وقاحة

219 23 32
                                    

كان يوماً مرهقاً بالفعل في المقهى ،، "انها الثانية فجراً ،، ياله من عقاب " هذا ما صاحت به لوتس ، فهي عادتاً تتجه للمنزل في الثانية عشر بينما تأخذ دورها فتاتاً أخرى في المناوبة .

سلكت طريقها لوتس بعد ان انهت من ارتداء ملابس خروجها الى منضدة الرجل الفظ و وضعت عليه كل من قارورة مياه و عشاء كامل .

شعر الرجل بنسمة هواء بقربه ففتح عينيه بهدوء و التي لم تذق طعماً من النوم و حدق بالطعام ثم إليها و ما فاجأها ابتسامته الساخره التي تلتها ضحكتٌ صغيره ،

و قال بنبرة تجتاحها الغرطسة : لي ؟ ،، اوه لن اقل شكراً على ظنك ، بل سألقيه بحاوية القمامة صغيرتي ..

فجأها ردة فعله الغريبة و المحرجة كذلك فاتسعت حدتاها الخضراء عجباً من أمره ، فأكمل بسخرية لاذعة مغمضاً عينيه براحة دون اكتراث : عزيزتي ،، ان علمت مصدر دخلي و أموالي لخرت حرجاً من فعلتك ، ثم إني لا أقدر من يمد يد العون لي ، فلا تحاولي التودد أكثر لست منهم كما تخالين من مظهري .

اعتلى الغضب و التعجب و كل المشاعر داخل زهرتنا لوتس التي احتنا وجهها و بدأت بالصياح بصوتها الذي لم يعتد عليه في مقهى يخلوا من اي شخص سواهما : ماذا ؟! هل تمزح معي ؟! انا لا أتودد إليك البتة بل حتى اشعر بالإشمئزاز ناحيتك ، و لاكن عقلي الغبي الذي اخبرني بمساعدتك .

أشعل الزيت على النار حين إعتدل بجلسته دون إلقاء بالٍ و سخريته تجتاحه بينما أخذ سلة القمامة و ألقى الطعام بها و ابقى المياه و علق بلذاعته على كلماتها : أجل ،، أصبت بما قلته حرفاً حرفا

هدأت لوتس و نظرت إليه للحظات في آن اعتدل في جلسته و نظر إليها بملل و قال : هل انتهيتي من مساعدتي الآن ؟!

لم تع ِ لوتس ما هذا المخلوق فألقت نظرة احقار موجهتاً له ، و غادرت فوراً .

ما أن خرجت حتى تنهد الرجل بغيض متمتماً لنفسه بعدة كلمات : هذا يغيضني ،، انها شبية لها كالمرآة ،، و لا أقبل بذلك .

أما لوتس فقد عادت المنزل بنفس مقهور من أفعال البشر الوقحين .

في صباح اليوم التالي نهضت لوتس بتثاقل و نعاس على صوت إليوت المزعج الذي حاول إيقاظها منذ ساعة ، فلم تأخذ ما يكفي من النوم بعد فقد سهرت الليل بطوله معهما ،، إليوت و بيرنا اعز صديقين إليها ،،

فجأة بعد فترة الهدرء تلك شعرت لوتس بنسيم بارد كالثلج يهب عليها ، فتحت عيناها على مصارعها ، و نهضت مقتضتاً على فريستها إليوت الذي أشاح الغطاء الدافئ من عليها في سقيع الجو هذا ، و قد أرهق إليوت الضحك و هو يركض هارباً من قبتها نازلاً للطابق السفلي بين تهديدات لوتس و قسمها بضربه .

حين بغلوا المطبخ بتعمد إليوت ،، وقفت لوتس عن ركضها و كذلك إليوك عن الضحك ،، فقد كان منظر المطبخ و بيرنا كفيلاً لجعلهم يتسمرون لوهله .

سرها هو اللوتسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن