الفصل السابع
يلتفون حول طاولة الطعام يتناولون وجبة الإفطار قبل رحيل كل منهم لعمله ..نظر إليهم شاهين قائلاً بتساؤل .." أين يزيد ألم يستيقظ بعد "
أجابته إلهام و هى تضع أمامه بعض البيض و الخبز في طبقه .." لا مازال نائما و أخبرني أنه ليس ذاهبا للنادي اليوم "
قال شاهين ساخرا .." ما شاء الله ليس ذاهبا للنادي ..و كأن النادي هذا هو عمل و سيأخذ منه إجازة يا للمسكين يتعب حقا "
كتمت ضحى ضحكتها و هى ترى وجوه أشقائها تكفهر منتظرين أكمال أبيهم و إتيان دور كل واحد منهم ..و لكن للعجيب أنه لم يبدأ و يكمل بهم و لكنه قال لضحى باسما .." حبيبتي أذهبي ايقظيه لأني أريد الحديث معهم جميعاً ليكون الحديث واضح أمام الكل "
نهضت ضحى و ذهبت لتنفذ أمر والدها فدلفت لغرفة يزيد الملتف بشرشفه الخفيف لا يظهر منه شيء انحنت عليه لتهزه بعنف ليفيق فلا وقت تضيعه معه في المحايلة عليه ليستيقظ .." يزيد أنهض أبي يريدك بسرعة و إلا سيأتي بنفسه ليوقظك "
تذمر يزيد و أخرج رأسه من أسفل الغطاء قائلاً .." من، ماذا، ماذا يريد عند الصبح ..يا فتاح يا عليم "
أكملت ضحى ساخرة .." يا رزاق يا كريم أنهض و إلا سأذهب لأخبره أنك لا تريد المجيء "
نهض يزيد و ألقى الغطاء على الأرض بعنف و هو يرتدي خفه قائلاً لضحى بغيظ ..." هيا أمامي تفضلي لنرى ماذا يريد لأعود و أكمل نومي"
خرجا معا و سألته ضحى و هى ترى شعره المشعث .." الن تغسل وجهك على الأقل "
رد ببرود .." لا لم أغسله و أنا سأعود للنوم ثانية "
هزت ضحى كتفها بلامبالاة و خرجت لتذهب لغرفة الطعام قائلة .. "على راحتك "
جلست مكانها و يزيد يتمتم بنعاس و هو يجلس على مقعده .." صباح الخير أمي "
أجابته إلهام باسمة .." صباح الخير صغيري هيا تناول فطورك "
قال شاهين بسخرية .." صغيرك .. و هو هكذا و إن كبر ماذا سيكون ديناصور مثلاً "
قالت إلهام بتذمر .." شاهين دع الأولاد يتناولون الطعام بهدوء رجاء و بعدها تحدث في كل ما تريده "
قال باهر بغلظة .." دعيه يتحدث الآن أمي حتى نعرف ما يريده أبي لنذهب لأعمالنا "
رد شاهين ساخرا .." معك حق حتى لا تتأخر عن مطاردة المجرمين و تعذيب المساجين لديك في المخفر و حجز الناس يومين لأنهم لم يعجبوا سيادتك "
زم باهر شفتيه بضيق و كتم غضبه ليقول بهدوء و هو يرسم على وجهه ابتسامة باردة .." أنا لا أفعل ذلك و أنت تعلم جيداً "
نظر محمود في ساعته و قال بعد أن أنهى تناول طعامه .." أبي ماذا تريد لقد تأخرت عن عملي "
قال شاهين بحدة و غيظ .." و هل عليك أن تحضر وقت وضع كل حجر في المبنى تغاضى عن حجرين ثلاثة و استمع لحديثي "
قال عمار بهدوء .." حسنا يا أبي تحدث نحن نستمع "
صمت شاهين ثانية و قال و هو ينظر لضحى .." منذ اليوم لا أحد منكم سيوصل ضحى للجامعة ستكون مسؤولية جواد هو سيأتي لأخذها صباحاً و إيصالها بعد انتهاء محاضراتها "
خرجت من حلوقهم أصوات مستنكرة و باهر يقول بغلظة .." لا لن يحدث هذا كيف ذلك و الرجل خطيبها فقط و ليس زوجها ماذا سيقول عنا الناس و هى تذهب و تأتي مع رجل غريب "
رفع شاهين حاجبه ساخرا .." غريب كيف أليس خطيبها و قرأ معي الفاتحة و أقمنا حفل خطبة و حضرته أنت و أخوتك و صديقتها و والديه و شقيقته بعد كل هذا و تقول عنه غريب "
أجابه باهر بحدة .." أبي أنت تفهم حديثي و ما المقصود منه جيداً هما لم يعقدا القران حتى تذهب و تأتي معه بحرية هكذا "
كانت ضحى تجلس بصمت و قلق من هذا الحديث الدائر لا تريد أن تحدث مشكلة بسببها بين أشقائها و أبيهما الذي يبدوا و كأنه يتعمد فعل كل ما يضايقهم هذه الفترة و لا تعرف السبب لذلك .. فقالت تهدئ الوضع .." أبي أخي معه حق و أنا لا أريد أن أذهب و أتي مع جواد و نحن مخطوبين فقط سيوصلني أخوتي كما تعودنا "
رد شاهين برود .." و لكن هذا طلب خطيبك و عليك سماع حديثه لقد أخبرني أنه لا يحبذ ركوبك للدراجة خلف يزيد و لا سيارة باهر السريعة و لا السير لمسافة طويلة مع عمار و لا لسيارة أجرة مع محمود و لديه سيارة ليوصلك .. في النهاية رأيه من وجهة نظري صواب و على احترامها هو يخشي على خطيبته و يريد أن يحافظ عليها و يحميها و هذا من حقه "
قال باهر مستنكرا بغيظ " يحميها منا نحن أخوتها هذا حقا مثير للسخرية "
أنهى شاهين الحديث الذي لا طائل منه و قال بحزم .." هذا كلامي النهائي ضحى ستذهب مع خطيبها للجامعة و تأتي معه و هو سيأتي اليوم ليراها إياك أن يفعل أحدكم شيئاً ليضايقه "
بعد هذا ساد صمت مقلق من الجميع فدارت ضحى بعينيها على وجوه أشقائها لتعرف ما المتوقع منهم عندما يأتي جواد .
أنت تقرأ
هى و أخوتها 1 / صابرين شعبان
ChickLitهى رقيقة حالمة ، تنتظر أن يأتي فارس أحلامها ، ليختطفها من وسط حصارها ، نعم حصارها ، فهى محاصرة من أشقائها ، فهل يأتيها حقاً من يخترق درع حمايتها ، ليس واحد فقط ، بل أربعة ، تتمثل في أشقائها