لو كانت الحياة حياتان لفعلتُ ما لم يفعل أحدهم ، و لكن للأسف ...
بعد أن تكلمتُ مع زين تلك الليلة و التي هي البارحة ، لم نتكلم بعدها لأن الوقت يشير إلى الفجر صباحاً ، أظنه لم يستيقظ بعد ، و لأنني أيار صاحبة الحظ العثر فلقد تفوهتُ بما تفوهتُ به البارحة
وقفتُ و إتجهتُ راكضة نحو صندوق البريد بعد أن تذكرتُ أن هنالك رسالة من العمل الذي قدمتُ له مؤخراً ، فتحتُ الصندوق و أخرجتُ الرسائل التي بداخلهِ
أسرعتُ راكضة نحو المنزل لأن الهواء بارد ، أغلقتُ الباب و إتجهتُ نحو المدفئة لأجلس على ركبتيَّ أمامها ، وضعتُ الرسائل أمامي على الأرض لأبدأ البحث عن مُبتغاي من الخروج وسط السقيع
و ها هي ، فتحتها و إطلعتُ على المكان الذي يكتبون بهِ إذ تم رفضي أم لا ، و كانت الإجابة مرفوض ، إطلعتُ على السبب لأرى أنه بسبب أنني قد دخلتُ السجن مسبقاً ، و كان السبب أنني أقود مخمورة وسط الليل ما كان سيؤدي بي إلى دهس أحدهم ، لا عليَّ ، من كان يريد العمل في ما لا يفيد العالم بشيء
رميتُ الرسالة على الحطب المجمور ، و أنا أتثائب أثناء رؤيتي لها تحترق ، من يبالي ؟!، نظرتُ إلى باقي الرسائل البريدية التي أمامي ، و كانت فاتورة ماء و كهرباء و .... ما هذا ؟
أمسكت ذلك الظرف المزخرف و فتحته و إذ به إعلانٌ ، قرأتُ محتواه و الذي يقول : " مجلة ' إمرأة هذا العالم ' تعرض لجميع نساء و شابات هذا العالم بالمشاركة في مسابقة ملكة جمال أوروبا ، و سيتم التسجيل في ١ أبريل يوم الأحد ، و الأعمار المسموح لها بالتسجيل فقط من ١٨ عام إلى ٣٠ عام ، و أتمنى أن ...."
أنزلتُ الورقة من أمام عينيَّ اللتان تبتسمان ، عمري ٢٥ عاماً و من برلين أي أوروبية ، و جميلة بعض الشيء هه ، لا عليَّ الفرصة بين قدميَّ ، أقصد يديَّ
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
مرَّ أسبوعان و أنا حقاً متحمسة ، و ها هو اليوم المنشود ، إتجهتُ إليه و برفقتي نايل و زين ، جلسنا على مقاعد الإنتظار و أنا أشاهد الفتيات من حولي ، أنا لا شيء أمامهن ، نظرتُ إلى نفسي و إلى ما أرتدي ، و إتضح أنني فتاة
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
سمعتُ نداءاً بإسمي ، إتجهتُ صوب الباب ، و أنا أرتجف ، يكفي أنني ضعيفة الشخصية ، و أيضاً غير واثقة من ذاتي ، و لا أعلم من أين أتت بي الشجاعة لخوض تجربة ستأبى بالفشل أكيد
دخلتُ إلى تلك الغرفة الرمادية التي يوجد بصدرها طاولة ورائها إمرأتين و رجل ، و أمامهم يوجد مقعدٌ خشبي ، أشارت مرأة ذات بشرة سوداء بإبتسامة نحو المقعد ، قائلةً :
" تفضلي " بادلتها الإبتسامة بتوتر و أنا اجلس على المقعد ، رفعتُ نظري لهم لأرى المرأتين ينظرون لي و الرجل يقرأ ما بداخل الملف خاصتي على ما أظن
" طولكِ ليس بذلك السوء ، و وزنكِ مثالي ، و ... فتاة جميلة !" يقول ذلك و هو ينظر إلى الملف الذي بين يديه بينما يدعك جبينه بإستفسار
" ما هي طموحكِ التي جعلتكِ تشاركين بهذه المسابقة ؟" سألتني الفتاة الصهباء التي على الجانب الأيسر من الرجل ، ماذا أقول لها ؟ أنني باطلة عن العمل و إذ لم أعمل سأفلس بعد ٨ أيام
" لأن المرأة مظلومة ، و ... و يجب أن تمتلك جميع حقوقها كالرجل ، و و و آه يجب أن تعمل و تحصل على المال قبل أن تُفلس بعد ٨ أيام " عبرتُ حقاً عن ما في قلبي ، و لم أكذب في كلمة سوا في الكلمات الأولى ، لا تُحتسب على أية حال
أظنهم لم يفهموا ما قلته تواً ، لأن ملامحهم قد تقضبت بعدم فهم ، زفرتُ الهواء بقلة حيلة
" ما هو إسمكِ ؟ " نظرتُ إلى الصهباء ، و قلت :
" أيار ريغان " عقد الرجل حاجبيه بإستغراب ، ثم وضع إصبعه على فمه الذي أصبح على شكل قبلة ، و ضيق عيناه ناظراً لي ، ثم أشار لي بإصبعهِ مستفسراً
" هل أنتِ من الولايات المتحده ؟" سألني و كان صوته كالفتيات ، رفعتُ حاجبيَّ ، لقد نسيت كلياً أمر ذلك
" و هل من مشكلة !؟" هزوا رؤوسهم نافين ، بل ابتسموا ، اللعنة ، هذا بدأ يصبح سخيفاً
" انتِ مقبولة يا فتاة " قالها ذلك الرجل بطريقة نسائيه و هو يوقع على الملف ، ثم قدمه لي
" يوم الأحد تواجدي هنا في تمام الساعة العاشرة ، سيكون لنا بعض الأعمال ، و إذهبِ إلى السكرتيرة ، و اطلبي منها أن تدُلكِ إلى مكتب السيد هاري ستايلز " قالها و هو يكتبُ شيئاً على ورقةٍ ما ، و لكن المشكلة لا تكمن هنا بل بالأسم الذي قاله ، هل قال هاري ستايلز تواً ؟!
" ه-هاري م-ماذا ؟" هذه أشبه بالصدمة
" هاري ستايلز ، قولي لها هاري و هي ستدلكِ إليه " ما هذه الورطة ؟ ، خرجتُ و إتجهتُ حيث زين و نايل يجلسان ، وقفا و هم مبتسمان
" كيف كانت المقابلة ؟" نظرتُ إلى نايل بوجهي الذي أصبح شاحباً ، أشعر و كأنني لا أعلم أين أنا ، أمشي بلا هدف ، حلت عليَّ لعنة ستايلز