لم يشعر مصطفي باي اطمأنان فالقصه تبدو مملة جداا
لا بأس.. السفاح المختص بذبح العشاق الجالسين تحت الأشجار.. هذا موضوع مثير
نوعا
أغمضت سلوى عينيها ودفنت يدها في كف عادل.. بدأت تذوب ببطء في عالمه كأن
روحها تتدفق لتسيل في دمه.. وبدأت تشعر بالنعاس .
.هنا فتحت عينيها قليلا ففوجئت بأنه يمد يده الأخرى ليعبث في حقيبتها .
هبت في عصبية وصاحت : ماذا الذي تفعله بالضبط؟
انتفض في توتر.. رأى عينيها المتشككتين فقال : لا شيء.. كنت ألعب بمحتويات الحقيبة فقط .
لكنها كانت تعرف.. عندما خبأت الميكروفيلم الصغير في الحقيبة كانت تعتقد أنها في
أمان وأن أحدا لا يرتاب فيها.. سوف تتركه في سلة مهملات ذلك الإسرائيلي المقيم في
البناية المجاورة للسفارة، لكن من الواضح أن هناك من يشك في أمرها.. الأمن المصري
يعرف سرها.. وعادل لم يأتِ صدفة.. هو ليس عاشقا.. إنه ضابط مخابرات .
المشكلة الآن هي أنه ليس بوسعها أن تغضب أكثر من اللازم.. لن تغضب أكثر مما
تغضب أي فتاة أخرى سُرقت حقيبتها .
*****************************
لم ترُق الإضافة الأخيرة لمصطفى ..
ثمة شيء طفولي مفتعل في هذا كله، وهو بالفعل لا يعرف الكثير عن المخابرات.. تبدو
حيلة الميكروفيلم في الحقيبة عتيقة تنتمي إلى زمن الحبر السري المصنوع من عصير
الليمون وهذا السخف .
في صبر رشف رشفة أخيرة من الكابوتشينو وعدّل ما كتبه .
*****************************
في هذه المرة كان العاشقان تحت الشجرة يتهامسان، وفجأة صرخت سلوى ...
كان ما تراه هو رأس عادل المنفصل على الأرض.. وبركة دم .
.رفعت عينيها في ذعر فهوى نصل سيف حاد على عنقها.. لكنها لم تمُت.. زحفت على
يديها وقدميها وهي تنشج.. أما من فعل بها هذا فقد لحق بها وأمسك بشعرها.. لم ترَ
وجهه .
قالت وهي تبكي وبصوت مبحوح بسبب الجرح : من أنت؟
سمعت صوتا غليظا يقول : أنا ابن أبراكساس.. لكن اسمي لن يفيدك لأنكِ سترحلين حالا .
كادت تقول شيئا، لكن النصل هوى عليها مرة أخرى .
*****************************
أنت تقرأ
الهول
Horrorسوف نفتح هذه المجموعة القصصية ونحن مفعمون بالأسئلة، ونتركها مفعمين بالخوف : ما مهنة ذلك الرجل الغامض في تلك المسابقة التلفزيونية؟ الموقع الغامض الذي يعرض على الناس منظر جثتك الممزقة. شارع المشاط الهادئ المسالم الذي يكتم سكانه سرًًّا مرعبًا. العلاج ا...