الفصل العاشر" أخبرني ما به أرجوك دكتور هل ولدي بخير "
كان شاهين يشعر بالخوف عندما أخبره الطبيب أنه يجب إجراء جراحة عاجلة لاستخراج الرصاصة من كتف باهر فهو فقد على إثرها الكثير من الدماء قال الطبيب يجيبه .. " لا تقلق لقد طلبت سيارة الإسعاف و ستأتي بعد قليل و سننقله للمشفى .."
كانت ضحى قد أفاقت من إغمائها و طمئنت والديها عنها أنها بخير رغم شحوب وجهها .. كان محمود قد أتى بدوره و قال لوالده أنه سيذهب مع باهر إلى المشفى فلا يقلق و هو سيطمئنهم و لكن شاهين و إلهام الجالسة جواره تبكي بحرقة أبوا أن يظلا بالمنزل و أصر على الذهاب معه و في نهاية الأمر قرر الجميع الذهاب معه حين أتت سيارة الإسعاف .. سألهم عمار قبل رحيلهم .." و ماذا عن تلك الفتاة هل سنتركها وحدها في المنزل "
كان الطبيب قد طمئنهم عنها و أنها ستكون بخير و لكنها لن تستعد وعيها الآن لأنه أعطاها حقنة مهدئة فهى على عكس ضحى عندما أفاقت ظلت تبكي بهستيريا فأضطر لإعطائها مهدئ .. أجابه شاهين بقسوة فهذا ليس وقت الجدال العقيم بينهما .." ظل معها أنت عمار لحين نطمئن على أخيك "
قال عمار بذعر .." لا أبي لا أستطيع كيف أظل معها وحدنا لتبقى ضحى معها هذا لا يصح "
أجابته ضحى التي مازالت تبكي على شقيقها الأكبر هى و والدتها خوفاً و قلقاً عليه .." لا لا أستطيع عمار لا استطيع التصرف معها إن أفاقت و طلبت الرحيل كيف أمنعها.. باهر يريدها أن تظل هنا .. و أنا أريد أن أطمئن عليه بدوري أنا من تسبب في إصابة أخي أنا لم أستمع لحديثه بالبقاء في السيارة "
قال جواد بحزم ليهدئ هستيرية خطيبته .." حسنا عمار لتظل معها هى لن تأكلك و نحن سنعود سريعًا فقط نطمئن على باهر "
أتت سيارة الإسعاف و رحل الجميع مع باهر تاركين عمار يجلس بضيق متمتما بغضب .." ليتني وضعتها في غرفة محمود أو يزيد على الأقل لظل أحدهم معها " مر الوقت بطيئا و لم يطمئنه أحد فأتصل بضحى ليطمئن " حبيبتي كيف الأحوال لديكم هل باهر بخير طمئنيني "
سمع صوت ضحى الهادئ .." أجل أخي لقد خرج للتو من غرفة العمليات و هو بخير "
سألها عمار .." متى ستعودون للمنزل "
سمع جوابها .." بعد أن يستعيد وعيه سنطمئن عليه و نرى من سيمكث معه "
زم عمار شفتيه بضيق و تمتم بخفوت .." ها هى عدة ساعات أخرى ضائعة "
سمع صوت ضحى السائلة .." هل قلت شيء أخي لا أسمعك بوضوح "
أجابها عمار .." لا ضحى فقط طمئنيني أن جد شيء "
أنهى الاتصال و عاد للصمت شاعرا بالملل أمسك بجهاز التحكم للتلفاز و أداره يقلب فيه بملل أستقر على قناة رياضية تعرض مباراة كرة السلة ظل يشاهد التلفاز إلى أن سمع صوت بكاء يأتي من غرفته .. علم أن تلك الفتاة استيقظت فنهض يذهب إليها ..طرق على باب غرفته قائلاً بضيق .." أنت يا آنسة هل استيقظت هل أستطيع الدخول "
لم يسمع عمار سوى صوت بكائها فحسم أمره و دفع الباب ليدخل .. وجدها تجلس على الفراش تضم ساقيها لصدرها و تبكي بحرقة .. أتجه للفراش و وقف أمامها سائلا .." هل أنت بخير يا آنسة "
هزت الفتاة رأسها صامتة و هى مازالت تبكي فسألها عمار باهتمام .." هل تريدين شيئاً تأكلينه أو تشربينه لحين يأتي الجميع "
هزت رأسها مرة أخرى رافضة فقال عمار بضيق .." هل تريدين شيء أفعله لك "
هزت رأسها نافية فقال بلامبالاة و هو يستدير ليتركها .. "على راحتك أن أردتِ شيء أنا بالخارج "
سمع صوتها المبحوح تقول برقة جعلت دقاته تضطرب .. "هل أستطيع الذهاب من هنا "
نظر إليها بتفحص ..هل يا ترى تريد أن تهرب من جريمة فعلتها مؤكد ذلك و إلا لما يردها باهر أن تظل هنا قال بجمود " لا لا تستطيعين لحين عودة أخي من المشفى "
أخفضت عينيها تعود للبكاء بخفوت فشعر بالشفقة عليها فقال بهدوء .. " ما رأيك في أن أعد لك بعض الطعام لحين يعودون مؤكد أنت جائعة "
قالت بخفوت .." حسنا لا بأس "
رد عليها مازحا .." حسنا أعديه لكلانا فأنا أيضاً جائع "
شحب وجهها فقال عمار بجدية .." فلتأتي معي نعده كلانا ما رأيك فأنا لم أعد كوب شاي من قبل لنفسي "
نهضت الفتاة بخجل و خرجت خلفه من الغرفة متجهين إلى المطبخ سألها عمار بهدوء .." ما اسمك "
أجابته الفتاة بصوتها الذي يشبه تغريد البلابل .." وقار "
هتف متعجب .." ماذا "
زمت شفتيها بملل من تعرض لهذا من قبل عند السؤال عن اسمها فقالت تجيبه .." وقار عبد السلام "
هز رأسه و قال .." عمار شاهين "
سألته بهدوء و هى تراقبه يخرج البيض من الثلاجة ينظر إليه في يده بحيرة كمن يتساءل ماذا يفعل هذا في يدي ابتسمت وقار و دنت منه تأخذه من يده و هى تقول .." هاتها أنا سأعدها "
تنهد عمار براحة و ناولها البيض و أحضر لها مقلاة واسعة فهزت رأسها نافية .." لا بل واحدة أصغر "
وضعت البيض على الطاولة الصغيرة و أعادت المقلاة الواسعة مكانها و أخذت أخرى صغيرة سألته و هى توقد النار " كيف تحبه "
نظر إليها بتساؤل فقالت بصبر .." البيض يا سيد "
مط شفتيه مجيبا بلا اهتمام .." كما تعده أمي "
أتسعت عيني وقار بدهشة و لم تجب فقال لها بنفاذ صبر ..،
" ماذا هناك لما لا تقولين أنك لا تعرفين إعداده فقط "
ردت مستنكرة .." و هل تناولته من يد أمك من قبل لأعرف كيف تعده "
رد عليها عمار بملل .." حسنا كما تحبينه أنت "
أعدت وقار البيض و وضعته على الطاولة و قالت و هى تشير إلى الثلاجة .." هل تسمح لي "
أشار لها عمار أن تأخذ راحتها ففتحتها وقار و أخرجت بعض الجبن و الزيتون و رغيفين من الخبز .. وضعت أمامه رغيف و الآخر أمامها فقال بسخرية .." هل أخبرك أحدهم أني أقوم بحمية أو ليس لدينا ما يكفي من الطعام هنا "
ردت عليه و هى تجلس على المقعد الصغير بدون ظهر و تبدأ في تناول الطعام قائلة .." لا .. بل هذا أولا لتعتني بصحتك و ثانياً حتى تعتاد على القليل ربما أتى يوم لا تجد به قوت يومك .. و حتى تشعر بمعاناة غيرك ممن لا يجد ما يطعم به نفسه "
نظر إليها عمار بدهشة و قال مستنكرا .." ماذا و هل على تجويع نفسي حتى أشعر بالغير و ما دخلك بهذا على إيه حال هل أنت من سيطعمني من جيبك "
قالت وقار تجيبه بخجل .." أسفة يبدوا أن حديثي ضايقك أنا سأنتظر بالخارج و لا تقلق لن أهرب "
نهضت وقار عن الطاولة لتخرج فأمسك عمار بيدها يمنعها فجذبتها منه بسرعة و وجهها يشحب فقال بضيق .." أسف أجلسي و تناولي طعامك "
ردت وقار بهدوء .." لقد شبعت و سأنتظرك بالخارج "
أحتد عليها عمار قائلاً بغضب .." قلت أجلسي تناولي الطعام و لا تتصرفي كالأطفال .. هذا ما كان ينقصني "
جلست وقار و عادت للبكاء بخفوت فزفر عمار بضيق و قال
" أعتذر منك أرجوك تناولي طعامك "
سمع صوت الباب يفتح و صوت إلهام تنادي عليه .." عمار لقد عدنا بني أين أنت "
خرج عمار و وقار مسرعين من المطبخ و الأول يسأل بلهفة ..
" كيف أصبح أخي هل هو بخير "
نظرت إلهام لوقار بتساؤل فقال عمار يجيب تساؤلها الغير منطوق .." لقد كنا نتناول الطعام وقار كانت جائعة "
رفعت إلهام حاجبها بمكر .." حسنا "
سألها بحيرة .." أين الآخرين "
ردت إلهام .." أتين بعد قليل "
قال عمار .." و باهر كيف هو "
ردت إلهام باسمة .." بخير و سيخرج غداً "
جلست على الأريكة و أشارت إلى وقار قائلة .." تعالي أجلسي جواري و أخبريني كل شيء عنك "
جلست وقار جوارها قائلة .." ماذا تريدي أن تعرفي سيدتي "
ابتسمت إلهام قائلة بهدوء .." فلنبدأ باسمك "
أنت تقرأ
هى و أخوتها 1 / صابرين شعبان
Literatura Femininaهى رقيقة حالمة ، تنتظر أن يأتي فارس أحلامها ، ليختطفها من وسط حصارها ، نعم حصارها ، فهى محاصرة من أشقائها ، فهل يأتيها حقاً من يخترق درع حمايتها ، ليس واحد فقط ، بل أربعة ، تتمثل في أشقائها