في شارع المشاط

61 3 0
                                    


هذا ليس بالشارع القبيح والمنطقة ليست بالعشوائية في الواقع هي أقرب إلى الهدوء

والجمال أمس رأيت هناك هدهدا وهو مشهد لم أره منذ ثلاثين عاما

 أذكر اليوم جيدا ..

كنت أعمل في الجريدة عندما اتصل بي أحدهم قائلا إنه ترك لي طردا مهما في سلة

المهملات أمام باب الجريدة، بالطبع يمكن أن تكون قنبلة لكننا -والحمد لله- ما زلنا

بعيدين عن أساليب المافيا هذه، نزلت في حذر ونظرت حولي فلم أر شيئا، طلبت من

رجل أمن أن يصحبني إلى صندوق القمامة، مددت يدي بحذر واشمئزاز فوجدت علبة

مغلقة ..

فتحت العلبة في حذر.. شعرت أن الاتصال بخبراء المفرقعات سوف يجلب على رأسي

السخرية، لم أجد في داخلها سوى حزام من الجلد، حزام عتيق لا يساوي شيئا تقريبا

وهو مهترئ بشدة .. هذه مزحة لا شك في ذلك ..

بعد ساعة أخبروني أن هناك جريمة قتل في شارع المشاط، لا أذكر رقم المنزل، لكن

الضحية طفل في الثالثة كان يلعب أمام بيته ظهرا، هناك من تسلل وراء الطفل وجذبه

إلى مدخل العقار وخنقه بكل قسوة . بالطبع توارى القاتل، ترك جثة الطفل ومعها ترك ذعرا لا يوصف، وترك كذلك شعورا

غامرا بعدم كفاءة رجال الشرطة .

لم يسرق أحد شيئا، لم يلمس أحد الغلام، هذه جريمة لا سبب لها، أو ربما هو الانتقام،

هناك زوجة سابقة حانقة، من الوارد أن تكون قد قررت تنفيذ أبشع انتقام ضد الزوجة

التالية لها، لكن البحث لم يثبت شيئا، والزوجة الأولى كانت في عملها وقت الحادث

وهناك ألف شاهد على ذلك .

هكذا توارت القضية .. هناك جرائم كاملة كثيرة؛ من قال إن الجريمة الكاملة غير موجودة؟! يتلقى القاتل

.عقابه كاملا يوم الحساب، لكن ليس كل القتلة يتلقون عقابهم في دنيانا هذه .

أنا كنت هنا منذ أشهر .. أشعر بالجو مألوفا وبأنني رأيت هذا كله منذ قبل .. يجب أن أحكي لك كذلك عن الطرد الذي تلقيته.. تلقيته في مقر الجريدة قبل إبلاغي

بالنبأ بساعات ..

فتحت الطرد المقصود وكان يحوي شيئا غير معتاد

ما لاحظته هو أن صوت المتكلم عادي جدا كأنه يتكلم في موضوع يتعلق بالعمل أنت

تعرف هذا الداء الشيطاني الذي يصيب من يهددون هاتفيا

يعرف علماء الجريمة عدة أنواع من القتلة.. هناك قاتل الجموع Mass murderer الذي ينقضّ على مدرسة أو حفل ليطلق السلاح الآلي ويردي عشرات

الهولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن