حسن و حسين و أنا و اليوم التالت

106 19 4
                                    

أنا و حسن كنا توأم متشابه جداً و كان الإختلاف بيننا فقط في وحمة في كتف حسن ...لكن حسن و حسين كانا يكملان بعضهما البعض .. الخير و الشر .. الإبن البار المتدين الخلوق و الإبن العاص .. الصايع بالمصري .. كثير المشاكل كثير المتاعب و الذي يعتبر خطأ جيني ..
عندما تصدق أنك خطأ أنك الغصن المُضِر النبتة السيئة تكون علي خطي سريعة نحو نهايتك
في يوم ما حدثت الخناقة بيني و بين أبي لأني رجعت البيت متأخر جداٌ عشان كنت سهران برا مع صحابي و كنت ناسي موبايلي في البيت وكنت فاكرهم نايمين دخلت الشقة و ولعت سجارة لقيت أبويا و أمي و حسن مسنين و بدأت الخناقة و الزعيق دخلت أوضتي أخدت فلوس و طلعت والخناقة كملت و بابا ضربني القلم و حسن دخل و حاول يهدي بابا و أنا نزلت و نزل ورايا حسن و كان معاه مفايح عربيته
،، حسن خليك يا حسن عشان أنا مخنوق من هدومي و سيبني في حالي دلوقتي يا حسن ،، أنا
،، انت بتقول إيه يا حسين .. اهدي بس أنا مش هسيبك هتروح فين بس دلوقتي .. طب هوصلك بس المكان اللي انت رايحه ،، حسن
وافقت اني حسن يوصلني بس أصريت إني أنا اللي أسوق العربية .... وكان القدر ينتظرنا علي بعد أميال بسيطة و انقلبت العربية و صحيت من الكابوس و نفضت عني التراب و قومت لأجد سحلية تمر أمام .. هاي هي وجبة إفطاري .. سأتناولها كما تناولت الضفدعة حتي ذيلها .. لأنني في حالة يرثي لها .. مشيت و مشيت و الضعف يحف من جسدي شيء فشيء ... عندما تتمني أن تري قطرة مياه أكثر من أي شيء في حياتك .. و مع الجوع و العطش لم أعد أميز هل أنا واقف أم أنا أحبو علي الأرض .. هل أنا أمشي للأمام أم أترنح للخلف .. هل أري أمامي خيالات أم أري واقع أم أري ذكرياتي التي أرهقني الجوع عن تذكرها ... لقد فقدت أخي التوأم بسببي ..
الذكريات تتصادم في دماغي .. لم أعد أعلم ماهو الواقع و ماهي الخيالات و ما هي الذكريات الحقيقة و ما هي التخيلات .. و تتسارع خطواتي رغم ضعفي و تتسارع خاطرة واحدة في دماغي و أنا أسوق السيارة بتهور و تترنح و أترنح و أنا أمشي و أجري هرباً من تلك الذكري .. أجري و أجري حتي وقعت .. حتي سقطت ، عندما انقلبت السيارة .. كنت واقعاً علي الرمال و أغمض عيني و أفتحهما و أجد عربات الإسعاف تحملنا .. أفتح عيني أجد نفسي علي التراب في الصحراء و أغمض عيني و أفتحهما أجد نفسي في المستشفي .. الممرضة أخبرتني أن أخي الذي كان معي في السيارة قد مات و عندها دارت في دماغي الإحتمالات و تمنيت أن أكون حسن حتي لا يتحسر أبواي

السرابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن