بدايةُ الفصلِ الأول.
تشكيلُ المنطِق سئ، فمُعظمُ الأشياء العَظيمة تفتَقِرُ إلى المنطِق.. بعيدًا عَن كُل الفلسَفة و التعقِيد.
***
تسللت خيوطُ الشمسِ من زُجاج الغُرفة تعكِّرُ صفو نومِي الهادئ. لقد نسيتُ شدَّ الستائرِ مساءً و ها أنا أدفعُ الثمنَ الآن، و لكِن ربما هذا جيِّد لأنني تذكَّرتُ للتو أنني نسيتُ ضبط المُنبه أيضًا.
انتفضتُ لفكرة أنني رُبما تأخرتُ عن العَمل، و لكِن عندما وقعَت عيني على ساعَة الحائِط تنهَّدتُ براحة.نظرتُ بجانِبي و لم أجِد باتريك زوجي. كالعادة. يحبُّ هو الاستيقاظَ باكِرًا جدًا، ليكونَ في مطعمه الصغير بجوار البِناية عِند السادِسة. لا ألومه حقًا ففي الإبكار بركة. أتمنى أن أكتسبَ هذه العادة منه يومًا.
نهضتُ عن الفِراشِ و ها قد بدأنا. يومٌ جديدٌ يساوي معاناة جديدة و كفاح جديد للنجاة في هذا العالم بين البشر.
توجهتُ إلى دورة المياه و قُمتُ بالروتين الصباحي المُعتاد، ثم ارتديتُ ملابسي، و صففتُ شعري ذيل حصان، ثم خرجتُ لأتناول فطوري كالمعتاد مع باتريك في المطعم، قبل الذهاب للعِيادة. يعلمُ أنني لستُ مثله في أمرِ الاستيقاظِ هذا، و لكِن رغم ذلكَ ينتظرُني لنُفطر سويًا حتى لو كان يتضور جوعًا. نبيلٌ، أليسَ كذلك؟
في طريقي للمطعم.. سمعتُ أبواق سياراتٍ و شتائم! قطَّبت جبيني. من اللطيف الذي يريد تعكير صباحي بصياح و شتائم؟!
نظرتُ يميني ناحية الصوت، لأجد شابًا يجري لعبور الشارع، و هو من سبب هذه المُشكلة المرورية الصغيرة. صغيرة نعم و لكنها كان من الممكن أن تتسبب بحادثة و فقد لنفس بشرية!هل هو مجنون؟ ما الأمر الطارئ الذي يجعله لا ينتظر الإشارة و يعبر الطريق بهذا التهوُّر؟!
استغرقني الأمر ثانية لتتسع عيناي عندما أدركتُ أنه يركض نحوي!
كنت سأهرب بسرعة! ما أدراني؟ أليس من الممكن أن يكون قاتلًا مسلسلًا و يريد خطف حياتي؟!
و لكنه قاطع هروبي عندما توقف أمامي و هو يقول بابتسامة من بين لهاثه:"صباحُ الخير."
إحم، ربما هو ليس قاتلًا مسلسلًا، و لكِن هذا لا يزالُ غريبًا. ما عساهُ يريد مني؟
"صباحُ.. الخير." رددت بتردد.
"يجب علينا التحدث." قال و كأنه واثق أنني سأذهب معه، و كأنه أحد أعرفه!
"علينا؟ أنا و أنت؟ هل أعرفك أصلًا؟!" قلتُ بدهشة، و رأسي يلحُّ عليَّ أن أترك هذا المجنون و أذهب.
"أنا نايل، و الآن تعرفينني. دعيني الآن أشرح لكِ." قال على وجهه ابتسامة بينما لا يزال يلتقط أنفاسه، و رفعتُ أنا حاجبًا.
نهايةُ المُقدِّمة.
°°°
تلكَ الرِواية جاءَت فكرتُها في وقتِ يأس، و كُتبَت في وقتِ حُزن و مرَّت معِي بظروفٍ صعبة فكانَت لي رفيقةً جيدة.
فلا تستهينوا بالإبداعِ الذي يمكِنُ أن يولَد من رحِم اليأسِ و الحُزن.
هذه ليسَت مُجرد دعوة لكُم لتُكملوا الرواية معِي، بل تذكِرة لكُل من هِي يائسةٌ هُناك و تقفُ مكانَها بدون حراك. فقط أقول :)الڤيديو المُرفق هو الإعلان، من صُنعي.
كُل الحُب: بيلا بلاك - لعنة العَرش 👑
أنت تقرأ
لعنةُ العرش
Randomالشمسُ قد اتخذَت طريقها غربًا و الجوُّ أصبَح كئيبًا مع لمسةٍ من البُرودة. الأوجهُ كُلها مُنهكة و كأنهم لم يعودوا يخشون الموت. و لمَ يخشونه على أيِّ حال؟ هُم واجهوه مائة مرة بطُرقٍ مُختلفة! تنبَّهتُ عندما شعرَ عقلي بنايل يُفكِّر، لم يكُن أمامِي سوى ا...