اجلس يا محمود ولا تثِر توتري.. أنا أمقت الأشياء التي تتحرك في مجال نظري وأمقت
هؤلاء العصبيين كثيري الحركة الذين ينقلون ساقا على ساق
بعد إلحاح كتب لي هاشم اسم الطبيب وعنوان عيادته حدث ما حدث في ذلك اليوم الذي كنت أمشي فيه في الدقي عندما اصطدمت بذلك
الرجل. عندما دققت أكثر أدركت أنني أعرفه.. هاشم . نظر لي في دهشة وذهول ثم ارتمى في أحضاني، ورحنا نثرثر عن كل شيء، وأنا لا.
الأهم الذي يؤرقني أجسر عن توجيه السؤال .
.في النهاية استجمعت أعصابي وسألته.. عندها عرفت .. هاشم كان قد أصيب بضمور في الشبكية منذ ثلاثة أعوام. صار كفيفا تماما.. وكان هذا
شيئا قاسيا جدا في سنه الصغيرة الواعدة .
كنت قد تركته كما نفارق دار السينما بعد نهاية حزينة، ولم أرَه منذ ذلك الحين.. لكنني
اليوم أجده يمشي بكامل لياقته ويراني ويعرفني . عندما جلسنا في ذلك المقهى استجمعت شجاعتي وسألته عن سبب استعادته بصره.
المعجزة التي أدت لذلك. ما أعرفه هو أن الأطباء أعلنوا عجزهم عن عمل شيء ..
قال هاشم في مرح : – "كنت قد فقدت الأمل تماما حتى ..". – "حتى ماذا؟ ". – "حتى قابلت ذلك الطبيب.. ذلك الساحر.. ذلك النطاسي الخارق للعادة ..". – "وماذا فعل معك؟ ".
ابتسم وضاقت عيناه للحظة ثم قال : – "الأمر شبيه بالعلاج بالخلايا الجذعية.. شيء من هذا القبيل ..". كنت أعرف حلم الخلايا الجذعية الذي عذب مرضى كثيرين.. مهما كانت حالة المريض
ميئوسا منها فهم يبشرونه بشيء اسمه الخلايا الجذعية، والحقيقة أن أبحاثها ما زالت
في مرحلة الطفولة، وعدد النصابين أكثر بمراحل من عدد الصادقين.. كثيرون
أقسى صدمة في حياتهم يسافرون إلى تايلاند ليتلقوا .
.– "هل هو طبيب مصري؟ ". – "أرمني.. لكنك لن تعرف هذا لأنه يتكلم العامية المصرية أفضل منا ". – "هل هو طبيب عيون فقط؟ ". – " بل هو طبيب كل شيء! على طريقة أطباء الماضي.. ابن سينا والرازي وجالينوس
وأبقراط.. يتعامل مع البشر ككل ".
بعد إلحاح كتب لي اسم الطبيب وعنوان عيادته ورقم هاتفه . – "هل أتعابه باهظة؟ ". – "غالية نوعا ما لكن بكم تثمّن عينيك على كل حال؟ ".
تأملت البطاقة.. دكتور ويليام أنطونيان.. اليان التي تدل على أن صاحب الاسم
أرمني على الفور . أعرف مريضا سوف يجرب هذا الطبيب.. يجربه هذا الأسبوع حتما .
.كان كلام دكتور ويليام لا توجد به أي لكنة غربية
كان جالسا في تلك الغرفة خافتة الإضاءة وعلى عينيه ضمادات.. دخلت نورهان حاملة
أنت تقرأ
الهول
Hororسوف نفتح هذه المجموعة القصصية ونحن مفعمون بالأسئلة، ونتركها مفعمين بالخوف : ما مهنة ذلك الرجل الغامض في تلك المسابقة التلفزيونية؟ الموقع الغامض الذي يعرض على الناس منظر جثتك الممزقة. شارع المشاط الهادئ المسالم الذي يكتم سكانه سرًًّا مرعبًا. العلاج ا...