الفصل الحادي عشر
وقف شاهين أمامه متكتفا و هو ينظر في ساعته بطرف عينه مانعا إياه من الدخول لغرفته ..سأله ببرود ..” أين كنت سيد محمود لهذا الوقت و أنت تعلم أن أخيك سيخرج من المشفى اليوم .. أنت حتى لم تتصل به لتطمئن عليه “
رد محمود بضيق ..” كنت سأفعل الآن أبي لولا هذا التحقيق معي و منعك لي من الدخول لغرفتي لأبدل ملابسي و أذهب إليه “
رد شاهين ساخرا ..” بك الخير و الله يا سيد محمود تريد أن توقظ أخيك المتعب بعد الثانية صباحاً حتى تسأله كيف حالك الآن .. لا شكرا لك أتركه ليستريح نحن في غنى عن سؤالك “
كانت إلهام واقفة خلف شاهين تكاد تسقط من شدة ضغطها على نفسها حتى لا تنفجر ضاحكة و شاهين يحقق مع محمود و يزنقه في حارة سد حتى لا يعرف كيف ينفد بجلده من بين يدي أبيه .. سمعت محمود يجيب والده بضيق .. ” حسنا بما أنك في غني عن سؤالي لم لا تتركني أذهب لغرفتي فأنا متعب و لم أتناول الطعام منذ الصباح “
رد شاهين بسخرية ..” يا لك من مسكين و من كنت لديها لم تطعمك كل هذا الوقت “ طقطق شاهين بلسانه و أردف ..” يا لها من قلة تقدير من ناحيتها “
أرتبك محمود و قال بتلجج ..” من هذه التي كنت لديها أنا كنت.. كنت في العمل أبي من أين لك هذه الأفكار الغريبة “
رفع شاهين حاجبيه بسخرية ..” هل تخبرني أنك منذ الصباح و أنت في عملك يا لضميرك الحي هل كان هناك بعض الحجارة لم تشأ تركها و تذهب دون أن تنهيهم “
رفع محمود يده يمررها في شعره المشعث قائلاً بملل ..” أبي أخبرني فقط ما تريد لأذهب لغرفتي رجاء “
مد شاهين يده لشعر محمود يلامسه قائلاً بمكر ساخر ..” يا ترى من أشعث لك خصلاتك الحريرية التي تتباهى دوماً بترتيبها “ ثم مر على ياقة قميصه و أردف ..” و من يا ترى فتح أزرار قميصك هل الجو حار لهذا الحد “
لهنا لم تتحمل إلهام الصمود و انفجرت ضاحكة حتى أدمعت عيناها .. زم محمود شفتيه كاتما غضبه و قال ..” أنا كنت في العمل أبي و أسف لأني تأخرت و لم أسأل عن أخي أنا أعتذر و سأرى أخي في الصباح قبل ذهابي للعمل أطمئن “
أجابه شاهين ساخرا و هو يضع يده على صدره و يزفر متمتما ” أوف أرحتني حقا لقد اطمئنيت الآن “
ضغط محمود على أسنانه فسمع شاهين صوت صريرها فقال ببرود ..
” لا طبيب أسنان متواجد بعد الثانية صباحاً أنا فقط أنصحك “
وقف محمود بتصلب أمام أبيه فظل شاهين ينظر إليه لثواني ببرود ثم أشار إليه ليذهب .. ” تفضل تصبح على خير “
ذهب محمود لغرفته مسرعا يخشى أن يعود أبيه و يوقفه ..
ألتفت شاهين لإلهام بصمت و هى لامعة العينين من السعادة فسألها ساخرا ..
” أنت فرحة في توبيخ ولدك “
ردت بدلال و هى تقترب منه و تلف ذراعيها حول عنقه ..” بل فرحة لأن صقري كما هو دوماً و لم يشخ كما دوماً يقول لي أنت ما زلت المسيطر يا صقري و لا أحد منهم يجرؤ على رفع عينه بك “
أبتسم شاهين و أمسك بذراعيها حول عنقه قائلاً ..” إذن أنت لم تستمعي لتذمرات والدك في حديثه معي ملهمتي أنت فقط تريدين أن تريني هكذا و لكن هم يرون أنهم كبروا و لم يعد يليق بهم التوبيخ “
رفعت حاجبها مستنكرة ..” من هذا الذي يمكنه أن يعترض على شيء يفعله صقري .. فلينطق أحدهم بكلمة و ليرى منى ما لا يسره “
قبلها شاهين على وجنتها قائلاً ..” هذه هى ملهمتي دوماً تقف في صفى و لو كنت على خطأ “
ابتسمت برقة و قالت بثقة ..” و لكنك لم تخطئ من قبل يا صقري و لكني أعدك دوماً أن أظل مرآتك التي تريك ذلك إن فعلت “
أبتسم شاهين بحنان ثم قال مازحا ..” و لكن هذا الوغد يخفي شيئاً ألم تري تلبكه و هو يتحدث “
ضحكت إلهام بمرح و لفت ذراعها بذراعه متجه لغرفتهم قائلة ..” أخرجهم من رأسك هذه الأيام و لنركز على عقد قران غلطتنا المدللة أخر الأسبوع أتمنى أن أستطيع أن أنهى كل شيء قبل الموعد “
قال بملل ..” أرجوك لا تصدعي رأسي بأمور النساء أنا سأغفو حتى ذلك اليوم لأفيق من صدمة والدك باهر و أستعد لأي صدمة أخرى قادمة “
ردت بدعاء ..” لا قدر الله يا صقري أدعوا الله أن يحفظهم جميعاً “
ردد خلفها ..” آمين ملهمتي “
أنت تقرأ
هى و أخوتها 1 / صابرين شعبان
Chick-Litهى رقيقة حالمة ، تنتظر أن يأتي فارس أحلامها ، ليختطفها من وسط حصارها ، نعم حصارها ، فهى محاصرة من أشقائها ، فهل يأتيها حقاً من يخترق درع حمايتها ، ليس واحد فقط ، بل أربعة ، تتمثل في أشقائها