🚨تحذير🚨: هذه الرواية تحتوي تفاصيل قد لا تلائم البعض .*قد تبدو الأيام و كأنها سنين طوال لمن ضاق به الزمن و لعبت به الحياة لعبتها القذرة ، أغرقته في بحر من الأوهام و المتمنيات و لطمته في لحظة الحقيقة بواقع مر ، يوقظه من أحلامه الغبية و يريه ما في هذا العالم من بشاعة و منكر .*
جلست "سحر" في مكانها المعتاد، في ركن تلك الغرفة الضيقة الأشبه بالزنزانة تراقب من النافذة سماء الليل الصافية و تشاهد القمر الذي لا يقارن جماله بسحر تلك الشابة ذات 19 سنة، كانت خصلات شعرها الحريري تغطي ملامح وجهها المتناسق و كأنه لوحة فنان كمالي يحب الدقة في تفاصيل الجمال ، و أكثر ما برز من ملامحها تلك العينين الزرقاوتين اللتان بدتا و كأنهما السماء الصافية و البحر الهائج في آن واحد ليصرخ لونهما في زرقة ما كان لأحد أن يصفها. فتاة حالمة تجلس تتأمل النجوم و تنسج أحلاما وردية عن مستقبل أفضل تكون فيه الحياة حلوة و الأيام زاهية ليس كضلام و سواد هاته التي تعيشها، فجأة يفتح باب الغرفة بقوة و تظهر امرأة سمينة تلبس ثيابا ضيقة ملامح وجهها مغطاة برطل من المساحيق التجميلية ، أحمر شفاه صارخ يبرز صفار أسنانها ، و كحل من عصر الفراعنة يجعلها تبدو كالجنية الخبيثة ، صوتها الخشن أفزع الفتاة المسكينة و جعلها تنهض من مكانها و كأنما شيئا قد لسعها.
قالت المرأة بصوت خشن :يا ملعونة ماذا تفعلين ؟ألم أقل لك مئة مرة لا تنامين حتى تحضري العشاء و يكون كل شيء جاهزا .
لتجيبها تلك الفتاة مرتعبة :لكن العشاء جاهز و قد وضعته فوق الطاولة .
فتجرها المرأة بعنف صارخة :"تعالي لكي أريك العشاء تمسكها من شعرها و تجرها إلى المطبخ صارخة:
" أنضري أين هو هذا العشاء ام انك طبختيه في أحلامك"تقول سحر متألمة :"أقسم لك اني وضعته هنا لا أعلم أين اختفى "
فترد عليها الأخرى و اللعاب يتطاير من فاهها :"كم أنك وقحة اين هو؟...أكله عفريت مثلا اليوم لن تنامي حتى تحضري العشاء و تغسلي الأواني و تنظفي المطبخ كاملا ...اتسمعينيي عندما أعود أريد أن أجد الأكل جاهزا ..."ثم جرت رجليه بصعوبة تاركة سحر ورائها و هي تصرخ: "متى يأتي اليوم الذي أتخلص فيه منك أيتها حقيرة ."جلست سحر في المطبخ تبكي و صوت شهقاتها يملأ المكان فمنذ ان توفى أبوها لم تعد ترى النور، عمتها "رقية" تضيقها المرار و تعاملها كأنها عبدة لديها، حتى أنها منعتها من الدراسة حين وصولها إلى صف التخرج و حطمت جميع أحلامها ، كانت مولعة باللغات و عشقت الانجليزية ، لكن عمتها حرمتها من كل شيء جميل في حياتها ، ناهيك عن زوج العمة "قاسم" ، ذلك العجوز البائس الذي لا يدع فرصة لكي يتحرش بها و يحاول التعدي عليها، كانت ترى فيه تلك النظرة الحيوانية التي تشع شرا و لطلالما اشمئزت منها و أصابتها بالغثيان.
أنت تقرأ
السحر الغامض
Romanceمقتبس: فقط لو أنه قتلها منذ البداية لكان مطمئما الآن ، سافر و ابتعد لوقت طويل ، لكن لعنته ترافقه أينما حل و قد حان وقت المواجهة ، لن يستمر في الفرار كالفأر ، عليه فك لغز سحر غامض قد ألقته عليه. ...ليرتاح من سواده ، أراد أن يأخد من نورها، لكنه عوض...