الجزء 4: لا مكان للضعفاء

21.8K 746 24
                                    


*في هذا العالم ، هنالك من اتخد سبيلا يخالف المبادئ الإنسانية ، تعددت الأسباب و لكن النتيجة واحدة ، وحوش لا تعرف الرحمة و حيث لا مكان للضعفاء.*

تتفحص  الزنزانة التي رميت فيها ، ضيقة جدا و باردة فيها سرير صغير يقع تحت نافذة لا تتسع إلا لخويطات شمس رقيقة ، ما الذي سيحدث لها ، كيف آل بها الحال إلى هنا ، هي ليست مجرمة، كلما في الأمر أنها صغيرة  متهورة لا تعلم شيئا عن هذا العالم الموحش،  تبكي حتى يغلبها العياء و تستلقي فوق السرير تحاول أن تنعم بقسط من الراحة ، تغمض عينيها تنزل دمعتان حارتان منهما ، بدأ بريقهما يبهت من كثرة الحزن ، فجأة ترى الحارسة تفتح باب الزنزانة و تقول:

"قومي الآن"
تكبلها و تمسكها لتمضي بها في الرواق الضيق حتى يصلا إلى مكتب فتدخلها عند الضابط و تخرج.
يقول بصرامة:

"اجلسي"
تجلس فوق كرسي يقع أمام المكتب :
الظابط :

"سوف تظلين هنا لبعض من الوقت لأنك لا تمتلكين أية وثائق قانونية"
لم تعد تستطيع التركيز على شيء ،تقول بشكل متقطع :

"لما، لماذا لم افعل  شيئا ، لا زلت قاصرا ،لم أتجاوز 17 سنة"
الظابط:

"كيف يمكننا معرفة ذلك ، ليس لديك شيء يثبت ما تقولينه، كما أنك لا تبدين صغيرة السن"
سحر فتاة ذات قوام جميل ، و مفاتن بارزة مما يجعلها تبدو أكبر من سنها و الضابط لا يصدق ما تقوله فرغم أن ملامحها توحي بالبراءة فهذا لا يعني أنه سيسمح لها بالخروج فإن ذلك سيكون تقصيرا في عمله.
يرفع السماعة و يطلب أن تحضر الشرطية لتأخدها
ثم يقول :

"سوف نفعل ما نقدر عليه لكي تستطيعي العودة إلى بلدك"
تدخل الشرطية و تمسك بسحر التي تصرخ مترجية :
" لا ، لا أرجوكم "
تمشي بها السجانة حتى تصلا إلى خارج المقر حيث توجد حافلة نقل المساجين ، تصعد  فتلقى نساء إذا لمحتهن وليت منهن فرارا ، منهن الواشمة و الصلعاء أخدت  تتأملهن و الرعب يتملكها ، لم تمر سوى بضع دقائق لتتوقف الحافلة و يفتح الباب فيتم إخراج السجينات و التوجه بهن نحو السجن المركزي
تدفعها الشرطية  أمامها و تمضي بها حتى يصلا إلى قاعة فيها عدة دشات
تصرخ إحدى السجانات:

"فلتخلعن ملابسكن"
لم تفهم  شيئا و لكن حينما لاحضت أن من معها يزلن ثيابهن قامت بذلك و أخدت دشا كالباقيات ، بعد ذلك طلب منها أن تلبس زي السجينات و تم أخدها إلى قاعة تقديم الطعام ، كل ما تفعله هو تقليد الأخريات ، عقلها لا يستوعب ما يحدث معها ، ما هي الجريمة التي ارتكبتها لكي ترمى في سجن كهذا مليء بالسفاحات و نسوة العصابات، سذاجتها و تهورها هما اللذان سببا لها هذا ، انتهى وقت الغذاء ثم ساقتها إلى الزنزانة

تظن أنها في كابوس و سينتهي قريبا ، يمر أسبوع و لا تزال في هذا السجن ، لا تعلم ما سيحصل لها ،لا تسلم من مضايقات السجينات الأخريات لها ، يحين
وقت الاستراحة و تخرج إلى الساحة ، تجلس في ركن محاولة تفادي الأخريات ، تلمح عيناها فتاة تراقبها بتمعن ، تفزع و تتوثر، تقترب منها ، يدها اليسرى مغطاة بوشم ملون ، شعرها الأشقر الناري يبرز خضار عينيها الحادتين ، تجلس بجانبها فتشتم سحر رائحة السيجارة التي تفوح من هذه الشقراء المخيفة ، تقترب من أذنها و تهمس :

"بووو"
تقفز  من مكانها فزعة ، فتنفجر الشقراء من الضحك و تقول:

" ماذا تفعل ساذجة مثلك هنا؟"

تبتسم و تضيف :

" انا مونيكا ، و أنت؟"
تنظر لها سحر و لا يزال الخوف متملكها:

"انا سحر"
تعيد الاسم ثم تضيف :

"أنت عربية أليس كذلك "
تجيب و قد ارتاحت قليلا:

"أجل ،أنا كذلك"
تدقق مونيكا في عيني سحر و ثثمتم قائلة:
"جيد ، تشرفنا"
تبتسم  لها منبهرة بنبرة كلامها

يا ناااس .. الحوار بالانجليزي...و قد ارتيأت أنه لا داعي لكتابته بتلك اللغة ...يعني من الأفضل أن تبقى الرواية كاملة بالعربي
صوتوا من فضلكم 😇

السحر الغامض حيث تعيش القصص. اكتشف الآن