غريب

382 34 76
                                    

في تلك الليلة الممطرة بعد ١٠٠ عاماً بالتحديد عامنا الحالي ، بدأت شهقات لوتس تتعالى فاتسعت عيناها فجأة و كانت في وضح العالم هذا ،،، لقد عادت للحياة بعد سباتها الطويل،، بدأت بمسح المكان بناظريها ،، فتفاجأت بوجود طاقم الأطبة اجمع هنا ،،، لا عجب في ذلك فملفها هو اقدم واحد هنا و لا تاريخ مكوث مدون به ! فالمشفى يأخذ المال من حسابها الذي ورثته منذ الأزل و لا علم لهم عنه .

تفوهت لوتس و يبدو الوجل واضحاً في نبرتها : " اين انا ؟ ،، و من انتم ؟،،،، ما الذي افعله هنا ؟ ،،، و ما هذه الأسلاك ؟ ،،، و الأهم من ذلك ......... من انا ؟!

قالت تلك الحروف و بدأت بترقب محياهم منتظرتاً الإجابات ، فقد بحثت عنها بدماغها و لم تجده مع الأسف .

قال احدى الأطباء و الذي يبدوا مسؤولاً عن حالتها : " لا داعي للقلق عزيزتي يعاني الكثير من بعد نهوضهم لفقدان الذاكرة و البعض الأخر يسترجعها مع الزمن و هنالك من ينسى لغته و يستبدلها بأخرى و آخر ما تعلمه في حياته السابقه و لكن لحسن الحظ لن تجمع كل هذه السمات بشخص واحد ، فيعتمد ذلك على قدرة تحمل العقل ، فمنهم من يسترجع الذاكرة ان اخبره احد عن ماضيه لذا لا داعي لقلق فقد يؤدي بك للجنون في الكثير من الأحيان "

بدا كلام الطبيب معقداً لها ، في الواقع عقلها يترجم الكلام ببطىء فقد اعتاد على الكسل في سباتها ، قاطع تسمرها لبرهتاً كلام طبيب أخر و يبدو على محياه الشفقة

الطبيب الاخر : لا بأس صغيرتي ستتكيفين مع الأوضاع لكن عليك الراحة الآن لبضع دقائق لنجري عليك تحاليل صغيرة و غداً سيبدأ تجميع التحاليل و الاختبارات لإمكانيتكِ على التعايش الآن و ما تحتاجين إليه من مضاضات .

و بدت لوتس منصته جيدة و فتاة مطيعة و مر يومان على حال التحاليل و الاختبارات ، فالمدة التي مكثت لا يعلمها احد هنا سوى الرب ، و العجب في ذلك انه لم يتغير بتلك الفتاة و لا انش واحد من جسدها و هيأتها ، و كأنها خالدة او تم تجميدها في تلك العقود .

و ما يثيرها للجنون انها فقدت سلوكياتها التي تعلمتها و بعض الكلمات التي نستها و لكن لجنة المتخصصين ، قد خصصوا لها طبيبة خاصة لتلك الحالات لتعلمها كيفية التكيف و استعمال الحاجيات .

بقيت لوتس على هذه الحالة لعدة شهور و قد تعلمت كل ما تحتاجه للعيش هنا ،،، اهداها في ذلك اليوم طبيبها المتخصص علبتاً صغيرة تحوط رقبتها و اخبرها انها رقاقتاً ذكية تحتوي على جميع ممتلكاتها ما ان تصل لبنك البلدة و تهديهم إياه سيقومون بإهدائها كل ما تملكه من ورث و حلال ، اخذت تجمع لوتس بعض الملابس التي اهدتها احدى الممرضات حباً لها ، فقد سرقت لوتس قلوب كل من في الجناح ، من ممرضات و اطباء ، بلطفها و ابتسامتها المشرقة .

اخذت ترتدي معطفها رمزاً للخروج ، و راحت سالكتاً خطاها خارج المشفى .
في ذلك الوقت و في ردهة المشفى الرئيسية افزع لوتس ذلك العراك بالشتم و الصراخ النابع من فتاة تبدو في عقدها الثاني اي بعمر لوتس المفروض ، تقدمت لوتس و ابتسامتها المعهودة لا تغادر محياها نحو تلك الفتاة و الطبيب

سرها هو اللوتسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن