Part 4

861 51 19
                                    

الطابق الثامن ،  شقة رقم ( 210 ) ، بعد أن قام الطبيب بتنظيف جرحه و تضميده ، يشكره اوين على ذلك و يدفع له أجرة تعبه ثم يرافق الطبيب إلى الباب لينصرف ، يُغلق الباب و يتجه نحو صديقه ريجي و هو واضعاً يداه في أجيابه ينظر إلى تلك الطاولة التى عليها قطرات دماء و ذاك المشرط و المقص و بعض الخيوط ثم يوجه نظراته سريعاً على كتف صديقه المصاب ينظر إلى كُم قميصه الممزق بعد تلك العملية ، يتحدث أخيراً ..

_ لم تخبرني ! كيف نجوت من ذلك الفخ ؟

يرفع ريجي يده اليمنى عن كتفه الأيسر الذي أصيب بتلك الرصاصة ، يستند على الأريكة مسترخياً يتنهد تنهيدة طويلة ثم يتمتم بكلمات غريبة ..

_ الحظ ! الماضي ! فرصة !

لينظر اليه اوين بإستغراب يحك جبينه بسبابته اليمنى يسأل غير مستوعب لما قاله صديقه ..

_ مالذي تقوله ريجي ؟ كيف نجوت ؟!

_ ( ناظراً لاوين ) انقذني الحظ ، تذكرتُ الماضي ، ( تتسع  مقلتا عينيه ) و اصبح لدي فرصة الانتقام لما حدث بالماضي .

قبل ساعة و نصف .. في ذاك المصنع المهجور ، بعد أن توقفا الرجلان اللذان كانا يطلقان نيرانهم نحو ريجي ، و سمع ريجي صوت تغيير مخازن أسلحتهم صوب مسدسه بسرعة نحو أحدهم ليُسقطه جثة هامدة في حين كان الآخر ينظر لريجي بذعر و خوف و قد بدا عليه الارتباك ، يحاول أن يضع المخزن الآخر بينما كان ريجي يتقدم نحوه بهدوء في حين كان الرجل يحاول وضع مخزن رصاصاته في السلاح و هو ينظر لريجي ، لا يعرف كيف يضعه من شدة الارتباك ، و قد أصبح ريجي أمامه مباشرةً و هو ينظر له بهول يتهته و يتلعثم و قد سقط سلاحه أرضاً و مخزنه ، و ها هي فوهة مسدس ريجي على ذقن ذلك الرجل ليضغط على زناده و يُسقطه جثة هامدة تتناثر دماؤها على وجه ريجي ، يمسحها بيده ليقول بصوت منخفض ..

_ حثالات ، استغرقتم الكثير !

ثم يسقط مسدسه من يده و يشعر بالتعب و الإرهاق حتى جثا على ركبتيه يضع يده اليمنى على كتفه الأيسر الذي تمت إصابته و يلهث و يتنفس بصعوبة ، و ما هي إلا لحظات حتى رأى أمامه شخصاً في الثامنة عشر من عمره ذو شعر قرمزي اللون يرتدي قميص أزرق مخطط باللون الأبيض و بنطال أسود اللون ، يوجه مسدسه نحو ريجي و يبتسم ابتسامة شريرة قائلا ..

_ فأر صغير هنا ، هه ههه !

يضغط اصبعه على زناد مسدسه شيئاً فشيئاً و هو مُغمضاً لعينيه و ما هي إلا ثوان معدودة حتى سُمع صوت رصاصتان و جثث تسقط ، ليفتح عينيه ينظر ما يحدث حوله ليصرخ أحدهم بصوت عالٕ قائلاً ..

_ هيّ كاسبر ، هل مازلت حياً ؟

_ ( مبتسماً بفرح ) يالك من وغد يا غولد ، تأخرتم كثيراً أين بقية الحثالات !

_ ( شخص آخر ) ها أنا ذا هنا أيضاً ، تخلصنا من اثنان ، و بقي اثنان إنهم مختبئون أمامك بين قطع الخردة هذه .. انتبه أو تراجع للخلف .

GHOST || مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن