الجزء 2: اندفاع نحو التغيير

29.4K 856 42
                                    

*يأس بعده فرحة من حيث لا ندري ، فقط اتخد الخطوة الأولى و اجرأ على التغيير و الباقي سيأتي لوحده ، الحياة تعطيك و تأخد منك ، فإن كنت ذكيا بما فيه الكفاية فاعلم أن ما ستأخد لن يقارن بما سيسلب منك، فستكون دائما الرابح، فقط اندفع و اترك المياه تأخد مجراها.*

كانت تجري وتجري و لا تعي  أين هي ذاهبة ، فقط تود الابتعاد ، تود الهروب ، كم ترغب في الاختفاء عن هذا المكان و حتى عن هذا العالم.

لم تعد رجلاها تقدر على الجري فبدأت تمشي في الزقاق الضيق المظلم  و قد بدأت قطرات المطر الباردة  تنهمر فوقها فلا تزيد الجمرة التي في قلبها إلا اشتعالا "يا إلاهي ما بال هذه الحياة قاسية علي هكذا لما لا يوجد لي يوم أرتاح فيه"، الدموع التي تنهمر على وجنتيها الورديتين تكاد لا تميز من قطرات المطر التي التصقت بوجهها الملائكي ، وهي تمشي محطمة الآمال و مكسورة الجوانح يظهر أمامها مجموعة من الرجال السكارى .
يقول الأول مترنحا:" يا أخي لم أكن أظن أني حين سأسكر سأرى الملائكة "
فيجيب  الثاني   : "هذا الملاك لي أنا "
يقول الثالت مقاطعا : "ماذا بل هي لي أنا "
يتدخل الرابع صارخا: "اصمتو أنا لدي الحل ، آخدها أنا أولا و من تم أمررها لكم "
اندلع شجار بين السكارى و تسنت لها فرصة للفرار
تجري و تجري محاولة الهروب من كل شيء ، الهروب من هذا العالم الذي لطالما كان ظالما لها ، الهروب من نفسها التي لم تعد تطيقها ، هذه النفس الضعيفة  التي استطاع أن يحطمها الزمن دون أن تقاومه ، تجري و تجري إلى أن يغلبها العياء و تجد نفسها أمام البحر هذا الشاطئ الذي كانت لها فيه ذكريات جميلة

عودة إلى الماضي
Flash back :

:"سحر تعالي إلى هنا :
سحر الصغيرة ضاحكة: "أبي أنظر ماذا وجدت، هذه الصدفة الصغيرة ،هل هي جميلة؟"
الأب: :نعم يا عزيزتي جميلة مثلك"
سحر: "عندما تعود ماما سأهديها لها"
الأب و ملامح الاستياء بادية على وجهه :" حسن يا عزيزتي "
سحر: "هيا لنلعب الكرة "
الأب ضاحكا : "ستربحيني مثل كل مرة "
سحر :" لأني بارعة"

عودة للحاضر:

ما بال هاذا الشاطئ صار كئيبا ، وقفت تتأمل البحر، ياليتها تستطيع أن تقطعه و تصل بلادا لا يعرفها فيها أحد و هي غارقة في أفكارها تلمح عيناها ضوءا خافتا في الشاطئ ، تتجه نحوه كلما اقتربت كلما توضحت الصورة أكثر ، توجد مجموعة من الناس يقفون في الظلام و كل ما يرى منهم هيئاتهم على ضوء القمر الباهت ،  فجأة بدأت الهياكل تتحرم نحوها و صوت أحدهم :
" أنتِ، لماذا تأخرتِ، قلنا الاجتماع عند العاشرة".
حاولت الهروب مجددا لكن لم تستطع التحرك قبل أن تجد يدا تمسكها من رسغها و يظهر وجه شاب يبدو في العشرينات من عمره، عينان سودواتان و لحية خفيفة ، هيئته هزيلة و ثيابه تبدو رثة ، ليقول :
" أنا أكلمكِ أنت ، لما لا تجيبين"
ظلت تنظر له في هلع ، قبل أن تحضر فتاة أخرى ، ذات هيئة صلبة ، تضع ملابس رجالية ، شعرها قصير،و ملامحها خشنة بعض الشيء ، قالت بصوت حاد:
"هل هي صماء أم ماذا؟"
ظهر من الأفق ،فتى يبدو في سن المراهقة ، ليقف إلى جانبهم و يقول:
"ماذا الآن ألدينا صفقة أم لا؟:
لتقف هي بينهم كالبهلاء لا تفهم شيئا ، ليحدتثها الفتى :
" أأنت الفتاة التي ترغب في الهجرة معهم؟"
ناظرتهم لثوان و ازدردت ريقها قبل أن تجيب في صوت شبه مسموع :
" نعم"
"حسن جيدا ، قلنا 10 آلاف ..."قاطعه الشاب :" بلى 8 فحسب"
تكشرت ملامح الفتى مجيبا:" لن يرغب الرئيس في ذلك ، و أنت تعلم يا يحيى أنه بإمكانه إحضار أي أحد آخر يدفع المال كاملا"

"اللعنة ،لا أملك سوى ثمانية"
لتمتم سحر :
:"أنا لدي المال الكافي لكلينا ".

تشوشت الوجوه مراقبة إياها قبل أن يجيب الفتى :
" حسنا، أحضروا المال غدا عند العاشرة   و ننطلق عند الثانية ..."

كاد أن يغادر قبل أن يستدير موجها كلامه لسحر:
" و لا تتأخري مجددا يا فتاة.."

ثم انطلقت الفتاة بعده محيية يحيى ، ليتبقى سحر و الشاب يحيى يناظران بعضهما ، ليصلها صوته متسائلا:
" لست الفتاة التي كلمتها في الهاتف ، أليس كذلك؟"
أجابته بإيماءة نافية.

"أحقا معك المال؟.."

أخدت تتأفف و تجيب بتمتمة:" نعم .. لكنه في خزنة بالبنك... و لست أحمل معي بطاقتي لكي أخرجه.."

" أحضريها غدا و نذهب لإخراج المال ..".
ناظرته في عيون دامعة و قالت:" أنت لا تفهم.. لا يمكنني إحضارها ... تركتها في بيت العمة ... و هي... طردتني ... اليوم..."
لم تستطع أن تكمل جملتها قبل أن تنهار أرضا باكية .

"فقط توقفي عن البكاء ... ستحصلين عليها..ليس لديك مكان تذهبين إليه أليس كذلك...".
أجابت متنهدة :" لا ليس لدي..."

"حسن ستذهبين معي إلى غرفتي الليلة..."

رمقته بنظرة رافضة لتقف محاولة تركه ، ليمسكها من رسغها بلطف قائلا:
" توقفي .. أنت لن تصمدي الليلة في الخلاء... لا تخافي ...لست همجيا... فقط ربما أشكرك عن دفعك للمال لي غدا ...".

وافقت بعد تردد ، بعد أن أبان يحيى عن حسن نيته و رغم ذلك ظلت حذرة طيلة الطريق إلى أن وصلا إلى الغرفة التي يسكن بها.

غرفة على السطح، المكان مهترئ، فيه كنبة واحدة ، أدارت سحر نظرها في المكان ، ليقول يحيى:
" المكان متواضع.. ستنامين على الكنبة ... و أن سأستند الحائط.."
بدت عليها ملامح القلق    ليتم كلامه:
"أنا معتاد على الأمر... تبدين جائعة...اجلسي هنا لأعد لك بعض الأكل.. "

بعد أن وضع لها البيض المقلي و بعض الثياب قائلا
:" ضعي هذه الثياب الدافئة.. سأغادر الآن و أعود فيما بعد... خودي راحتك.."
التهمت الطعام  بسرعة لشدة جوعها و بدلت ثيابها ،  ثم رمت نفسها على الكنبة تراقب السقف الذي بدا أسود اللون من كثرة الخز .غرقت في بحر من السواد من شدة عيائها و الألم الذي تشعر به في كامل جسدها.


ترقبوا المزيد من التوضيحات و الأحداث في البارت القادم
لا تنسوا التصوييت 😍💪

السحر الغامض حيث تعيش القصص. اكتشف الآن