كالعادة كانت الأذكى بين أقرانها ، و بيكهيون بدوره رأى أن للعلم عظيم الأثر على العقول ، لو كان العقل جسدًا لكان عقلها منحوتًا بدِقة مثالية تُلوى له أعناق العلماء
زهرته النديّة كانت دومًا مُشرقة نضرة و كأن الدراسة كانت لها الماء الذي يسقيها ، فبها تقوى السيقان الخضراء و تتألق البتلات الحمراء
يذكرُ أنه زار دار الكتب مرة ، فوجد طلتها المشرقة تتوسد إحدى أركان الغرفة الفسيحة .. بكل ورقة قلبتها أناملها ازداد بريق عينها و اضاء وجهها بنور العلم
لقد اكتشف الأمر ، لم يكن حبه لها لحسن سمتها قط .. بل هو فُتن بجمال عقلها .. لكن !
لماذا لم يقلّ حبه لها و لو بمقدار أنملة حين أهملت العلم و تساوت مع العقول التي - لطالما - نعتها بالضحلة ؟