اليوم الأخير

107 15 3
                                    

كنت في المكان المناسب حيث أكون حسن المتدين الذي لا يضيع فرض ولا نافلة و الذي يستمع للذكر و المواعظ و جلسات العلم و الخطب
وكنت حيث يكون حسين حيث التحرر من كل تلك القيود لأختلط بالناس و أحلق لحيتي و أشرب الخمر و أتنفس السجائر لأقتل الناس و أفجر المنازل و أجاهد في مصر بدلاً أن أكون في إسرائيل أفجر كنا نصب الكيل علي المسلمين
رأيت كل الأرواح التي قتلتها .. شاهدت من سكرات الجوع موتي كل عملياتي و في ذلك اليوم في رمضان عندما كانت العملية المطلوبة مننا هي الإنقضاض علي أحد تلك الكمائن العسكرية المصرية علي الحدود وقت الإفطار
كانت العملية تقضي بأن نبدأ وقت الإفطار حتي يكون العساكر قد تركوا سلاحهم ليفطروا .... حينها حينما بدأ التفجير .. عندها استيقظ شيء في داخلي ... مدركاً بكل قوة أنني في الجانب المظلم ثورت و صرخت و حاولت إيقاف التفجير لكنني لم أستطع و فوق ذلك كنت في مهب الإنفجار لكن ثورتي و صراخي نبه الجنود عندها مات الجميع و نجوت أنا وحدي لأكون في تلك اللحظة في الصحراء أتذكر ببطئ و معاناة كل تلك الأحداث المؤلمة ... كيف طاف بيا القدر من العاصمة إلي الحدود ... و خارت كل قواي
سقطت .. و رأيت حسن يقترب مني و يمد يده إلي .... لكنني لست مستعداً يا أخي .. لا يمكنني أن أقابله الآن .. وكنت أزرف الدموع دموع جاءت مياهها من آخر قطرات الدماء في جسدي الشاحب الهزيل .. و تمنيت أن تكون أمامي فرصة أو جزء من فرصة ..
،، متخفش يا حسين أنا مش ملك الموت أنا أخوك ،، و أخدني بالحضن و فتحت عيني لأجد نفسي في المستشفي ..
وجدني بعض الجنود المصريين علي حدود سيناء و نقلوني إلي مستشفي الشيخ زايد .. كانوا فاكريني في البداية جندي تاه في الصحرا و لكن إكتشفوا أن لي علاقة بالإنفجار الذي حدث منذ ستة أيام
عندما فتحت عيني أخبرتهم أنني أعرف كل التفاصيل عن الخلية و عن الجماعة الدينية الممثلة لها و كيف يتم تجنيد الشباب و كل شيء وكل تفصيلة عرفتها .. عن التمويل الخارجي و عن كل ما وصلت إليه
كنت قد شفيت تماماً من مشكلتي النفسية و تقبلت موت حسن و تقبلت نفسي ك حسين و أن بإستطاعتي التغيير
أنا الآن في السجن أقضي فترتي التي قلصها المحامي بسبب مرضي النفسي و تعاوني مع الحكومة .. لأخرج عن قريب و أمارس حياتي و أغتنم فرصتي الثانية .. وهذا أجمل شيء في الحياة عندما تعطيك فرصة ثانية

السرابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن