الفصل الثالث عشر
نظر شاهين في ساعة يده و هو ينظر إلى محمود الواقف أمامه مرتبك .. قال يسأله ببرود ..” أين كنت يا محمود الساعة تخطت الواحدة “
أجابه محمود بضيق و قد سئم من تحقيقات والده المستمرة معه كلما ذهب و كلما أتى كمن في مخفر الشرطة .. و يسخر من باهر لقد تخطاه أبي في الضغط على أعصابي لأعترف بكل شيء مثل المذنبين ..” كان لدي عمل متأخر أبي “
رفع شاهين حاجبيه بسخرية ..” و المطلوب مني تصديق ذلك يا ترى “
هز محمود كتفيه بلا أعرف عندما أقترب منه شاهين يميل برأسه تجاه جسده يشتمه .. ليشهق محمود و إلهام الواقفة خلفه من فعلته تلك فعاد شاهين قبل أن يتحدث أحدهم يقول بتروي ..” لا رائحة عطر نسائي على جسدك “
نظر لهيئته و أردف ..” قميص نظيف كمن ارتديته للتو و شعر مبتل مصفف كمن أخذت حماما للتو ..يا ترى ألم يكن لديك حجارة تقوم برصها اليوم لتعود كما خرجت صباحاً “
لم يعرف محمود بما يجيب والده عندما تدخلت إلهام برجاء ..” شاهين أرجوك في الصباح تحدثا كما تريدان “
أحنى شاهين رأسه موافقا ..” حسنا يا حبيبتي كما تريدين هذا من أجلك أنت فقط أما إذا كان عليه هو لأرسلته من حيث أتى “
تركهم محمود و أنصرف لغرفته صامتا .. ليختفي خلف بابها مسرعا ..
التفت شاهين لإلهام قائلاً بغرور ..” لقد رعبته أليس كذلك ملهمتي مازالت أخيفهم إذن “
ضحكت إلهام بدهشة قائلة ..” شاهين .. لقد رعبتني أنا أيضاً يا صقري سامحك الله على ذلك “
ضمها شاهين من خصرها و قبل وجنتها بقوة قائلاً ..” وقفتين كهذه معه و يعترف بكل شيء فقط أصبري “
تنهدت إلهام بيأس قائلة ..” تتسأل لمن يشبهون أولادي .. يشبهون والدهم .“********************
” باهر أنتظر “ ركض راغب خلف باهر قبل أن يرحل من المخفر قائلاً بقلق ..
” أتت مكالمة هاتفية لك فور مغادرتك المكتب ..“
سأله باهر بهدوء ..” ما الأمر راغب تحدث “
قال راغب بجدية ..” أنها رسالة تهديد بالقتل لك “
أجابه باهر بقسوة ..” و ما بك هكذا مرتعد سيقتلونني أنا لا أنت “
قال راغب بحدة ..” ألا تريد أن تعلم ماذا يريدون “
رد باهر ببرود ..” مؤكد يريدون شيئاً مقابل ذلك التهديد الأجوف “
قال راغب بحزم ..” يريدون الفتاة التي لديك في المنزل باهر ، تسلمها لهم أو يقتلونك كما قتلت رجلهم “
هم باهر أن يرحل و هو يتمتم ..” ليفعلوا إذن “
أوقفه راغب قائلاً بحدة ..” باهر لقد أتيا على ذكر شقيقتك ضحى لقد هددا بأخذها و قتلها مقابل الفتاة “
أرتعد جسد باهر متسائلا بقلق .. ” أخبرني بكل شيء بالتفصيل راغب “
استمع إليه و قد عادت جذوة غضبه للاشتعال******
جالساً أمام والديه مرتبكا لا يعرف كيف يخبرهم بما علمه .. عندما سأله شاهين بحزم ..” أنطق باهر و أخبرنا ما الأمر “
رد باهر مدعيا الهدوء ..” لا شيء هام أبي فقط “
قال شاهين ساخرا ..” أتيت من الخارج وجهك منغلق و أخبرتنا بأنك تريد الحديث معنا في شيء هام .. ثم تجلس و تقول لا شيء هام أي منطق هذا يا سيادة الرائد .. هيا تحدث باهر أنا أعلم أن هناك كارثة حدثت و أنت لا تجد الطريقة التي تخبرنا بها و تخفف عنا وقعها .. لا تقلق أنا و أمك قويين و سنتحمل و إلا ما تحملناكم كل هذه السنوات “
قالت إلهام بعتاب ..” شاهين ليس هذا وقته نعرف أولا ما الأمر .. قل حبيبي باهر نحن نسمعك “
تنهد باهر و قال بجدية ..” هناك من يريد مني تسليمهم وقار “
أنتظر قليلاً ليعلم رده فعلهم على حديثه منتظرا أي تعليق من جانبهم و لكن صمتهم طال و هما ينظران إليه بتفحص .. أردف باهر ..” يريدون مني تسليمها إليهم و سيخبرونني ما على فعله حتى أوصلها إليهم و يريدوني أنا معها يبدوا أن الرجل الذي قتلته كان مهما عند أحدهم و يريد معاقبتي على قتله و إلا “
أنقبض قلب إلهام و خرجت من حنجرتها شهقة رعب عندما أمسك شاهين بيدها مطمئنا ..و قال سائلا باهر ..” و إلا ماذا بني .. و إن لم تفعل ماذا سيحدث “
جمد باهر في جلسته و قال ..” سيأخذون ضحى مكانها “
صرخت إلهام ملتاعة و تحفز جسد شاهين الذي قال بقسوة ..” ماذا ستفعل إذن هل ستعطيهم وقار أم ستتركهم يأخذون ضحى سيادة الرائد “
سأل باهر والده بعتاب ..” أخبرني أنت أبي ماذا سأفعل برأيك “
نهض شاهين مجيبا بحزم .. ” وقار لن تخرج من منزلي سيادة الرائد و ابنتي في حمايتي و حماية زوجها و الباقي ليس لي شأن به تستطيع حماية نفسك “
تألم باهر من حديث والده .. هل يظن أنه يريد تسليم الفتاة إليهم حقا أم يظنه سيضحى بشقيقته لحماية نفسه .. نهض بدوره قائلاً .. ” شقيقتي في حمايتي أبي أنا لن أترك حمايتها لرجل لم يمسك في حياته سوى قلم و أصبع طبشور “
رد شاهين ببرود ..” فلتحمي نفسك يا سيادة الرائد و أترك الباقي لنا و زوجها إن لم أكن واثقا أنه يستطيع حمايتها و الحفاظ عليها ما زوجتها له “
خرج باهر من الغرفة غاضبا و لم يعقب على حديث والده الذي جلس بتهالك على المقعد و تركته كل مظاهر القوة التي أدعاها أمام ولده سألته إلهام بقلق ..
” ماذا سنفعل شاهين كيف سنحمي ضحى و وقار “
رد شاهين بتعب ..” لن يتركها شقيقها إلهام سيحميها بروحه و جواد أيضاً سيفعل أما وقار فهى معنا و لن تغيب عن أعيننا “
سألته بقلق ..” و لكن وقار شاهين ماذا سنفعل معها إن أرادت الرحيل “
رد بحزم ..” لن ترحل من هنا إلهام إلى أن نطمئن عليها و أنها أصبحت بعيدة عن الخطر “
قالت إلهام بعتب ..” لقد قسوت على باهر شاهين لماذا “
قال بضيق .. ” لتحفيزه لزيادة الاهتمام بشقيقته و الفتاة إلهام و لكن أنا متأكد أن جواد يستطيع حمايتها بدوره و إلا ما زوجتها له “
سألته إلهام بقلق .. ” هل ستتركها تذهب إلى الجامعة هذه الفترة .. يفضل أن تظل بالمنزل “
رد بحزم ..” لا فلتذهب لن يتغير شيء و لكن سنبلغ الأولاد حتى يعلمون ما نحن بصدده في الفترة المقبلة “
أخفت إلهام وجهها بين يديها قائلة بصوت مكتوم ..” يا إلهي لا تسيئني في أولادي “
لف شاهين يديه على كتفيها مطمئنا ..” لا تقلقي إلهام سيكونون بخير أنا أثق في أولادي “
تمتمت إلهام بقلق ..” يا رب .. يا رب شاهين “
أنت تقرأ
هى و أخوتها 1 / صابرين شعبان
Chick-Litهى رقيقة حالمة ، تنتظر أن يأتي فارس أحلامها ، ليختطفها من وسط حصارها ، نعم حصارها ، فهى محاصرة من أشقائها ، فهل يأتيها حقاً من يخترق درع حمايتها ، ليس واحد فقط ، بل أربعة ، تتمثل في أشقائها