حداد

82 4 1
                                        

بعد سنة من الفراق..
تجرأت اشواقي علي كبريائي..
لأرسل لاجله رسالة مختصرة ..
تحمل كل اشواقي...
" اظنني قد اشتقت لك بعض  الشيء "..
ورغم اني تمنيت منه ان لا يجيبني.. 
دعوت ان يفعل...
وياليته لم يفعل...
كان جوابه سلاما عابرا تصحبه ابتسامة ما..
وكأنه يسخر منه قائلا يالا سذاجتك..
ما عدت اهتم بك..
وبما اني قد تخليت عن كبريائي وكفي..
فقد تجرأت ثانية ان اكتب رسالة..
كان محتواها
" كيف حالك يا كل حالي..  "
انتظرت الليل  بطوله فلم يجب فعذرته
وانتظرت الغد  ..
فلم يخب ظني وجاء الجواب..
ثم ماذا..
ثم ان الجواب قد خيب ظني...
" بخير مادمتِ بعيدة عني..  "
تبسمت بتجهم وطالعت حروف الرسالة..
جلست احرك قدمي بعصبية ثم خطوت رسالتي الثالثة.  ..
" ان دعوتك لأجل زفافي اتأتي...
وعن اي زفاف كنت اتحدث حقا لست ادري...
فأنا التي عاهدت نفسي ان لا اتظر بوجه رجل غيره.  ..
ولكن لبأس ببعض الاستفزاز..
تخيلته يقطب حاجبيه بحدة ...
يضغط علي يدي...
و يهددني بلموت ان ذكرت رجلاً سواه..
واظن ان حبيبتي كان ولا يزال غيور دقيقة ليس الاّ وقد اجابني..
" ستتزوجين .. ؟ "
ابتسمت سراّ وكاني اخشي منه ان يكشف كذبتي هاته مثلما كان يفعل ... 
اجبته بتكلف يخفي غيرتي  المجنونة..
"اوا لم تفعل انت..  ؟؟ "
انتظرت برهة رسالته المقضبة ..
" لم ولن افعل هذا البتة...
اجبته بلهفة عاشقة..
" ولما...  "
طال انتظار دقائق...
فيها قد ثار حبيبي  علي جمله تلك المقضبة و المستفزة قائلا.. 
" ربما حداد... ليس ربما بل هذا اكيد.. حداد ابدي..  اتشاركه معك..  فأنت كاذبة  اعلم جيدا ان تقيمين حدادً مماثلا لي فحرمتي علي جنس ادم الاقتراب منك...  مثلما قد طردت انا بنات حواء من حوالي..  صغيرتي كلانا في حداد.... فلقاء محال و الحداد  مصير..  "
ابتسمت بتكلف وقلت
" لو انهم خيروني بين  قبول الزواج منك او رفضه..  لرفضت حتما..  فنهاية كل قصة حب ناجحة هو الزواح وانا لا اريد منها ان تنتهي...  اريدك غريبا عاشقا.. واظل وبعيدةٍ محبة هكذا اجمل ٍ "

خزعبلات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن