قال فابيو : هل أبدأ يا سيدتي ؟؟؟
قالت الحورية : لا يا فابيو نحن لن نذهب اليهم وهم أيضا لن يذهبوا الينا ، فقط القدر سيجمعنا في مكان مظلم .       قال فابيو : أنا لا أفهمك !
ضحكت الحورية وهي تقول : سيكون كل شيء مدروس وتحت سيطرتي .
قال فابيو : وما هي خطتك ؟؟     قالت : اشتقت الى البر ....لنعود كما كنا خارج الماء ، سنكون على هيئة بشريا فابيو  .      قال فابيو : أمرك سيدتي .
قالت الحورية : أي شكل بشري تريد أن أعطيه لك ؟؟؟       قال : كما تريدين .      قالت الحورية : لتهتم بأمر ذلك الفتى .       قال فابيو : وكيف ؟؟
قالت الحورية : لتكن فتاة يا فابيو .
قال فابيو : فتاة .....       قالت الحورية : ريان بعمر صغير ومع ذلك سأضعك فتاة بعمر الثامنة عشر .....لتحاول السيطرة عليه واشغاله ، حتى لا يفسد خططي .       قال فابيو : أمرك يا سيدتي .
قالت الحورية : ها أنا لن أتركك يا ألين تفلت مني هذه المرة ....ستكون طعمي الذي احركه كما أشاء .     

أصبح لدينا منزل كبير جميل وسط مدينة جميلة أيضا ، كل شيء مستقر وجميل ، حيث كان ألين يتابع عمله وكذلك ريان وهافي يدرسان معا في نفس المدرسة الثانوية حيث كانت هافي أكبر من ريان بسنتين ، لذا فهي في الصف الأخير من الثانوية ، رغم ذلك كانا أفضل أصدقاء ، حيث كنت أنا أحاول البحث عن عمل لي ، بعد أن أوصل ريان وهافي معا الى مدرستهم رغم أنهم أصبحوا كبار الى أنني كنت أحب مراقبتهم وهم يذهبون في المدرسة ، حيث أعود بعدها للمنزل وأنا أبحث عن وظيفة لي الكترونيا ، حتى جاءتني رسالة على هاتفي بأن شركة ما بأنني مرشحة عندهم للعمل كسكرتيرة للرئيس ، إذ أنه مؤخرا طرد سكرتيرته بسبب عدم التزامها بأخلاق العمل ، حيث قبلوا بي كقبول أول للعمل وسأكون سكرتيرة رسميا إذا نجحت في اختبار المقاببة الشخصية ، شعرت بسعادة غامرة وجهزت نفسي لمقابلتي في اليوم التالي ، حيث ذهبت الى مقر الشركة التي كانت عبارة عن شركة متوسطة الحجم ، كان هناك نساء أخريات كثيرات ورجال يتقدمون الى هذه الوظيفة وغيرها بالشركة ،  ، حيث كنت أنتظر دوري ف عمل المقابلة الشخصية ، وعندما حان دوري لها ، دخلت غرفة كبيرة برقفة ثلاث من  المتقدمين الآخرين  يوجد بها مكتب يتسقر وسطه رجل ،  كان رجلا شاب بعمر الثلاثينات ، أنتق الملبس حسن المنظر ، لبق التعامل ، نظراته حادة ومدققة ، حيث كان هناك شخص واحد فقط يقوم باختبار المقابلة وهو هذا الشخص ، شعرت بارتباك وقتها ولكنني شعرت بالثقة عندما رأيت غيري من المتقدمين للوظيفة قد كان أداءهم ضعيفا قليلا ، حيث تجاهل الرجل الذي كان يخري لنا اختبار المقابلة كل المتقدمين وقال وهو يشير لي  : ليخرج الجميع ما عدا هذه المرأة .
شعرت بأنني قد أخطأت أو أنني فشلت فشلا فادح بسبب خطأ إزعجه ، حيث خرج الجميع من الغرفة لأنتظر قول الرجل وأنا خائفة جدا ، حيث وقف مكانه وقال وهو ينظر الي : لماذ أردتي التقدم الى هذه الوظيفة ؟؟ هل تعرفين اسمي أولا ؟
قلت بتردد وأنا انظر الى اسمه المنحوت على مكتبه : آسفه سيدي ولكنني لم أعرفه ألا الآن .
قال وهو يحدق بي : لتنطقي به .
قلت : المدير أرون .      قال : لتقوليه مره أخرى بصوت أعلى .      قلت بصوت عالي: المدير أرون .
ضحك وأخذ بسماعة الهاتف الموجودة في مكتبه وقال : لتخرجي جميع المتقدمين للخارج ، لقد وجدت سكرتيرتي الجديدة .  
ثم أغلق السماعة وهو يقف ويحدق بي بصمت مرعب ، ثم جلي على مكتبه وقال : لترحلي الى منزلك ، أراك غدا في نفس هذا الوقت .
قلت وأنا مستغربة : حاضر ...أشكرك جدا أيها المدير أرون .      حيث خرجت من غرفة المدير وأنا أشعر بثقل غريب في قلبي عندما رأيت غيري من المتقدمين ينظرون الي نظرات غريبة ، حيث لم اكن أهتم كثيرا ، عدت الى منزلي وأنا سعيدة جدا ، حيث عدت لأرى أن ريان وصل الى المنزل برفقة هافي معه ، فقلت لهما وأنا سعيدة : ما الذي تريدان ان أطبخه لكما ؟؟!إختارا أي شيء .
قالت هافي : أشكرك ولكنني يجب أن أعود لمنزلي عند جينا .      قلت : لتأكلي أولا ثم لتذهبي لمنزلك ، لن يأخذ الأمر وقتا .
قال لي ريان : تبدين سعيدة جدا يا أمي .
قلت وأنا سعيدة : لتهنئ أمك لأنها حصلت على قبول في وظيفتها الجديدة .    
قال ريان بابتسامة : أخير سيكون أبي راضيا عنك .       قلت وأنا أعبس في وجهه : لا تكن هكذا ، ولتكن سعيدا من أجلي .     قال وهو يضحك : سعيد جدا من أجلك .    
حيث قالت هافي : ما هي وظيفتك الجديدة ؟؟!
قلت بحماس : سكرتيرة .      قالت هافي : تهانينا يا عمتي هانا .      قلت : عمة !! أنا لست كبيرة الى هذا الحد ، لتنظري الى وجهي إنه يعبر عن عمري الحقيقي .       قال ريان : لا تكذبي يا أمي إنه بسبب الوسم الذي عليك .      قلت بابتسامة  : أنت تشبه والدك كثيرا ....انه انتقادي كثيرا ، سأذهب لأطبخ لكم ، لتنتظروا على مائدة الطعام .
حيث كنت أطبخ في المطبخ الذي كان بعيدا قليلا عن مائدة الطعام ، ولكنني كنت أسمع محادثة صغيرة دارت بين هافي وريان وهما جالسان على مائدة الطعام ، حيث قالت هافي بصوت مهموم : جينا ليست بخير أبدا ....أنا أفكر في مستقبلي الآن كثيرا .      قال ريان : هل تقصدين أنك تظنين أن مرضها سيتمكن منها ؟؟!     قالت هافي : الطبيب أخبرني أن مرضها لا يرجى شفاء منه .
قال ريان بعفوية : لتعيشي معنا إذا كنتي تقلقين من ناحية المعيش .       قالت هافي : أفكر بأن لدي صديقة أعرفها سترحب بي للعيش معها .
قال ريان : ومن هي ؟ هل أعرفها ؟؟؟
قال هافي : ريان لتخفض صوتك ، لا أريد لعمتي هانا سماع ذلك .       قال ريان بهمس استطعت سماعه بسبب قدراتي الخاصة التي اكتسبتها بسبب الوسم : صديقتك هذه أعرفها أنا صحيح ؟
أقصد رأيتها أنا في حين أن أمي وأبي لم يعرفوها .      قالت هافي : نعم ....إنها سيليا .
قال ريان بصوت غير مرتاح : لقد بدت غريبة ولا أظنها مكان ثقة يا هافي .
قالت هافي : ليس لدي خيار .     قال ريان : بلى لديك خيار جيد وهو العيش معنا  .
قالت هافي : لا أريد العيش كعالة عليك وعلى عمتي هانا وعمي ألين .
قال ريان : لا يمكن أن تكوني عالة علينا بسبب هذا !!!        قالت هافي : سأفعل ما يكون لصالحي يا ريان لا تتدخل بي وكأنك صديقي المقرب .
قال ريان : ولكنني كذلك !!!     قال هافي : مع ذلك أنت مازلت صغيرا لتفهم هذا .
قال ريان بغضب : ماذا !! لا يوجد فرق أعمار بيننا سوى أنني أصغر منك بسنتين ، أنت أيضا صغيرة ولا تعرفين كيف تتدبرين أمورك .
قالت هافي :  أعرف أن مشاعرنا تجاه بعضنا كانت صادقة ولكنها كانت بريئة ولا تعرف أن قسوة الحياة ستكسرها ، أعترف بأنني أحببتك كصديق رغم مضايقات تلك الفتاة الكريهة لك بالمدرسة ، ولكنني لا أعرف ما مشاعرك تجاهي ولكن إن كنت تكن لي بشيء باتركه الآن لأننا مازلنا صغارا على هذا ، حياتك مختلفة تماما عن حياتي يا ريان سأذهب الى منزلي الآن ،  أخبر عمتي بأنني قد ذهبت وأنني أعتذر اليها بشدة .
خرجت هافي من المنزل تاركة ريان وهو مصدوم مكانه لأخرج عليه من المطبخ وأقول له وأنا أدعي أنني لم أعرف شيئا منا سمعته : أين هي هافي ؟!
قال ريان وهو يترك مائدة الطعام بغضب : لا تدعي يا أمي بأنك لا تعرفين شيئا ، لقد سمعتي كل شيء قلناه .      تركني ريان وتوجه نحو غرفته بحزن ، حيث لم أضغط على ريان ، وتركته وحيدا ، حيث انتظرت عودة ألين ، ليعود من عمله لأخبره بشأن قبولي في عملي كسكرتيرة ، فقال بابتسامة : كم أنا سعيد من أجلك ، تهانينا يا عزيزتي .
قلت وأنا سعيدة : كم أنا سعيدة غدا سيكون أول يوم لعملي في الشركة .     قال ألين : ذكريني ماذا كان اسم الشركة ؟؟      قلت : هين تاب .
قال : اسمها غريب ، يجب أن أبحث عنها .
قلت : لم تكن لتهتم في أي مكان قد أعمل به ، فقط أخبرتني أن أجد عملا ، لم تكن لتهتم بالمكان ولكن ما هذا الآن ؟؟!     قال بوجه مستغرب من كلامي : يجب أن أفعل هذا ، أعرف مكان عمل زوجتي ، ألا تظنين أن هذا عادل .
قلت وأنا أبتسم له : لا تغضب ، أنا سعيدة لأنك مهتم بالأمر .      حيث قال ألين بعدها بمدة : أين هو ريان ؟؟! أنا لا أراه .
قلت : لا تقلق بشأنه ، عاد من المدرسة وهو متعب فقط ، لقد تفقدت أمره قبل قدومك .

قرناء _||consort||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن