4_خطأ

11.5K 231 6
                                    

كانت مكاتب اتحاد شركة فرا يزر للتأمينات والاستثمار تقع في سلحة هادئة من شارع ستراند..حين اشترى جد أليوت الشركة عام 1920,كانت عبارة عن طابقين من مبنى سكني قديم قرب(كنغ كروس).وفيما ركز معظم المضاربين على سوق القطاع و الاسهم,انصرف هيللر فرا يزر إلى شراء الاملاك موظفا اموال زبائنه في حجارة صلبة بقية صامدة حتى بعد انهيار(وال ستريت)أو شارع المال وترك أكثر المستثمرين مفلسين..منتديات ليلاس

ونمت اعماله وتوسعت..في الخمسينات تابع والد أليوت مسيرة ابوه وتطلع إلى ماوراء البحار بحثا عن مشاريع يستكشفها..والان يمتلك افراد اسرة فرا يزر أسهما في مناجم الألماس في أفريقيا,ويمتلكون ايضا آبار نفط في الاسكا,مزارع ماشية في امريكا الجنوبية,شركة نقل جوية وأسطول ناقلات نفط..وقد أنتجت وانتجت مصانعهم الكيميائية انواعا جديدة من السماد..في الواقع يشارك اتحاد فرا يزر في معظم التقدم التكنولوجي,ومجلس ادارتهم فريق شامل من المحاسبين,العلماء,المهندسين,والخبراء في علم الاحصاء الذين يصنف أليوت فرا يزر منهم.

عندما تقاعد والده في الستين من عمره منذ ثلاث سنوات مضت اصبح أليوت رئيس مجلس الادارة وكان لايزال شابا في الثلاثين لكن في السنوات الثلاث الماضية اكد أليوت على الثقة التي وضعها واله فيه وهو الان في الثالثة والثلاثين ومعروف بين اكثرية رجال الاعمال والاستثمار..لطالما اهتم أليوت بعلم الحساب ولقد حصل على درجة عالية في الاقتصاد من جامعة اوكسفورد.إضافة إلى هذا,كان يمضي جزئا من كل سنة في زيارة مواقع العمل التا بعة للشركة في الخارج وكانت معرفته الدقيقة بتفاصيل كل مشروع تجعله خصما مهيبا.

مكتب أليوت هو الذي شغله والده وجده من قبل وكان في الطابق الاخير من المبنى ويطل على ارض لمشروع حديقة جديدة..

نظر أليوت بنفاذ صبر إلى ساعته الذهبية في معصمه..كم الساعة الان؟واشتد ضغطه على فمه حين رأى انها لاتزال الرابعة والنصف وان هناك ساعة ونصف قبل ان تصل انجلا كما قالت,كي يذهبا إلى(سوسكس)معا..تسعون دقيقة اخرى قبل الانطلاق لقضاء عطلة الأسبوع وهو يبدي الادب مع انجلا واهلها ملأته بالبؤس.

ترك النافذة وعاد إلى مكتبه يقلب الاوراق التي تتطلب دراسة مركزة منه بدون اكتراث..لديه عمل يقوم به ولكنه يشعر بشكل غريب بنقص في قدرته على التركيز,وللمرة الاولى في حياته يفقد الاهتمام بكل شئ..إنه ضجر ولا يهتم,الطاقة الفكرية التي لا تهدأ لديه أصبحت تفتقد الان إلى التوجيه الطبيعي.

لم يكن هناك سبب منطقي لعدم رضاه وهو يعترف بها الان..واخذ ينقر باصابعه فوق منضدته..ليس هناك أي ازمة في الشركة ولا مشاكل خاصة عليه التعامل معها..حتى ان حياته الخاصة هي كما يتمناها..انجلا فتاة جميلة وعلاقتهما مرضية تماما..فما هو الشيء الخاطئ؟

مع تفكيره في انجلا عاود النظر إلى ساعته فوجد انها لازالت الرابعة والنصف وخمس دقائق..خمس وثمانون دقيقة على الانطلاق..ربما يحتاج إلى ما يشربه..ربما سيساعده قليل من القهوة المرة على رفع الغمامة الكئيبة المسيطرة عليه.

هي وهو والخوف_آن ميثر_روايات احلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن