الجزء 3:سجينة

24.7K 829 40
                                    

*الظلم أسوء ما قد يتعرض له المرء ، لا يصمت عن ذلك أبدا ، لكن ماذا إن لم يكن باليد الحيلة ؟ *

تمكن يحيى من الحصول على المال مقتحما بيت العمة و هرب في منتصف الليل ، لتجد سحر نفسها في تلك الليلة تضع السترة و تصعد مع الآخرين محاولة تفادي نظراتهم يتبعهم الفتى جابر و يحرك القارب ثم ينطلقون و الجميع يعرف إلى أين يتجهون ما عدا سحر التي لا تعلم كيف وصل بها الأمر إلى هنا أصلا ، في قارب صغير مع مجموعة مهاجرين غير شرعيين متجهة نحو المجهول .

البرد قارس ، و الظلام دامس ، لا يسمع إلا صوت المحرك و القارب يخترق أمواج البحر ، يهمس لسحر صوت في أذنها قائلا : "شكرا لك"
تدير رأسها مجيبة : " لا داعي للشكر"
الشاب:"أنا يحيى ، و أنت؟"
تجيب مرتجفة من البرد : "سحر"
يحيى:" يبدو أن ما تلبسينه لا يحميك من لسعات البرد "
سحر:"نعم"
يحيى :"عانقيني، إذن"
سحر مستغربة :"ماذا؟"
يحيى:"قلت لك عانقيني حتى تدفئي قليلا ، لا تخافي لن آكلك"
تعانقه مترددة فليس لها خيار آخر تكاد تموت من البرد ، إحساس بالدفئ اقتحم أضلاعها و لكنه لا يشبه ذلك الذي أحسته حين كانت تعانق أباها و هو على فراش الموت
عودة إلى الماضي:
Flash back:

تقول باكية: " بابا لما تقول هذا أنا أريدك أن تبقى معي ، أنا أحتاج إليك"
الأب و علامات المرض تبدو جلية على ملامحه : " لا يا ابنتي ، إن لحظة موتي قد اقتربت و أريد أن أكون قد اطمأننت عليك و لو قليلا قبل ذلك، خدي ذاك المال لأنك ستحتاجينه و لا تخبري أحدا بالأمر ، خبئيه في مكان لن يعرفه أحد غيرك و استعمليه حيت تحتاجينه ، أتفهميني يا سحر ، عديني أنك ستفعلين ذلك "
سحر و الدموع تأبى أن تجف من عيناها : " أعدك أبي أعدك "
الأب : " تعالي يا عزيزتي ، تعالي إلى حضني "
ترتمي بين ذراعيه محاولة طمأنة نفسها أن لا شيء سيحدث لأبيها

End flash back

"سحر ، سحر ، قومي هيا لقد وصلنا"
تستيقظ من نومها فزعة ،
يحيى: " هيا أسرعي قبل أن تحضر الشرطة ، يجب أن ندخل الغابة "
يهبط الجميع من القارب و معهم سحر تابعة يحيى تجري خلفه و هي لا تعلم إلى أين يتوجهون يدخلون غابة كثيفة ، الكل يسرع إلى الأمام ، فجأة تملأ الغابة أصوات نبيح الكلاب و أضواء بيضاء تقترب منهم
جابر: " هيا أسرعوا ، اللعنة لقد كشفنا"
فجأة ، يظهر أمامهم مجموعة من رجال الشرطة، يستدير البعض محاولا العودة و لكن تلقاهم مجموعة أخرى، يصرخ شرطي قائلا:
"هيا لينبطح الجميع أرضا "
تنزل أرضا، يغمرها الرعب ، أسئلة عديدة تتراكم في ذهنها، ما هذا؟ ، ما الذي يحدث ؟، أين هي ؟، للحضة تلعن نفسها على تهورها و صعودها القارب دون أن تسأل إلى أين يتجه ، يرفعها شرطي و يكبل يديها و يدفعها أمامه صارخا:

"تحركي"
يصعد الكل في شاحنة و معهم شرطيون ، يداها لا تكفان عن الارتجاف من شدة الخوف ، تشعر بالجوع و العطش ، لا تعلم أين هي أو ماذا سيحصل لها، تتوقف الشاحنة و يجبر الشرطيون الكل على النزول منها يدخلنهوم المقر، يجلس الجميع فوق الكراسى الموضوعة في قاعة للاستقبال منتظرين دورهم ليتم تفتيشهم و مراقبة أوراقهم القانونية ، جلس يحيى بجانبها ،سألته و الخوف ظاهر في عينيها الساحرتين:
"ما الذي يجري هنا يا يحيى ، لما أمسكوا بنا"
يحيى غاضبا:" سيفتشوننا و يتأكدون من أوراقنا ثم يضعوننا في مركب و يعيدوننا إلى بلدنا ، اللعنة ، ضاع مني كل شيء"
سحر: " ماذا؟ ماذا تعني بأوراقنا ؟ أنا ليس معي أية أوراق"
يحيى:" أليس معك جواز سفر؟"
سحر:"لا"
 اا ليس لدي"
يحيى صارخا: " ماذا؟ أجننت يا فتاة ؟"
يتدخل الشرطي مقاطعا إياهما:

"أنتما اصمتا "
تنزل رأسها أرضا و الدموع تنهمر من عينيها، ما هذه المُصيبة التي أوقعت نفسها فيها، فيما كانت تفكر حين قررت صعود المركب
يحين دورها و تدخل غرفة صغيرة فيها طاولة و كرسيان ، أحدهما يجلس فوقه رجل في الأربعينات ، قوي البنية ، عيناه الحادتان تتفحصانها و بجانبه يقف شرطي ضخم البنية
الظابط:

"اجلسي"

الظابط موجها كلامه للشرطي:

"فتش حقيبتها"
يبحث الشرطي في الحقيبة فلا يجد سوى بعض الثياب و المال فيقول :

"سيدي ليس لديها وثائق"
الظابط مستغربا :

"أين هي أوراقك؟"

سحر:

"ليس لدي أي أوراق"
الظابط:

"حسن إذن، أخبريني من أنت و كم عمرك و كيف وصلت إلى هنا ؟"

"اسمي سحر ..."

تحكي للظابط كل شيء عنها ، ينظر لها هذا الأخير مطولا ثم يقول للشرطي:

"اعتقلها حتى نبحث في أمرها"
تقاطعه بترج:

"أرجوك ، أخبرني أين أنا؟"
ضحك الظابط قائلا:

"انت في مركز الشرطة في ملاغا الاسبانية"
تقول و الصدمة بادية على ملامحها:
"ماذا؟!"
يمسك الشرطي بها، يخرجها و يجرها ذاهبا بها إلى مكان لم يأخد إليه من كانوا قبلها ، تصرخ هذه الأخيرة باكية : " إلى أين تذهب بي ؟ أخبرني أرجوك"

يصرخ بها الشرطي قائلا :

"اصمتي"
يمر في رواق ضيق أضواؤه باهتة من أبواب عدة حتى يصل إلى باب تقف أمامه امرأة يبدو من ملابسها أنها شرطية كذلك
الشرطي:

"ضعيها في الحجز المؤقت "
الشرطية:
"حسن ،سيدي"
سحر التي تكاد أن تموت من الرعب تقول مرتجفة:

"أرجوك دعني أذهب ، أنا لم أفعل شيئا "
تمسكها السجانة و تمضي بها تفك لها الأصداف و ترميها في زنزانة
لا تصدق ما يحدث لها ،تصرخ بكامل قوتها:
"أرجوكم أخرجوني من هنا ، أنا لم أفعل شيئا، أقسم لكم "

هنا الحوار بالاسباني لان سحر من دولة في شمال افريقيا فيها الاسبانية لغة متداولة و أغلبية الناس يفهمونها و يستطيعون التحدث (لا داعي لذكر اسمها)
المزيد من الأحداث في الأجزاء القادمة 😀
لا تنسوا التصوييت إذا رأيتم أن الروااية تستحق😇

السحر الغامض حيث تعيش القصص. اكتشف الآن