🌸 Part Four : غريب 🌸

46 13 2
                                    

أوافقه الرأي، ما حصل غريب حقا. أنا ممتن لأنه جعل أيامي أقل مللا، لكنني أشعر بالشفقة حياله أيضا.

"أنا حقا حزين، اشتقت لهم جميعا. كم اود لو أعود بالزمن للوراء."

أطلق نفسا طويلا، ثم استرسل:

" بعد أسبوعين من حادثة الحائط، أتى تاي لزيارتي، لم يسبق أن تحدثت عنه، أليس كذلك؟
كان شديد المزاح دائم الابتسام، يحب المقالب و الحيوانات، و لا تفارق الكاميرا عنقه. كان وسيما أيضا، جميعهم كانوا كذلك.
أدخلته غرفتي، جلس على السرير بينما توسدت الأريكة الصغيرة، ثم نظر لي بعينين صارمتين و قال:
"تعلم شيئا؟ كلنا سنرحل، إن أردت إنقاذنا، ضع حدا لحياتك، وداعا"
أصبحت عيناه حمراوين لوهلة قبل أن يختفي، و فور ذلك بدأ هاتفي بالرنين. كان جيمين المتصل، و أخبرني بين دموعه و شهقاته أن تاي غرق في النهر. "

توقف مجددا، تنفس الصعداء ثم أردف.

"لم أفاجأ، لم أصدم، لم أبك حينها"

صمت

"لكن ربما سأبكي الآن. نعم سأفعل "

و أطلق العنان لدموعه

💧💧💧

بعد أن هدأ، أكمل حديثه :

"مر شهران و انقطعت أوصال الصداقة بيننا. لم نعد نتحدث ثلاثتنا، و لا نلتقي أبدا. كل منا غارق في أحزانه للحد الذي يمنعه من تذكر الآخرين. ثم أتى جين لزيارتي يوما، و عيناه غائرتان بكاء، و قال بصوت خفيض : "جيمين، ساق و هو ثمل، مات في حادث، لم يبق سوانا" ثم عانقني بشدة و قال "آسف" قبل أن يذهب في حال سبيله"

ضحك قليلا، ثم قال:

"طلبت منه أن نلتقي ليشرح لي سبب أسفه. و هأنذا أنتظره الآن"

أخفض رأسه ليرفعه مجددا و يقول :

"لكن أتعلم ما الغريب حقا؟"

أردت حقا أن أحثه على الحديث بسرعة .

"كوك، مات في شارع بعيد كل البعد عن طريق بيته"

ماذا؟

"يونغي، كانت غرفته في الطابق الأول، لطالما قفز منها هاربا لزيارتي دون أن يصاب بخدش"

هذا حقا...

" هوسوك كان يخاف من ظله، من المستحيل أن يهرب من بيته "

حقا...

" تاي لا يجيد السباحة و لا يحبها، من المستحيل أن يرمي نفسه في النهر بإرادته. لو أراد الانتحار لشنق نفسه، هذا ما كان يخبرنا دائما "

حقا...

"أما جيمين، فهو لا يملك سيارة، و لا رخصة سياقة، و لا يطيق رائحة الكحول"

غريب.

🌸🌸🌸
بصراحة، سانهيها غالبا في يوم واحد ما دمت أملك الوقت و الرغبة في الكتابة.
رأيكم؟ ملاحظات؟ أسئلة؟

[ مجرد خشب ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن