الجزء 21: صحوة الوحش

11.7K 467 74
                                    

*سينتهي كل شيء قريبا، و كل هذا العذاب سيصير مجرد ذكرى ، يوما ما ستتفتح زهور أرواحنا من جديد مستقبلة الحياة بصدر رحب ، يوما ما سيكون كل شيء على ما يرام.*

................................

تجلس بجانبه في سيارته التي تتجه بها نحو المجهول،  هو ينظر لها في كل مرة، غير مصدق أنها بجانبه ، لم يظن يوما أنه سيلقاها ، لكنه فعل ، و أخيرا أرقه سيعالج لوجودها بجانبه ، فمنذ أن تركها في ذلك السجن لم يغفو له جفن، هي التي أنقذته من عيشته البائسة ، و كل ما فعله هو أن تخلى عنها بكل سهولة ، يتوقف عند منزل مهجور ، و يقول بابتسامة:
" هيا انزلي...لقد وصلنا ..."
تقابله بنظرات حاقدة ، و تهمس قائلة:
" كل شيء سيظهر في الأخير يا خائن..."
يجيبها ببرود:
" ..نعم معك حق...لكن عليك أن تحمدي ربك..لأنك ستكونين معي...مع الجهة الرابحة..."
يدخل بها المكان الخالي ممسكا ذراعيها ، لتقف حين تلمح عيناها تلك الواقفة بتفاخر ، ابتسامة رضا تعبر عن فرحة بانتصارها ، تقول بخبث:
" مرحبا بعودتك  .."
غضب يعتريها يدفعها لتبسق أمامها و تقول بكره :
" لم آت حبا فيك ..."
تبتسم الأخرى بإعجاب مردفة:
" جميل..إن مكوثك معه قد أعطى نتيجة ...لقد أعجبني تحولك هذا.."
يمسك بها يحيى بقوة حين يلحظ  محاولتها للهجوم على مونيكا ، فتصرخ به قائلة:
" دعني..دعني ..."
لكن كلماتها تتقطع حين انهمار دموعها، مهما حاولت أن تدعي القوة ، فإن الجانب الضعيف الطاغي فيها يمنعها من تحقيق مبتغاها، أو بالأحرى الدفاع عن نفسها و حسب.
تقول مونيكا متوجهة  ليحيى:
" حسن كما اتفقنا هو الآن لم يعد لديه شيء .....كل ما عليك عمله ..تشييد جنازته.."
تنتفض سحر لكلامها ، لتقول صارخة:
" ماذا...لقد وعدتني...وعدتني أنك ستحرص على سلامته..."
يردف الآخر بهدوء:
"...حسن...لن أفي بوعدي..."
يقول كلمته ، ليحمل مسدسه الذهبي بخفة ، و يوجهه لمونيكا ، فتسقط قتيلة إثر رصاصة تخترق قلبها ، ثم يقول:
" كما أني لا ألتزم باتفاقاتي..."

تصرخ بوجع و صدمة لما تراه ، تنظر له بعيون جاحظة قبل أن تثلعثم قائلة:
" ما الذي فعلته...؟"
يمسكها من رسغها و يجرها و رائه، يركبها السيارة و ينطلق بأقصى سرعة، فتمضي دقائق و هي جالسة بجانبه في وضعية جمود قبل أن تعود للتحديق فيه بألم، و تهمس محاولة استيعاب ما حدث للتو:
" ...لما فعلت ذلك...يا لك من..."
فيقاطعها صارخا:
"...اصمتي وحسب ...عليك أن تشكريني ....."
يزفر بقوة محاولا تهدأة نفسه ، يعاود النظر لها ليبتسم قائلا:
"....سأقتلهم جميعا .... سنبقى أنا و أنت فحسب..."

تنظر له بدورها بفزع، فتتمنى لو كان كل هذا مجرد كابوس ، لو تستيقظ لتجد نفسها بين أحضان حبيبها،
ذلك الذي تركته على أمل أن تخليها عنه سيجعلهم يمتنعون عن اغتياله ، دمعة حارة  تسلك طريقا عبر وجنتها حين تشعر بانحراف السيارة عن المسار الصحيح ، لتخترق صرخته مسامعها و هم يهوون عن حافة الجبل.

*****************
في المشفى

:" أخي...أهلا بعودتك....لقد كدت أموت قلقا..."
ينتفض من مكانه محاولا النهوض، لتقول ديانا باكية:
" ...لا ..فلاد...عليك أن ترتاح..."
ينتزع بقوة أسلاك الأجهزة الطبية متجاهلا كلامها و يصرخ بقوة :
" اللعنة.."
يستقيم في وقفته بصعوبة، لتدخل الممرضة مسرعة و تقول:
" ...سيدي...لقد أفقت لتوك من عملية خطرة...عليك أن ترتاح..."
يمر من أمامها ...حين يدخل أحد رجاله ...يقول صارخا به و قد برزت عروقه لشدة عصبيته:
"....أين يحيى..."
يجيب الآخر بثلعثم :
" ...لا أعلم....لقد كان هنا في الصباح الباكر...لكنه غادر و معه تلك الفتاة..."
يمسك الرجل المسكين من عنقه ..خانقا إياه .. و يردف لتصطك أسنانه من غضبه:
" اللعنة عليكم جميعا....لا تصلحون لشيء..."
يتركه و يعود ليغير ملابسه ،  و يأخد مسدسه من أحد أتباعه الذين حضروا ليوصيهم بالاعتناء بأخته و إيصالها القصر سالمة، في حين ينطلق باحثا عن الخائن ، لقد علم بكونه جاسوسا لدى مونيكا قبل أن تتدهور حالته، لعن جسده الذي صار ضعيفا بسبب المرض ، و لعن تفكيره المتحجر ، فقد ظن أنه قوي كفاية لمجابهته دون علاج ، لكن السقم قد أثر عليه ، فجعله قليل التركيز ليتمكنوا من خداعه بسهولة،  الآن عليه أن يدفع ثمن تهاونه ، قد يخسر كل شيء بسبب ذلك ، و لكن خسارتها هي  أمر سيحطمه تماما ، لن يسمح لهم بأخدها منه ، مهما كلفه الأمر ، سيجدها و يجدهم و لن يرحم منهم أحدا.

******************

داخل السيارة المحطمة، تفتح عيناها بصعوبة ، صداع شديد يجعلها تتأوه بألم ، الرؤية مشوشة ، بالكاد تلمح يديها اللذان تغطيهما الدماء ، و تنظر من حولها محاولة تذكر ما حصل ، لتجد نفسها وحيدة ، أنفاسها متقطعة ، كل جسدها يوجعها، تحاول التحرك لكنها لا تقدر ، تسمع خطوات تقترب منها و صوت صرخات نسائية " يا إلاهي" ، لتستسلم بعدها لنوم  يريحها من أوجاعها.

***************

سيارات مرسيديس سوداء تخترق جبال هوكيفارا السويدية ، تاركين ورائهم هلعا شديدا بين سكان بلدة كيرونا ، صار واضحا أن الذئب الروسي قد عاد ، و أنه لن يكون من السهل تهدأته  ، فمتى قرر الذئب الهجوم  فإنه لن يتوقف حتى يحصل على فريسته ، ناره لن تخمد إلا عندما يرى جثثهم مشوهة أمامه ، فالوحش قد استيقظ من سباته الطويل ، و سيخلف وراءه خرابا هائلا، صورتها المشوشة  و هي تجثو بجانبه باكية لا تفارق خياله ، و قد حصل على الدافع لينحي الجميع ، يتوقف الموكب عند المنزل ،و يدخل فتظهر خيبة على ملامحه حين يلمحها غارقة في دمها لكن ذلك لم يمنعه من تعبئة جثثها بالرصاص ، و يعود ليكمل طريقه ، حرارة الغيظ تمنعه من الردوخ للألم الذي يكتسح جسمه ، لن ينهار مجددا ، فقط سيكافح إلى أن يأخد بثأره و يسترجع ما يخصه.

يتوقف الموكب  من جديد  لانقطاع الطريق بسبب سيارة الإسعاف و الشرطة، لتتجحر عيناه حينما يراها على الناقلة مغطاة بالدماء، فيتجه نحوها مندفعا ، ليتوقف به الزمن و هو يبحلق في جسدها الهامد .....

*المافيا عالم لا يصمد فيه إلا الوحوش، فإذا دخلته روح بريئة ،فإنها إما تصير ضارية ،أو تهلك بكل بساطة.*
.......................................

مرحبا❤❤...اتمنى ان يعجبكم هذا الجزء...و تتشوقون للمزيد....انا اعلم انو الأجزاء قصيرة بعض الشيء...لكني ما اقدر أطول في ذكر بعض التفاصيل الي ممكن ترجع الرواية مملة كما  أني أترك بعض الأشياء غامضة حتى يكون في تشويق للأجزاء القادمة..

ما في داعي أحثكم على التصويت و انا ما أحب أضع شروط لكي أكمل...لكن  من أعجبه ما أكتب فليصوت و من لم يعجبه فليصوت 😂😂💕

السحر الغامض حيث تعيش القصص. اكتشف الآن