🌸Part Five : هروب 🌸

67 15 21
                                    

بدأ الشارع يعج بالناس مجددا، عائدون لبيوتهم يغلبهم التعب. صمت مجددا، يجول بعينيه بين المشاة. كأنه يبحث عن أحدهم. سرعان ما قام من مكانه حين اقترب منا شاب يبدو في نفس عمره، وسيم طويل القامة، ذو ملامح حادة و مشية واثقة.

"انتظرتك طويلا"

"لم أكن سآتي، لا أظن أنك ستحب ما سأقوله"

"أخبرني، مررت بالكثير، لا أظن أن الحياة ستمنحني شيئا أحبه على أية حال"

"جون، يجب أن تموت"

"أحبرني تاي بهذا قبل أن يموت"

"أنا جاد، لا أريد أن أموت أيضا، لا بد أن أقتلك"

"ألن تقضي باقي عمرك في السجن؟"

فاجأني أنه لم يخف، لم يرتعش، صديقه يهدده بالقتل. لم ليس مندهشا؟

"لن أدخل السجن، أنا فقط سأعيد الأمور إلى نصابها"

"لم أفهم"

"كل ما حدث، كل ما حدث لهم جون، كان بسببك. لأنك هربت من الموت"

"لا أتذكر وقوعي في وضع كانت فيه حياتي على المحك"

"كنت نائما، و أنا من أنقذك"

"لماذا؟ لماذا لم تتركني أمت؟"

"لأنني سأقضي بقية عمري نادما"

"لم أنقذهم. رأيتهم يموتون واحدا تلو الآخر و لم أنقذهم. لماذا لا أحس بالذنب إذا؟"

"لأنك فقدت روحك. كان يجب أن تموت حينها. اقترفت خطأ بالعبث مع القدر، و ها أنا أتيت لتصفية الحسابات."

"إفعلها إذا، لا أملك شيئا أعيش لأجله على أية حال"

و لدهشتي، أخرج من جيبه مسدسا. هل سيفعلها حقا؟ اليسا صديقين؟ لماذا لا أستطيع الحركة؟

"جون، لا تنس أبدا أنك أعز صديق عندي"

"انت أيضا جين، عش سعيدا من أجلي"

"سأفعل"

رفع يدين لا تبدو عليهما آثار الارتعاش، و ثبت فتحة السلاح على جبين صديقه، ابتسم بلطف ثم قال

"آسف"

و سحب الزناد.

صوت طلقة، و جسد يلتحم بالأرض الاسمنتية. هل مات حقا؟

"آسف لأنني لن أحافظ على الوعد"

طلقة أخرى، و جسد آخر انتشلت منه روحه.
تمنيت لو أملك قدمين لأذهب نحوهما.
تمنيت لو املك عينين لأبكيهما دمعا و دما.
تمنيت لو كنت بشرا لأنضم لثلة الناس الذين تحلقوا حولهما.

لكنني كرسي فقط، سأبقى في مكاني أسترجع هذه الذكرى الحزينة، و أتمنى أن يكون السبعة مرتاحين حيثما ترقد ارواحهم.

انا مجرد خشب.

🌸🌸🌸
انتهى !! رأيكم؟ 💧❤

[ مجرد خشب ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن