الفصل الخامس عشرجالسة جواره في السيارة شاردة في ما سيحدث عندما تعود للمنزل و مواجهتها لباهر .. انتبهت إلى الطريق فقالت متسائلة .." أين ستذهب جواد هذا ليس طريق المطعم الذي أخبرتني عنه "
قال و هو يقود سيارته تجاه شقته .." لقد استأذنت من والدك لأخذك لشقتنا لتريها و سنتناول طعامنا هناك في أول الشارع مطعم جيد سنشترى منه طعامنا و نأخذه لها ما رأيك "
ارتبكت ضحى و أحتقن وجهها و قالت معاتبة .." أنت لم تخبرني أنك ستأخذني لشقتك جواد ثم كيف وافق أبي على ذهابي معك وحدنا "
عقد حاجبيه بضيق و قال بغضب .." ألا تثقين بي ضحى هل تخشيني"
ردت ضحى بضيق .." أنا لم أقصد جواد أنا فقط لا أحب أن تتجاهلني عندما تغير خططك ربما لا أكون مستعدة لذلك "
سألها بقسوة .." هل هذا رأيك بالفعل ضحى أم أنت لا تثقين بي لتذهبي معي لشقتنا و تمكثي بها معي وحدنا "
قالت ضحى بحزم .." بل هذا رأى جواد و ليس عدم ثقة بك "
قال بجمود و عيناه على الطريق .." و إن أخبرتك أني أنوي تقبيلك و نحن وحدنا و أني كنت أنتظر الفرصة المناسبة لذلك بعيداً عن حصار أشقائك "
شهقت ضحى بخفوت و أحتقن وجهها و التفتت تنظر إليه بدهشة و صدمة من حديثه فقال باسما .." لا تنظري إلي هكذا بدهشة أنت كنت تعلمين أنه منذ عقد قراننا و أنا أتشوق لأنفرد بك "
قالت ضحى بخجل و قد أحمر وجهها .." هل لهذا تريد أخذي لشقتك جواد "
رد بتأكيد .." لا .. أريد أخذك لتخبريني بما تريدينه في الشقة لأبد تجهيزها "
أجابته بهدوء .. " حسنا "
سألها بجدية .." حسنا ماذا ضحى "
قالت ضحى بخجل .." حسنا سأتي معك لشقتك "
قال جواد بعتاب .." شقتنا ضحى شقتنا "
تمتمت بخفوت .." حسنا شقتنا "
سألها جواد .." حتى و أنت تعلمين ما أنوي فعله عندما تكونين هناك "
قالت ضحى بدلال .." أنت لن تفعل شيء سوى إطعامي و تريني الشقة و بعدها تنزهني لنشم هواء نقي "
ضحك جواد بمرح .. " حسنا سنرى .. أخبريني الآن ماذا تريدين أن تتناولين من طعام حبيبتي "
ردت بلامبالاة .." ما تريده أنت لن يفرق معي أنا أحب كل شيء و لا أفضل شيء عن الآخر "
تمتم جواد و هو يستدير ليدخل شارع جانبي هادئ نوعا ما... به عدة محال تجارية و العديد من المباني الحديثة و مطعم فاخر بواجهة زجاجية توقف أمامه قائلاً .." أنتظري فقط بضع دقائق و سأتي أغلقي السيارة من الداخل لحين عودتي"
هبط من السيارة و دلف للمطعم تحت نظراتها القلقة بعد أن أغلقت أبوابها أخرجت هاتفها تتحقق منه ثم وضعته مرة أخرى في حقيبتها تحسست قدمها موضع الهاتف الصغير لتطمئن لوجوده ثم نظرت لساعة يدها التي أعطاها لها باهر تأكدت أن كل شيء بخير فتلفتت حولها لترى أن المكان هادئ و لا شيء حولها يثير الريبة .. ما هى إلا بضع دقائق و عاد جواد حاملا معه كيس طعام و أخر شفاف به شرشف كبير أبيض تعجبت ضحى من وجوده مع الطعام .. أشار إليها لتفتح الباب ففعلت .. سألته ما إن جلس جوارها .." ما هذا الذي بيدك "
وضعه و وضع الطعام بجانبه في المقعد الخلفي للسيارة و هو يجيبها .." هذا شرشف من المطعم لقد استعرته لحين نعود فلا شيء في الشقة لنجلس عليه "
أجابته بتفهم .." لم يكن هناك داعي كنا لنتناوله وافقين "
رد جواد بمرح .." لماذا هل أعذبك في هذا أيضاً ألا يكفي أنك ستتناولينه في الشقة المتربة "
قالت ضحى بمرح .." لا يهمني .. المهم أن لا يكون بها حشرات "
ضحك جواد قائلاً .." هل تخشينها "
قالت ضحى بمرح .." و من لا يخشاها أنا أرتعب من رؤيتها فقط "
توقف أمام بنايته و قال .." هيا أهبطي يا جبانة كلما أردت تأديبك سأحضر لك صرصارا لأخيفك "
ضحكت ضحى و فتحت الباب لتهبط قائلة .." أفعلها و أنا سأخبر أخوتي و سنرى ماذا سيفعلون معك "
قال جواد .." هل تخيفيني بأخوتك أنا لا أخشاهم و لكن أنت تخشين الحشرات رغم ذلك "
دلفا للبناية التي مازالت بها بعض الشقق غير المأهولة بالسكان صعدا الدرج بهدوء و صمت إلى أن توقف جواد في الدور الثالث فسألها بجدية .. " تعبت من الدرج ضحى فهى لن يكون بها مصعد "
طمأنته بهدوء .." لا جواد لم أتعب أطمئن "
فتح بابه و قال بمرح .." أنرت بيتك حبيبتي "
دلفت ضحى و هى تضحك قائلة .." إياك أن تخبرني أنها ليس بها إضاءة و ستعتمد على نوري فهذا لن يكفي "
أغلق الباب خلفهم و أضاء المصباح قائلاً .." لا هناك نور و ماء و هواء لا تخشي شيئاً "
تلفتت ضحى حولها لترى محيطها الذي سيكون بيتها في يوم من الأيام كانت ردهة واسعة مدهونة جدرانها باللون الأخضر الهادئ كلون مياه البحر عند تعامد الشمس عليها أرضياتها ملساء باللون الزيتي الغامق لتتناسب مع لون الحائط متربة بعض الشيء على جانبيها باب فتحته لتجد غرفة واسعة مناسبة لتكون غرفة الجلوس على الجانب الآخر ممر طويل به بابين لغرفتين أخرتين تصلحان لتكونان غرف نوم و في أحداهما حمام صغير خاص بها و على الجانب الآخر باب المطبخ في أخر الممر و باب حمام كبير في أوله عادت إلى الردهة لتقول باسمة .." أنها جميلة "
تنهد جواد براحة و أجاب .." أرحتني حبيبتي "
سألته ضحى بدلال .." و إن أخبرتك أنها لم تعجبني ماذا كنت ستفعل "
أقترب منها و أمسك بيدها يرفعها لفمه مقبلا .." كنت سأبحث عن غيرها حبيبتي "
سألته ضحى بدهشة .." بعد أن دهنتها و قمت بتركيب الأرضيات و غيرها "
دنا أكثر و قال بتأكيد .." أجل إن لم تعجبك و تكوني سعيدة بها لا تهمني ثم أنا لن أخسر شيئاً فهى ستباع كما اشتريتها و سيزيد ما وضعته بها "
قالت بتعجب .." هكذا ببساطة "
رد بحزم .." لا داعي لتضيع الوقت بالجدال و الحزن فالحياة قصيرة "
ابتسمت ضحى برقة و قالت .." هيا لنتناول الطعام فأنا مت جوعا "
لف ذراعه حول خصرها ليعودا إلى الردهة شعر برعشة جسدها بجانبه فهذا أول تلامس بينهما منذ عقدا قرانهم .. تجاهل ذلك حتى لا يخجلها و تركها قائلاً .." ما رأيك هل نتناوله هنا أم في غرفة من الغرف الأخرى الأكثر نظافة .."
أمسكت بالشرشف و قالت بهدوء .." هنا جيد و ليست متسخة لهذا الحد "
ساعدها في وضع الشرشف على الأرض وقال .." هيا أجلسي ضحى و أنا سأخرج الطعام "
قالت و هى تمسك من يده كيس الطعام قائلة .." بل أجلس أنت و أنا سأخرج و نحن جالسين و لا داعي للوقوف لتخرجه "
جلسا معا على الشرشف فكانت الأرض قاسية بعض الشيء و لكنهما لم يباليا بذلك ..أخرجت ضحى علب الطعام و وجدت معها طبقين من الفلين و ملاعق و شوك من البلاستيك ..وضعت في طبقه بعض من محتويات العلب من طعام و أعطته له فقال باسما .." سأعتبر هذا أول طعام تعدينه لي في منزلنا "
قالت ضحى برقة .." و إن لم أكن من أعددته "
رد جواد بمرح .." بالطبع يكفي أنك وضعته بيدك بالطبق "
قالت ضحى باسمة بخجل و هى تعد طبقها .." تناوله إذن حتى نذهب إلى التنزه "
تناولا الطعام بعدها و جواد يسألها عن ما تريده في الشقة و إن أرادت تغير لون الحائط أو أي شيء أخر .. بعد أن انتهيا جمعا كل شيء و وضعاه في الكيس ليلقياه في القمامة في طريق ذهابهم .. غسلا أيديهما و جففاها بمناديل ورقية كانت في حقيبة ضحى أخرج زجاجتين عصير و مد لها واحدة و عادا للجلوس على الشرشف و هما يتحدثان في كل شيء و أي شيء .. " أخبريني ضحى .. لم لا يريد أخيك التقدم لسند طالما يحبها "
سألته ضحى بحيرة من ليس متأكدا.." و هل يحبها أنا لست أكيدة من ذلك ربما تمنى ذلك جعلني أرى الأمور على هواي فهو للأن لم يقل كلمة واحدة عن الأمر "
قال جواد بثقة .." ربما ينتظر الوقت المناسب ليس أكثر ربما هناك ما يشغله الآن و ينتظر حين ينتهي منه "
قالت ضحى .." ربما لا أعرف فهو متكتم و صعب المراس و ليس سهل التعامل معه "
رد جواد ساخرا .." و من يعرف ذلك أكثر مني "
قالت ضحى ضاحكة .." جواد ماذا فعل لك أخي حتى تتذمر منه "
أجاب ساخرا .. " لا شيء .. لا شيء أبداً أنه ملاك برئ "
ضحكت ضحى بقوة فنظر إليها بحنان قائلاً بشغف .." أحبك "
صمتت و التهت في زجاجة العصير تهرب منه و من نظراته الشغوفة .. أقترب منها على الشرشف و أمسك بزجاجة العصير من يدها ليضعها جانباً .. أحتقن وجهها و قالت بهمس .." جواد لا تفعل "
مال على أذنها هامسا .." أفعل ماذا حبيبتي "
قالت ضحى بصوت مرتعش .." جواد سأغضب منك إن فعلت ذلك "
رد جواد بصوت مختنق .." و أنا سأغضب إن لم أفعل حبيبتي "
ثم أردف و هو يلامس حجابها .." أريد أن أرى خصلاتك الحريرية حبيبتي أنا لم أرها للأن "
قالت بخجل .." سيخرب حجابي و لن أعرف ارتدائه بدون مرآة "
أجابها برجاء .." سأكون مرآتك فقط انزعيه "
قالت ضحى بتردد .." و لكن أخشى أن يلاحظ أحدهم عندما نعود للمنزل"
وضع جبينه على جبينها .." لا تخشي شيئاً أنه ملفوف ببساطة و لن يلاحظ أحد إن نزعته و ارتديته "
ردت ضحى بخجل .." حسنا "
رفعت يدها بتردد لتنزع مشبك حجابها و قبل أن تنزعه مد جواد يده يبعدها هامسا .." دعيني أفعل ذلك "
تنفست بعمق و أنزلت يدها المرتعشة منتظرة أن يبدأ بنزع حجابها اخفضت رأسها خجلا عندما أبعد حجابها عن رأسها سمعت صوت تنفسه العالي و هو يتمتم بهمس .." هل هذا لونه الحقيقي "
كانت ضحى تعقد شعرها في عقدة أسفل رأسها و بعض خصلاتها الناعمة تلتصق برقبتها و جبينها و وجنتها أسفل الحجاب .. أجابته بهمس و صدرها ترتعد أنفاسه الخارجة منه .." أجل هو كذلك لقد ورثته عن أمي و جدتي "
همس جواد بشغف و هو يلامسه و يتخلله بأصابعه لتبعد عقدة شعرها و يقوم بأسداله .. " أنه رائع .. بل جميل جدا .. أحببته كثيرا "
قالت ضحى بخفوت .." هل أعيد ترتيبه الآن لأرتدي حجابي "
أبعد يدها بحزم قائلاً بشغف .." ليس الآن حبيبتي "
أقترب منها أكثر فقالت بخجل .." جواد أخبرتك أني سأغضب إن فعلت شيء "
رد بمكر ..." أنا لن أفعل شيء .. بل سنفعل "
أمسك وجهها بين راحتيه و جلس أمامها على ركبتيه و مال يمس شفتيها برقة شعر ببشرتها تسخن تحت راحته فأبعد فمه عن فمها ليهمس متسائلا .." أريد تقبيلك ضحى حبيبتي "
لم تستطع أن تنظر لعينيه أو تجيبه .. فألح عليها في السؤال مصمم أن ينتزع منها جوابا له .." أريد أن أقبلك هل لديك مانع أجبينني "
رفعت يدها تحاول إخفاء وجهها فلم تستطع بسبب يده حول وجهها و قالت بخجل .." أنت زوجي جواد "
قال جواد بصوت ممطوط .." إذن هل أفعل "
لم تنطق بكلمة و كيف تخبره أنها لا تمانع و أنها تشتاق إليه بدورها و أنها تحتاج إلى لمساته لتعرف أنه حقيقة و أن ذلك الحلم قد تحقق و هو حقا معها و أصبح زوجها أيضاً عندما طال صمتها تمتم قائلاً بثقة .." أعتقد أن جوابك هو نعم "
أخفض رأسه ليقبلها بلهفة وشوق و يده ترتعش حول وجهها كانت قبلاته تتعمق أكثر غير سامحا لها بالتنفس غير مصدق أنه حقا يقبلها يلامسها يشعر بارتجافها و دفء جسدها تحت لمساته الشغوفة إلى أن خشى أن تفقد وعيها فأبتعد عنها ليسمح لها أن تتنفس كانت ترتعش و تشهق بقوة لتأخذ أنفاسها عندما همس قائلاً .." أسف حبيبتي و لكني حقا لم أستطع أن أبتعد عندما اقتربت و لولا خوفي عليك ما تركتك أبداً "
حاولت ضحى تمالك نفسها و السيطرة على ارتجاف جسدها فأمسكت براحتيه حول وجهها و يدها ترتعش قائلة .." لنذهب إلى المنزل جواد لقد تأخر الوقت "
رد جواد يطمئنها و هو يرى ما يدور برأسها في عينيها القلقة .." حبيبتي لا تخشي شيئاً أنا لن أتمادى أكثر من ذلك أنها قبلات بريئة بيننا و لن تتخطى ذلك فقط أردت ملامستك لا تخشي شيء ضحى أنا أحافظ عليك بروحي لقد وعدت والدك بذلك "
تنفست بعمق و قالت بارتجاف في صوتها .." حسنا جواد لنذهب "
قال برجاء .." فقط قبلة أخرى حبيبتي "
عندما لم تعترض على طلبه .. عاد جواد لتقبيلها بشغف تاركا شفتيها لتتخلل أصابعه في خصلاتها و هو يقبل عنقها و وجنتيها هامسا كلمات التحبب التي أذابت مشاعرهما معا .. لا تعرف كم بقيا في شغفهما هذا إلى أن توقف عن تقبيلها و أحتوها بين ذراعيه بقوة قائلاً .." حبيبتي كم أحبك لنتزوج فور نهاية هذا العام أنا لن أستطيع البقاء منتظرا أكثر أريدك بين ذراعي اليوم قبل الغد سأتحدث مع والدك "
أنت تقرأ
هى و أخوتها 1 / صابرين شعبان
Literatura Femininaهى رقيقة حالمة ، تنتظر أن يأتي فارس أحلامها ، ليختطفها من وسط حصارها ، نعم حصارها ، فهى محاصرة من أشقائها ، فهل يأتيها حقاً من يخترق درع حمايتها ، ليس واحد فقط ، بل أربعة ، تتمثل في أشقائها