ما بعد النهايه ..

188 9 2
                                    

بعد انهيار الام على ما حدث في الورقة الموجود عليها اسمها ..
تنهدت الام لفتح الورقه التي كتب عليها اسم زوجها ..
تنهدت الام حتى استفاقات من الصدمات الاولى ؛ ثم بدأت بالقرائه لتجد بعض الكلمات المؤثره و المحطمه لاضلاع الصدر الموصله للقلب و بعض قطرات الدماء التي سقطت من يد الطفل اثناء محاولة انتحارٍ قديمة بقطع شريان يده التي بائت بالفشل .. لتجد الورقة ملطخه بدمائه الصافيه و بعد ذرف بضعٍ من دموع الندم على انها لم تفهم من الوهله الاولى بان ابنها حاول الانتحار قبلاً و يأسه من الحياه ..
فوجدت الكلمات الاولى بعد محاولات عديده بائت بالفشل للقرائه:
ابي العزيز ..
ارجوك ان علمت بموتي فلا تحزن ولا تيأس ولا تذرف اياً من الدموع رغم انك لن تفعل ؛ هجرت بيتنا و حطمتنا جعلت اخي الاكبر بائساً من الحياه و عزلت اخي الاصغر في غرفته لساعات عدة على مدار السنين الماضيه من وقت هجرك ، خصصت وقتاً من وقتك لاطفالك الجدد (اخوتي الذين لم اراهم) .. ظننت بكذباتك المتناثره بانك تحبنا مضت اعوامٌ على فراقنا ؛ ارى من بمثل عمري يتباهون بما فعل ابائهم لهم و انا لا اجيد سوى الصمت لاني لا اذكر ما فعلته لاجلي سوى بعض الالم و الجروح و محاولات انتحارٍ فاشله .. لم تذهب من مخيلتي يوماً كنت اتذكرك دائما و ابتسم و اشكي لخالقي بان يعيد ما ضاع من حقي و حق اخوتي ، اعلم بانك لا تكترث و لن تكترث ان لم تسقط من عينيك ولا دمعه حتى الان وادري بان وفاتي لن تاثر بك ابداً ؛ ابي العزير ..
اريدك ان تعلم دوماً بان انتحاري كان بسببك فقد اخرجت امي رجالاً و وانك تريد ان ينسب كل ذلك لك بلا اي مجهود بورقه تسمى شهادة الميلاد و تحوي اسمك لا اكثر .. و قد اطاحت قطرات الدماء ما بقي من الحبر
فانطلقت الام مسرعة نحو غرفة ولدها الذي قد انتحر في ساعاتٍ سابقه من اليوم الذي مضى فوجدت بعض قطرات الدماء ارضاً قد تساقطت بجانب السرير و تبدو كما لو كانت حديثة فرفعت برفقٍ و الدموع تنهال من عينيها وسادة ابنها لتجد اله حاده بها بعض الدماء و ورقة مخبأه..
انتظرت الام لحظات قبل فتحها و رفعة يداها بالدعاء .. "رب ان كان ولدي مقصراً فتجاوز عنه فانت اعلم العالمين بما جرى له ..
ثم فتحت الورقة للتفاجئ..!
اظن ان الان قد انتهت حلقة البحث هاقد وجدتم اخر كلماتي قبل موتي بدقائق او ثواني فلم احسبها ..
ابي انت من فعل بي هذا فانت كنت اول الهاربين وقت ضعفك عندما كشفت اوراقك الضعيفه ، علمتني الضعف لا القوى و جعلت مني انساناً هارباً من اصغر علاقة يحدث بها اي خطأ طفيف علمتني ايضاً بان من اخطأ قد يعيد خطأهُ مراراً و تكراراً و ها انا اهرب من مشاكلي فكنت اتهرب عندما تجرحني احداهم او عند ظني بذلك ، لم استطع الثقه باحدٍ مجدداً كنت استيقظ على نخزاتٍ تدوي قلبي كما لو كان طيراً جريح يعافر للوصول لاطعام صغاره قبل انقشاع النور بالظلام ، كنت احارب للعيش مراراً و تكراراً كل يوم و لم استطع قررت اليوم الهروب من الجميع و من بينهم انت ..!
ها انا اليوم اهرب و قد تمدد جسدي بين اربعة جدران اوت ضعفي و بكائي و حزني ، اليوم قد ادلي جسدي من حبلٍ رفيع لعلها بداية طريق النعيم و اعلم بان الله غفورٌ رحيم و اخبر امي قبل ان تبكي فقد يأتيكم زائرٌ بعد قليل ليخربكم بانهم وجدو بعض الجروح بجسدي و ذراعي لم تكن تعذيباً من احد و لم تكن انتهاكاً لجسدي بل كانت محاولاتٌ للهروب من ضعفي و هروباً من الواقع الذي لم يقدر ضعفي و كانت ملجأي و مهربي من الحديث الفاشل مع البشر كانت حديثا صغيراً مع جسدي لاخبره بكرهي الداخلي له و لنفسي و لك ..
احبك يا امي فلا تبكي و اخبري اخوتي باني انتظركم و ان الله جامعنا يوم القيامه و اما ابي فارجوك اذهب من حياتهم فلم يعد لك مكان سوى لدي و هاقد ذهبت انا و ذهب معي جميع ما كان بداخلنا انا و اخوتي ..!

عتاب راحلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن