"هيا عزيزي, استيقظ, إن الفطور جاهز."
أخبره صوت خفيض لطيف بينما شعر بيد ناعمة تمسح على كتفه."حسنًا, قادم أمي."
أجاب شِبه نائم بينما قام بفرك عينيه بأصابعه, ولقد كانت فكرة سيئة إذ شعر بمقلتيه يغشاهما شعور حارق دنيء.سمِعَ صوت خطوات والدتِه وهي تغادر الغرفة, تنهد بسبب الإرهاق الذي يصاحبُه عادة كل صباح, خصوصًا يوم السبت عندما يكون قد سهِر طول اليل مستغلًا كل الوقت الذي يستطيع وضع يديه عليه من عطلة الأسبوع.
غادر سريره أخيرًا واتجه إلى الحمام ليغسِل وجهه وينظف أسنانه, بقي في ملابس نومه المبعثرة واتجه إلى المطبخ في الطابق السفلي ليحظى بالفطُور, كانت رائحة البيض والقهوة الداكنة تملأ كل شبر من المطبخ.
"صباح الخير, أبي وأمي."
صاح بصوته النعس والذي بدا غليظًا بسبب تغيُره الطفيف لأنه يكبُر وإضافة لكونه قد ارتجل من السرير توًا, كان دومًا ينادي بأبي وأمي, لم يكن هناك أحد أخر في المنزل لذا كان دومًا يقول اسمهما."صباح الخير."
حياه والده الذي أخذ يتناول الإفطار بينما كان هاتفه على مقربة منه, دفع له بطبق من البيض والخبز المحمص وقبِله هو بسعادة.كان ابتلاع الطعام نوعًا ما مُهمة صعبة عندما كان يشعُر بنظراتِ والديه تتمركزُ على كل تفاصيله، هو لم يحبذِ الأمر، هل فعل شيئًا خاطئًا؟
"لقد كبرت كثيرًا."
أردف والده بوجه بشوش، مما جعله يتنهد بينما يجتاحُ عقله شعور طفيف بالراحة."لقد فعل."
أيدت والدته مُبتسمة بدورها."لقد ناقشنا أنا ووالدتك الأمر منذ بضعة أيام, لقد بلغت الثامنة عشرة منذ فترة بسيطة, أنت بالغ الأن, رغم كونك لا تزال طائشًا."
قال والده وضحكت أمه بينما عبَسَ هو.
"الأمر أنك أصبحت كبيرًا كفاية وعى قدر عالٍ من المسؤولية, وأنا أعتقد أنك جاهز لمهمة من المرحلة التالية."
أكمل ناظرًا له بفخر."أتقصد ذلك؟"
سأل بتعجب, هل كان ذلك يحدث فعلًا؟"بالطبع, فقد بدأنا أنا وعماتُك الثلاث ذاك النوع من العمل في سنِك هذا بالضبط."
أجاب والده قبل أن يشرب بعضًا من قهوته الفاترة.
"إذًا ما قولك؟"عائلة جيون هي عائلة ليست بطبيعية تمامًا, كانت طبيعية في كل شيء تقريبًا ماعدا فكرة كونهِم يحملون سرًا كبيرًا يتوارثُه كل الأبناء, هم عائلة تسافر عبر الزمن, يعودون بالوقت ليصححوا بعض الأحداث التي حصلت بالماضي في هدف نبيل لتحسين حياة بعض الأناس في الحاضر, كان والده هو الفتى الوحيد بين ثلاث فتيات, جميعهم ممن حملوا مهمة العائلة على أكتافهم بفخر وغيروا الكثير من الأشياء عبر الزمن, كونَه ولد أبيه الوحيد هو أيضًا كان عليه أن يتعلم صُنعَة العائلة, بدأ تدُربه من سن العاشرة, ولكن بدأ مهماته الفعلية بالعودة في الزمن وتصحيح الأمور في سن الثانية عشر, أما الأن بعد بلوغه الثامنة عشر، فكان والده يريدُه أن يدخل المرحلة الأخيرة والأهم.
"تريدني أن أعود بالزمن لأنقذ حياة شخص ما؟"
سأل مجددًا بعدم تصديق وقد تدنت شوكته من بين أنامله, أومأ والده."أنت جاهز لذلك."
أكد مبتسما بحنُو في اتجاهه."هل تعتقد أنك مستعد؟"
كان دور والدته لتسأل."نعم!"
أجاب بسرعة, لم يعتقد أن هذا الوقت قد يأتي يومًا, لم يعلم كيف يشعر."حسنًا إذًا, لقد جهزت لك مهمة مسبقًا."
أعلن والده بأسارير مبتسمة قبل أن يمرر له من على الطاولة ملفًا بنفسجي مكون من ورقة واحدة.حدق بالشيء البلاستيكي بين يديه للحظات, لقد كان معتادًا على ملفٍ أحمر, هو بالفعل يفعل ذلك.
فتح الملف وسار بعينيه على جميع الأحرف بينما أكمل طعامه بروية.
الاسم: ماتيلدا وايت.
العمر بالتقويم العالمي: 17
المكان: لندن, المملكة المتحدة.
العام: 1940
سبب الوفاة: قصف نازي عند محاولتها لإحضار شيء من المنزل بدلًا من الاختباء في الملجأ مع باقي أسرتها.
"إنها صغيرة جدًا, بنفس سني."
قال بصوت متأمل."أكبر منك بشهرين, هي مولودة بيوليو."
أعلمه والده الذي بالطبع كان يملك معلومات أكثر عنها.
"إذًا؟""سأقوم بذلك."
أكَد قبل أن يُغلق المَلف على الورقة مرة أخرى ويكمل بقايا فُطورِه._______________________
شكرا على القراءة, لا تنسوا التعليق والتصويت💕
أنت تقرأ
العائد || The Returner
Fanfiction- تصحيحُ أخطاء الماضي يَعني حاضِرًا أفضَل، والمُكوثُ فيه هو الشقاءُ الأكبَر. كانت الخُطة أن أعودَ إلى عامِ 1940, لماذا كان على كُلِ شيءٍ أن يُصبِحَ مُعقدًا بِشِدة؟ - جونغكوك Cover by: @designsoliders E:240818