المقدمة

794 45 59
                                    

أجل إنها هي ، نبتة اللوتس التي اشتهرت بجمالها ، و تميزت بعراقتها ، انها هي النبتة ذاتها التي مرت على حضارات عدة ، و قد كانت رمزاً خاصاً للكثير من القبائل و الشعوب ، تميزت برائحتها العذبة و سهولة رسمها ، فقد نقشت على الكثير من البلاطات الملكية و القصور الفرعونية ، و كذلك الدروع الحديدية و الفضية و حتى الذهبية ، فقد اتخذتها البلدان و الممالك شعاراً مهماً لها في الكثير من الأحيان ،،، فماذا لو قمنا باكتشاف اسرارها الغريبة التي لم تذكر في التاريخ يوماً ما ،، انما بقيت سر كامن عند تلك العائلة المتواضعة .

فقد بدأ كل ذلك في عام ١٨٨١م  اي قبل ١٣٧ عام تحديداً ، في ذالك المنزل الكبير الذي يكتسيه الخشب الأصيل و تحوطه حديقة قد انبثق منها عبق عطور الزهر و الورود .

خرجت تلك المرأة مودعةً زوجها الذي يظهر عليه انه في عقده الثالث و قد انتشرت على محياه معالم الفرح ، فكيف لا و اخبرته زوجته قبل قليل انها حامل .

كان شعوره متناقضاً بين الفرح و الحزن ، فهل يفرح لسماع هذا الخبر السار ام يحزن لأنه لن يرى زوجته و لا الطفل الذي يكمن احشائها .

لربما يموت و لا يرجع على إثر الحرب التي ستقع بعد عدة سنواتٍ طوال ، فهو من جنود البلدة و عليه ان يدافع عن وطنه .

اخذت دموعٌ فارة من بين حدقتا الزوجة الزرقاء ، فسارع الزوج بضمها إليه و طمأنها بوعده المحتار حيث قال مطمئناً : عزيزتي ليانا أعدك ان انتصرنا سآتي إليكِ أنتِ و طفلتي

ابتسمت ليانا مكفكفةً دمعاتها : أخبرتك كارلوس ، انه ليس طفلة بل طفل

ابتعد كارلوس قليلاً و نظر لعينيها

كارلوس : توقفي عن معاندتي يا امرأة ، حين تنجبينها تذكري ذلك

ليانا : و ما ادراك انت فأنا من يحمل الطفل

اخرج كارلوس من عنقة تلك القلادة الذهبية المنقوشة و أهداها إليها بإبتسامة مريحة و علق قائلاً

كارلوس : انتهى الأمر عزيزتي ، قمت باعداد هذه لطفلتي لوتس

اخذتها ليانا و بدأت بتفحصها ناظرةً لتلك النقوش الدقيقة على رسم زهرة اللوتس و من ثم هذه الثلاثة اسماء ، اسمها و اسم كارلوس و كذلك الطفلة لوتس ،،

فشقت تلك الابتسامة وجهها سائلته بجذل

ليانا : و قمت بتسميتها أيضاً ؟!

اجابها كارلوس مداعباً خصلات شعرها السوداء

كارلوس : بالطبع فكيف لي ان أرحل دون تسميتها

انزلت ليانا رأسها بأسى من مصير كارلوس المحتم ،، فابتسم هو بطبعه البشوش رافعاً رأسها بكلتا يديه

سرها هو اللوتسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن