الحلقه56

14.2K 251 2
                                    

الحلقه56
صلي علي النبي

وقفت امام المنزل الذي كان يجمعهما يوما تتأمل معالمه قبل ان تترك كل شئ وترحل ربما للابد
او ان القدر له وجهه آخري..
وبعد ان تشبعت عيونها الحزينه من النظر إليه ..
بعد برهه من الزمن
كانت في موجوده في جامعته تطلع إليه من خلف المبني الذي يوراريها بعيدا عن ناظريه وهو يجلس مع زملاءه في الكافتريا..
دمعت عيناها وهي تراه بل واحمرت عيونها من شدة الوجع  لذلك وضع يدها علي قلبها تهدئ نبضه الثائر آثر رؤيته..
كم اشتاقت لابتسامته ووجهه العذب كم اشتاقت لكلماته الحانيه وحبه الذي افتقدته..
تأوهت بشده وهي تتذكر كل ما حدث بينهم في الماضي وتغمض عيونها ما بين شعور بالألم وشعور بندم علي أضاعته من اوقات ثمين وهي لا تشعر بحبه الثمين لها..
زفرت بألم واخذت نفسا عميقا لتطل عليه بنظرة الوداع بعدها تحمل نفسها وترحل دون ان يشعر بوجودها..
لكن علي الجانب الاخر كان تيم يشعر بأن قلبه يدق بعنف ولا يعلم لماذا ..
لذا علي الفور تطلع في كل ناحيه عله يهتدي لذاك الشئ الذي تسبب في تسارع دقات قلبه لكنه لم يجد شئ لذلك اعاد انشغاله بما كان يفعل..

أما في منزلها..
كانت هند في انتظارها تجلس علي الاريكه ويقبع بجوارها حقائب وضعها بداخلهم كل ما هو ضروري لهم..
لتقترب روبا منها وتقف امامها وهي تتبادل النظر بين هند وبين الحقائب علي الارض هامسه بحزن: احنا هنسافر دلوقتي..
لتومئ لها هند بنعم ..
روبا بدموع وهي تأخذ نفسا عميقا: وانا مستعده يا أمي
نهضت هند لتقترب منها وتربت علي ظهرها هامسه بتفهم لحزنها: معلش يا روبا عارفه ان الموضوع صعب عليكي شويه بس لازم يا بنتي نسافر..والله يا بنتي يعز عليا دموعك دي بس لله الامر من قبل ومن بعد.. مش في ايدي اعمل حاجه غير دي..
روبا وهي تحتضن كف والدتها وتطبع علي ظهره قبله عميقه: وانا مش هسألك ليه عايزانا نسافر..لاني عارفه انك عايزه مصلحتي ومش ممكن تضريني..
ابتسمت لها هند بوهن وهي تتمتم بالدعاء لها...
ثم همست: يلا يا روبا عشان مش نتأخر والقطر يفوتنا..

********
في فيلا الشافعي
في غرفة راكاان

صرخ بها بعنف: انطقي ساكته ليه
اما هي فكانت جسدها ينتفض وهي تبكي بصمت وعجز.
ليمسكها من مرفقيها ويوقفها أمامه بعنف هامسا وهو يكز علي اسنانه بعنف: ردي عليا يا ندي الصور دي حقيقيه.. انتي انتي فعلا قابلتي البني ءادم ده..
كانت تطأطأ رأسها بدموع وصمت يقتل الاثنين معا بل وتشهق بعنف
وصمتها هذا يقتله بل انه يخرز في قلبه خنجرا مسموما..

ليهتف بترجي: قولي ان الصور دي مش حقيقيه قولي ان الكلام اللي اتبعت ده عن انك بعتيني ليه كدب..
وجدها صامته ايضا
فهزها من مرفقيها بعنف صارخا بها: انطقي بقي..
شق صراخه جدران الغرفه وكأن زالزال مدوي اصابها..
وعندما وجدها صامته ايضا ازاحها بعنف لتسقط علي طرف السرير وهي تبكي
وابتعد قليلا ليمرر اصابعه بين خصلات شعره بغضب وضيق شديد ليتمتم بعدم تصديق: انا انا مش قادر اصدق اي حاجه حاسس اني في كابوس ومش عايز افوق منه.. كل حاجه اتدمرت مره واحده.. كل حاجه اسودت ادام عنيا فجأه..
أغمض عيونه وهو يفرك جبينه بباطن كفه بعصبيه مفرطه ليتوجه اليها ويقترب منها ثم يجثو علي ركبتيه امامها
هامسا بترجي: ندي انتي مستحيل تخونيني صح.. مستحيل تبعيني لانك بتحبيني بجنون زي ما انا بحبك ..صح يا ندي..
كان يقول الاخيره وهو يحتضن جانب وجهها بين كفيه..
ناظر اليها بأمل ان تنفي كل ما قرأه او رآه..
فيرفع ذقنها اليه بطرف اصبعه هامسا: صح يا ندي..
تلاقت عينها بعينه وليتها ما تلاقت ذبحتها تلك النظره الجريحه من عينيه ذبحها ذلك الاحساس المقيت بأنها خائنه..
ليجدها ايضا صامته ولا تنطق بكلمه..
ليجلس بجوارها ويحتضنها بين اضلعه ثم يهمس لها وهو يربت علي ظهرها: انا متأكد انك مستحيل تخونيني وتبعيني ليه.. قلبي هيصدقك حتي لو الدنيا كلها كدبتك.. انتي متعرفيش انتي بقيتي إيه ليا..
قبل خصلات شعرها بهدوء ليكمل: انا  صمت ليبتلع ريقه ويكمل: انا هعاقب اللي عمل الفصل البايخ ده معايا.. صدقيني هوصله وساعتها مش هرحمه ازاي يتجزأ ويفبرك صورك وانتي قاعده مع الحيوان ده.. لاني واثق ان حبيبتي ندي مستحيل تعمل معايا كده..
وكل كلمه منه كانت تزيدها وجعا والما.. لتجده يكمل: انا عارف اني ضايقتك كتير وخليتك تكرهيني اكتر بس انا مكنتش عارف انا بعمل كده ازاي كأن كان جوايا شيطان هو اللي بيحركني. بس والله انا فعلا حبيتك من اول مره شفتك فيها وكنت بتوجع لما بشوف دموعك بس كان فيه شئ دايما مكتفني وبيخليني ابعد عنك.. بس لما حبيتك اووي اتغيرت اووي علشانك  ..علشانك انتي وبس يا ندي..انا اكتر حاجه بتوجعني هي الخيانه وانا عارف انك مش هتخونيني ابدا مهما حصل ..صح يا ندي.. صح..
مش انتي مستحيل تخونيني ردي عليا
قال الاخير برجاء..
لتبتعد عنه قليلا وعيونها محمره من البكاء فتهمس : راكان. 
ليجيبها بحنان وهو يتحسس جانب وجهها : عيون راكان..
فتهمس وهي تبكي: ك كل  فتتوقف عن الكلام قليلا لتنهمر دموعها المحترقه وتكمل بعدها : كل الصور والكلام اللي انت قريته حقيقه..
قالتها لتنظر له بتمعن وهي تراقب ردة فعله..
لتجد جسده سكن دون حراك واخذ ينظر لنقطة ما في الفراغ دون ان يهمس ببنت كلمه..
لينهض من جوارها بهدوء ويبتعد عنها قليلا وهو يغرز اصابعه بين خصيلات شعره بغضب وفجأه تجده يثور وهو يلقي علي الارض كل ما تطاله يده
لذلك انكشمت علي نفسها برعب وهي تراه بتلك الثوره الجنونيه.
اما هو فبعد ان انتهي من تحطيم كل شئ وقف ليلهث بعنف وهو ينظر لها نظرات قاتمه مميته
لتجده يقترب منها ووقفت هي بثبات تنتظر حكمه عليها
ليقف امامها هامسا بكلمات لم تفهمها : كنتي اغلي حد في حياتي بس دلوقتي انتي خلاص هتكوني ليا مجرد ماضي وبس..
همت لتسأله عن ما يقصده بتلك الهمهمات الغير واضحه بالنسبه لها لتجده يمسك بمعصمها بقوه ويجرها خلفه نحو الخارج
لتهمس له برجاء: راكان انتي هتعمل ايه..
لتكمل بصدمه وهي تستوعب ما ينوي فعله: لا يا راكان اوعي تعملها اوعي ترميني بره حياتك.. راكان انا آسفه والله آسفه بس اوعي تبعدني عنك..
كانت تصرخ بذلك لذلك خرج علي آثر صراخها كل الخدم ليروا ما يحدث اما ناديه تلك الداهيه فكانت متأكده من حدوث ذلك فظلت تراقب بأستمتاع فهي من ارسلت له الرساله والصور..
هبط بها درجات السلم ليقترب من باب الفيلا ويزيحها بقوه هادرا: اخرجي بره.. اخرحي بره حياتي للأبد
ثم تركها وتوغل للداخل لتلحق هي به وتتمسك بكتفيه من الخلف هامسه بترجي مختلط بدموع: راكان.. متعملش كده ارجوك ..
التف لها لينظر لعيونها الباكيه فيوخزه قلبه لذلك لكنه يهتف لها بثبات وكأنه لم يتأثر بدموعها : ندي اطلعي بره البيت ده.. انتي ملكيش مكان فيه..
لتحتضن كفيه بين كفيها هامسه بدموع: راكان متقولش كده انا مراتك وكمان حبيبتك مش انتي قولتيلي انك بتحبني صح يا راكان مش انت بتحبني..
تمعن في عيونها بألم ليهتف: لأ من اللحظه دي انتي بره قلبي..
لتضع كفها علي فمها بدموع وهي تهمس بحرقه: راكان انا عملت كده بسببك انت.. انت اللي وصلتني لكده انت اللي خلتني اخونك وابيعك.. بس بس بعدين انا حبيتك بجد اخلصت في حبي ليك..
لتقاطعه ناديه الواقفه خلفهم : انتي كدابه..
لينظر لها الاثنان بصدمه
لتكمل ناديه: ايوه يا راكان ندي بتكدب عليك لانها لو فعلا  حبيتك زي ما بتقول مكنتش باعتك لخليفه مره تانيه
لينظر لها راكان اما هي فتبتلع زيقها لتهمس بصعوبه: انتي كدابه انا مش خنته غير مره واحده بس وربنا يشهد عليا..
لتقترب ناديه منها وتهتف: متأكده
لتهمس ندي: ايوه متاكده..
فتطلع ناديه لراكان وتهتف وهي تناوله الهاتف الخاص بندي: ده تليفونها تقدر تفتح الرسايل وتتأكد بنفسك من انها بعتت لخليفه رساله بتقوله فيها علي ارقام المنافسه اللي انت هتقدمها. شوف التاريخ وقارن بنفسك وانت هتعرف انه التاريخ كان قبل تقديمك للمناقصه بفتره قليله وكمان بعد ما خسرت المناقصه الاولي بأيام وبص للارقام واتأكد بنفسك اذا كانت هي ارقام مناقصتك ولا لأ..
لينظر للهاتف وقلبه العاشق يؤلمه لانه صدق وعدها له يوما  عندما وعدته ان تبدء معه حياه جديده بدون كره او احقاد..
اما ندي فتقترب منه وتتناول الهاتف من بين يديه لتجد الرساله لكن مهلا هذه ليست نفس الرساله التي ارسلتها لخليفه فالرساله الاخري كانت تحمل ارقام مزيفه لانها وقتهل لم تستطع ان تبعث لخليفه بأرقام المناقصه الحقيقيه لانها وبكل بساطه لم تستطع خيانته مره اخري..
لكن من غير الرساله وكيف بعثها من هاتفها دون ان تدري هي بهذا

اما ناديه فكانت تقف متلذذه وهي تري وجه ندي الحائر
فتهمس لنفسها: طبعا يا ندي اكيد بتسألي نفسك دلوقتي عن الرساله اللي انتي طبعا مش ارسلتيها لخليفه ..لان انا وقتها اللي دخلت اوضتك وانتي في الحمام وبعتله رساله من تليفونك بارقام الصفقه الحقيقيه  وطبعا من غباءك انتي مسحتي رسالتك اللي كانت ممكن تكون السبب في براءتك ادام راكان دلوقتي.. مسكينه يا ندي لانك بتلعبي معايا انا ..
لتهمس ندي: انا صحيح بعتله رساله تانيه بس بأرقام مزيفه لاني مقدرتش اخونك مره تانيه.. والله هو ده اللي حصل وربنا شاهد عليا
لكنها وجدت الصمت والسكون منه فهمست وهي تقترب منه : راكان.  انتي هتصدقني انا ..صح

راكان بسخريه: ليه عايزاني اصدقك ..انتي خنتي وبعتي ومثلتي عليا الحب كمان.. يبقي ليه منتظره مني اصدقك..
ندي: انا بحبك فعلا  يا راكان يعني مش مثلت عليك حبي ليك..
فيهدر بها بغضب: اخرسي بقي..انتي إيه مبتشبعيش كدب.. للدرجه دي شايفاني اهبل ادامك عشان اصدق كدبك تاني عليه.
اغمضت عيونها بدموع وكل كلمه منه تدبحها ببرود
كيف تثبت حبها له..
كيف تخبره انها باتت تتنفسه وبات يتغلغل في كل نفس تتنفسه
بل وادمنت  كل تفصيلة له..

همست له وهي تقف امامه:  راكان متصدقهاش دي عايزاني ابعد عنك بأي طريقه حتي لو اضطرت تكدب وتألف قصص عليا انا ممكن افضحها ادامك بس. بس انا مش عايزه اصدمك في حد قريب ليك ..لاني بجد خايفه عليك اووي...
قالتها وهي تحتضن وجهه بين كفيها بحب
نظر لصدق عيونها وعميق كلماته لكن لما كبرياءه يمنعه من تصديق ما تقوله
لذلك ازاح يدها عنه بكل عنف
ليهتف: آسف مبقتش اثق فيكي.. اساسا انتي خلتيني مش قادر اثق في احد تاني.. انتي موتي كل حاحه بينا لاني يكره الخيانه اووي انا عمري ما خنتك عشان تقابلني بخيانتك ليا.. صحيح انا وجعتك وقسيت عليكي وخليتك تكرهيني بس ده كل قبل ما اتغير وابقي راكان التاني بس انتي دلوقتي هديتي كل حاجه لما خونتي وللاسف هترجعي راكان التاني راكان اللي بيعرف يقسي ويكره..
انا خلاص مبقتش عايزك في حياتي ولو كنت بحبك فأنا مستعد اقتل الحب ده..
هي بدموع: قصدك إيه!!
ليهتف : انتي طا.
لتقاطعه وهي تضع اصبعها امام شفاهه تمنعه من قولها
هامسه بدموع: هششش.. اوعي تغلط وتقولها.. لو قلتها كأنك بتسحب روحي مني كأنك بتقولي موتي.. اوعي تقولها يا راكان ارجوك ..انا صحيح غلطت بس ندمت علي غلطي ده اووي.. وانا انسان ومن الوارد اني اغلط ومن واجبك وحقي عليك انك تسامحني زي ما انا سامحتك

***********************
خلصت الحلقه😍😍

رأيكم وتوقعاتكم.. بكره بأذن الله هيكون فيه حلقه وهتكون طويله.. بس ده لو محصليش ظروف طارئه انما لو حصلي فهنشرها بعد بكره تمام كده عشان نكوم متفقين ومحدش يزعل..
#توقعاتكم بقي

(تائهه بين عشقه وقسوته) للكاتبه آيه سيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن