٦. نَزعُ التَوتُّر

543 61 8
                                    

بِدايةُ الفصلِ السادِس.

تِلكَ المَدينةُ الصَغيرةُ المُملة هي جنَّة اللهِ على أرضِه عِندما تكون يدُها بين يدهِ يجوبانِها سويًا.
هذَا الليلُ القارِصُ البارِد الباعِث على التشاؤم هو أكثُر أوقات اليوم شاعِرية و دِفئًا عِندما تستنشِق عِطره في مَلابسه و رأسُها على صدرِه!
إنهُ أنتَ مَن تُغيِّرُ الحياةَ يا أحمَق.

***

اتركي العنان لشعركِ إيلا
إيلا.. تُدعى إيلا..
لأنهم يعذبونني بها..
يعذبونني بها أيضًا..
لأنني أعلم أنكِ مُستنسخة..
جسدي يتفاعل مع حرارة موطني..
لا أثقُ بكِ..
لا أثقُ بكِ كفاية..

أمسكتُ برأسي أتأوهُ من الألم. صوتهُ يلعب الكُرة في عقلي و كلماته ترفضُ عدم التردد في ذهني!

"تأخرتِ على الإفطار."

رسالة وردتني من باتريك بينما كُنت غارقة في شرودي. بالفعل يجب عليَّ مُغادرة الشقة الآن و إلا سأفوِّت إفطاري مع باتريك و كذلك سأتأخر عن العمل.

سأجنُّ بالتأكيد إن استمرَّ هذا الوضع. لقد أوصلني لتلك الحالة من يومين فقط!
متى سأكسب تلك الثقة اللعينة يا ربي!

ارتديتُ حذائي، و التقطتُ حقيبة يدي في طريقي إلى مطعم باتريك.

"ماذا حدث في بيت ذلك الوغد الأشقر البارحة؟" سأل باتريك بابتسامة غيرة، لأبتسم مُحاولة إخفاء توتري.
هل سأُخبره؟
لو أخبرته.. لن يجعلني أُكمل ما بدأته في رحلة الثقة. هذا إذا كُنتُ بدأتُ أصلًا!
غيرة باتريك عليَّ من الممكن أن تجعله الآن غاضبًا لدرجة لا أستطيع التنبؤ بنتائجها.

"سار كُل شيء جيدًا." قلتُ بهدوء.

"و اطمئن لقد حافظ على أدب يده و لسانه و عينيه." قلتُ مُضيفة بمزاح أحاول نَزع التوتر و التصرُّف بطبيعية.

"و هل كان يقدرُ على غير ذلك أصلًا!" قال و تلك المرة ضحكتُ من قلبي فعلًا.

تناولنا الإفطار سويًا، و لم تكن نظرات باتريك لتخفى عليَّ. كان ينظر لي و كأنه يقول "أنتِ تُخفين شيئًا."

تظاهرتُ بالغباء و بعدم مُلاحظتي لتلك النظرات.
أنا مُخطئة من رأسي إلى قدميَّ لإخفائي أمر العشاء عنه، و لكنني أخشى رد فعله.

لم يسأل باتريك عن شيء مُجددًا مما أراحني بشدة.
و اتخدتُ طريقي إلى العيادة.

***

"ليزاااا، يوم التسوُّق العالمي."

لعنةُ العرشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن