الشاليه

220 4 1
                                    

تحذير : ممنوع قراءة اي تعاويذ بصوت عالي او سماعها بصوت عالي انا مش مسئولة عن اي حاجة هتحصل...


أنا حسام .. طالب فى كلية الألسن .. يوم السبت الموافق 1 ديسمبر روحت أنا والشلة بتاعتى لشاليه كدا فى شرم الشيخ عشان واحد من شلتى خطيبته عملت حادثة وماتت وكانت حالته وحشة  فقررنا كلنا نروح هناك عشان يغير جو وينسى ..على أمل إنه هينسى .. أو على أمل إننا كلنا هنرتاح! والشلة بتاعتى دى - اللى مكونة من أربع طلاب واللى هم: أحمد, وعلى, وملك, ومى-  كانوا شلة مجانين بجد ولكننا كنا متفوقين جداً فى الدراسة, ومع ذلك كنا بنعشق المغامرة.
النهاردة السبت وأنا والشلة اتجمعنا وركبنا العربية بتاعت "على" وروحنا الشاليه اللى المفروض إنه بتاع واحد زميلنا خامس بس هو ماقدرش ييجى عشان حصلتله ظروف إحنا مانعرفهاش ولكنه اعتذر وقال أنا مش هقدر أروح بس المفاتيح بتاعت الشاليه أهى وقضوا وقتكم واستمتعوا بقى .. وبالفعل ركبنا العربية كلنا واتحركنا من القاهرة وبعد رحلة مش هقول صعبة بس متعبة إلى حدٍ ما وصلنا الشاليه.
دخلنا الشاليه وطبعاً حطينا الشنط والأكل والشرب وكل دا وبعدها بدأنا رحلة ترتيب الشنط ونفتحها ونحط كل حاجة فى مكانها, وكل واحد فينا اختار أوضة من أوض الشاليه تبقى ليه هو لوحده .. والأوض كانت كالتالى: الدور الأول مافيهوش ولا أوضة  لكنه كان عبارة عن صالة أو زى مابيقولوا ريسبشن كبير أوى وفيه المطبخ والحمام العام والدور التانى عبارة عن أربع أوض والدور التالت فيه أربع أوض زى الدور التانى بالظبط, ولكن الدور التالت كل الأوض كانت مفتوحة عادى ماعدا أوضة واحدة حاولنا نفتحها للفضول مش أكتر لكنها مااتفتحتش .. طبعاً إحنا لو فى أى وقت تانى كنا كسرنا الباب وحاولنا إرضاء فضولنا لكننا ماحاولناش نعمل كدا, ودا لأننا فى شاليه مش بتاعنا وكمان الحالة الحزينة اللى كانت متقمصة "أحمد" بسبب خطيبته –الله يرحمها- خلتنا مانحسش بأى نوع من الفضول, بل كلنا كنا فى حالة فتور غريبة!
النهاردة الأحد والجو بيدل على أمطار وبرق ورعد واحتمال نواة كمان , ماهو أصلنا فى الشتاء بقى .. اليوم دا مش فاكر إننا عملنا فيه حاجة ولا حتى قعدنا على الشاطئ نستمتع بالشمس لأنه كان يوم مغيم ومافيهوش شمس من الأساس. بعد مااتعشينا وكانت الساعة 12 بليل قررنا إننا ندخل ننام .. كل واحد دخل الأوضة بتاعته عادى جداً .. الدور التانى والأوضة رقم 1 بالتحديد فيها "مى" والأوضة رقم 2 فيها "ملك" والأوضة رقم 3 فيها "أحمد" والأوضة رقم 4 فيها "على" والدور التالت الأوضة رقم 3 فيها أنا لأن الأوضة رقم 1 كانت مقفولة زى ماقلت قبل كدا والأوضتين التانيين ماكانش فيهم شبابيك واستحالة أنام فيهم .. طبعاً الموضوع مرعب وغريب إنهم كلهم يناموا فى دور وأنا فى دور فاضى مافيهوش حد, لكنى عملت نفسى شجيع السيما بقى وقلت وإيه يعنى؟ هيحصل إيه؟ مش هيطلعلى أبو رجل مسلوخة يعنى وياكولنى! وبعدين هيحصل إيه ماهو الشاليه مليان ناس .. المهم طلعت الدور التالت ودخلت الأوضة ورميت الموبايل بتاعى على كرسى كان جمب الباب ونمت على السرير نوم عميق وكأنى بقالى سنة مانمتش ..
دلوقتى الساعة 3 صباحاً والشاليه كله ضلمة. أنا فاكر إنى لما طلعت الأوضة كانوا كلهم نايمين والأوض ضلمة آه لكن مش الشاليه كله يعنى! أنا بصراحة اتخضيت وقمت مفزوع وروحت للباب وأنا بلمس كل حاجة قدامى عشان أقدر أوصل للموبايل وأشغل الكشاف لكن الموبايل نفسه كشف عن مكانه فى الضلمة لوحده. لاقيته فجأة بينور وبيطفى .. أكيد حد بيتصل, أومال يعنى الموبايل بينور ويطفى لوحده ليه؟ أنا تابعت الضوء و بالفعل وصلت للموبايل ولاقيت فعلاً فى رقم غريب بيرن .. أنا فتحت لكن ماحدش رد .. قفلت الموبايل لكنه رن تانى والحمدلله إنه كان صامت لأنه لو كان مش صامت كنت اترعبت من صوته فى الضلمة دى. فتحت ورديت وقلت : ألو. ماحدش رد .. سكت وقلت تانى: ألو. بردو ماحدش بيرد لكنى حاسس إن فى حد بيتنفس فى التليفون . بس قفلت. بعدها على طول لاقيت نفس الرقم باعتلى رسالة. الرسالة كانت غريبة, كل المكتوب كان عبارة عن جملة واحدة وأربع أرقام, والنص كان كالتالى:" اهرب ياحسام قبل فوات الأوان! 2341" طبعاً أنا مافهمتش حاجة وقلت إيه الجنان دا؟ وإيه الرقم الغريب دا؟ دا لوهلة تحسه رقم غرفة من غرف الفنادق أو رقم أى مسابقة من المسابقات العجيبة اللى فى التليفزيون لكن أنا بصيت للرقم وتأملته ولاقيت إن الأرقام نفس أرقام الأوض بتاعتنا ولكن مش بالترتيب. مش عارف ليه فكرت فى الفكرة دى ولكنى فتحت الكشاف ونزلت الدور التانى .
الطبيعى لما يكون معاك حد فى الشاليه هتلاقيهم صحيوا بسبب النور اللى اتطفا فجأة والأصوات اللى هديت فجأة, لكن اللى حصل إنى نزلت ولاقيت الدنيا هادية أكتر من اللازم وكمان الأغرب من كل دا إنى نزلت مالاقتش حد فى الدور التانى نهائى!
دورت أوضة أوضة وأنادى عليهم بس الأبواب كانت مفتوحة كلها ولما دخلت الأوض مالاقتش حد نهائى! قلت يمكن فى الدور الأرضى, وبالفعل نزلت مالاقتش حد بردو. دورت فى المطبخ والحمام وفى كل حتة فى الشاليه مالاقتهومش. إيه بقى التهريج دا؟ هم بيعملوا فيا مقلب ولا إيه؟ أنا عارفهم بيعشقوا المقالب, بس إحنا هنا عشان "أحمد" والكل حزين بسبب خطيبته يعنى مافيش فرصة إن حد يعمل فى حد مقلب سخيف زى دا. أنا قررت أخرج برا أشوف فى إيه, وبالفعل خرجت ومالاقتش حد. كأن الشاليه بالقرية نفسها اختفوا فجأة! طب هنفترض إن أصحابى فجأة لوحدهم خرجوا كلهم وماقالوش ولاصحونى, ونفترض إن الناس نايمة فى الشاليهات, ونفترض كمان إنى أنا لوحدى فى الشاليه, لكن على الأقل هيبقى فى نور هنا أو هناك أو فى حد سهران يعمل حاجة لكنى أنا حسيت إنى فى الصحرا .. لا نور ولاناس ولا حتى حيوان لدرجة إنى حسيت الأسماك اللى فى البحر نفسها هاجرت فجأة هيا كمان!
فضلت أدور وأدور على أصحابى ولكن يظهر إنهم بجد اختفوا, عشان كدا اتصلت  بأرقامهم ومالاقتش أى تليفون مفتوح, كل مااتصل بتليفون حد فيهم يقولى الموبايل مغلق. طب وبعدين؟ أنا سكت وقعدت على الرملة وتأملت الضلمة والصحرا اللى حواليا, بس فجأة النور جيه. قمت جريت على الشاليه وقبل ماأدخله لاقيت ولد وبنت بيلعبوا تنس! مش الغريب إن الناس يلعبوا تنس الساعة 3 ونص الفجر بس الغريب إنهم يظهروا فجأة ومن شوية فى الضلمة ماكانش فى حد نهائى! أنا زى مابنقول كدا طنشتهم ودخلت الشاليه وطلعت فوق الدور التانى وأنا عايز أفهم فى إيه. دخلت الشاليه وطلعت الدور التانى ولكنى لاقيت كل الأوض مقفولة ماعدا أوضة واحدة ... كانت الأوضة رقم 2 اللى نايمة فيها "ملك" .. بصراحة اتكسفت وأحرجت إنى أبص عشان دى بنت وعيب أبص على الأوضة  بتاعتها ولكنى اتنحنحت بصوت عالى عشان تسمعنى ولكن واضح إن الأوضة كانت فاضية, بس الأوض التانية كانت مقفولة كلها .. روحت لأوضة "أحمد" وخبط على الباب وبعد شوية سمعته بيقول بصوت واحد نايم وقايم من النوم غصب عنه: إيه؟ فى إيه؟ مين الرخم اللى بيخبط تانى دلوقتى؟ .. وفتح الباب, لاقيته بصلى وقالى: عايز إيه؟ هو أنت كل شوية هتجيلى وتخبط؟ أيوة عارف إنك جبان وبتخاف بس ماحدش قالك أعمل فيها شجيع السيما وبات فى الدور كله لوحدك! .. سمعت كلامه وأنا فى قمة الذهول .. أنا مش فاهم حاجة. هو بيتكلم عن إيه؟ أنا كنت من شوية برا وهم اللى ماكانوش هنا وأنا اللى المفروض أزعق وأتكلم وهو جاى يقولى كلام مش مفهوم وبعدين إيه حكاية إنى خايف أنام لوحدى وإنى خبط أكتر من مرة دى؟ أنا أول مرة أخبط دلوقتى. بصتله وقلتله: أنت ياابنى اتجننت؟ أنا من شوية قمت ومالاقتش حد فى الشاليه وتقريباً القرية كلها اختفت فجأة والنور كان قاطع فى كل القرية ولما جيه لاقيتكم هنا. أنت بقى تفسرلى دا بإيه؟ .. لاقيته استغرب وقال: أنا مااتنقلتش من السرير والنور ماقطعش لأن "على" فضل سهران طول الليل ولسة داخل ينام من خمس دقايق عشان حضرتك من الساعة 1 لغاية الساعة 3 وأنت كل شوية تخبط على بابى وتقولى فى راجل فوق مش راضى يمشى .. أنا طلعت ومالاقتش حاجة ولكن أنت خبط على بابى 8 مرات وقلتلى فى راجل فوق ومش عايز يمشى.
أنا كنت متنرفذ ومتعصب أكتر من اندهاشى بكلامه وقلتله: أنت بتستهبل؟ يعنى إيه بخبط وأقول لك فى راجل فوق؟ هو أنا عيل صغير؟ ..
لاقيته أخدنى من إيدى وراح لأوضة "على" وخبط  على الباب ولاقيت "على" فتح وقال: طبعاً! ماهى هيا ليلة مش فايتة ياحسام! ها؟ الراجل عمل إيه المرة دى؟ .. بصتلهم وكنت حاسس إنى بجد هقتلهم هم الأتنين بسبب معاملة السخرية والتهكم اللى فى عيونهم وفى نبرة صوتهم  .. سبت إيد أحمد بعنف وقلتله أوعى .. بصلى بإستغراب وقال: فى إيه؟ أنا عملتلك إيه؟
لكن أنا ماردتش لأنى كنت مركز فى حاجة تانية تماماً. كنت مركز فى أوضة "ملك" .. الأوضة كانت غريبة .. كانت فاضية وأنا ماكنتش فاهم ليه فجأة حسيت بخوف رهيب وأنا ببص عليها.
دخلت الأوضة وناديتها وقلت: ياملك .. وماحدش رد .. ناديت تانى وتالت ولاقيت "مى" فتحت ودخلت عند ملك هيا كمان ووراها "على" و"أحمد" وكلهم مستغربين.
لاقيت "مى" بصت لأحمد وقالت له: فين ملك؟ أنت قلت إنها آخر واحدة قفلت الباب ونامت .
"أحمد" بص لها وقالها: هيا آخر واحدة دخلت تنام لأنها قالت هتتفرج على فيلم رعب وهتنام بس اتضح إن "على" دخل أوضته ومانامش و"حسام" هنا فضل صاحى طول الليل وصحانا معاه الله يجازيه. 
اتفقنا إننا هنتفرق وندور عليها لأننا لما اتصلنا بيها موبايلها كان غير متاح . وبالفعل دورنا فى كل حتة فى الشاليه ومافيش حد رد علينا ومالاقينهاش نهائى ولا جوا ولا برا الشاليه. أنا مش عارف ليه حاجة جوايا قالتلى ارجع أوضتها تانى. وبالفعل رجعتها ولما رجعت لاقيتها أوضة عادية جداً. اللى ماكانش عادى كان مراية كبيرة متعلقة على الحيط. الغريب مش إنها مراية وكبيرة وقدام السرير يعنى تجنن اللى قدامها , لكن الغريب كان الزخارف والنقوش اللى حواليها. كانت الزخارف على شكل تعابين وأشكال جماجم غريبة ونقوش لحروف لغة غريبة. بصيت وركزت فيها أوى ومافهمتش أى حاجة فاسبت الأوضة ومشيت . بعدها لاقيت "أحمد" رجع وبيقولى : وبعدين؟ دى كأن الأرض انشقت وبلعتها!
فضلنا سهرانين لغاية الصبح فى الصالة الكبيرة فى الدور الأول والقلق هيموتنا وأنا فاكر إنه كان يوم الأتنين .. فجأة "مى" قامت وقالت: أنا عايزة أحكيلكم حاجة وخايفة تفهمونى غلط!
احنا بصينالها بإستغراب وقلنالها: قولى.
ردت "مى" وقالت: الصراحة بقى أنا اللى المفروض كنت أنام فى الأوضة دى!
كلنا بصينا لبعض وعلى وشوشنا علامات عدم الفهم وقولنا كلنا فى صوت واحد: يعنى إيه؟
قعدت "مى" على الكرسى وقالت: إمبارح بعد ماطلعنا كلنا و"ملك" فضلت هنا, قمت بليل أشرب لأنى جالى حلم وحش أوى ومرعب وكنت خايفة جداً وخرجت من الأوضة بتاعتى أشوف "ملك" بتعمل إيه لكنى لاقيتها قاعدة مبرقة أوى للمراية اللى فى الحيطة دى ..
وشاورت "مى" على المراية وقامت تبص عليها وهيا حزينة أوى .. وكملت كلامها: وبعدها أنا جيت وقلتلها فى إيه ياملك؟ قالتلى مافيش, وسابتنى وطلعت الأوضة بتاعتها كأنها إنسان آلى وسابت التليفزيون مفتوح والفيلم كان لسة شغال. أنا قفلت التليفزيون وطلعت وراها ولاقيت أوضتى مقفولة! أنا كنت سايباها مفتوحة, إيه اللى حصل؟ ومين قفلها؟ أنا مااستنيتش كتير وخبط على الباب ولاقيت "ملك" قامت فتحتلى بنفس الحركات الآلية وقالتى كأنها مبرمجة: فى إيه؟ .. بصتلها وأنا مرعوبة من شكلها وقلتلها: دى أوضتى ياملك, أنتى ليه دخلتيها؟ قالتلى: معلش أنا خايفة من أوضتى والمراية اللى هناك دى. أرجوكى اسمحيلى أنام فى أوضتك النهاردة .. أنا سكت وماقدرتش أرد وقلتلها: طيب .. وسبتها ومشيت لأوضتها وروحت هناك.
لاقيت "أحمد" بصلها وقالها: استنى استنى! أنتى بتشغلينا؟ أنتى قلتى إنك نمتى فى أوضتها صح؟ والمفروض إننا لما جينا دلوقتى نلاقيكى فى أوضة "ملك" لكن إنتى كنتى فى أوضتك وكمان "ملك" مش فى أوضتك أصلاً بل أوضتها فاضية!
لاقيت "مى" بصتله بصة معناها "لو صبر القاتل على المقتول كان مات لوحده" وبصتلى متجاهلاهم هم الاتنين وقالت: وبعدها دخلت أوضتها ونمت بالفعل لكنى لما قمت من النوم على صوتكم وأنتم بتتخانقوا لاقتنى تانى فى أوضتى! أقسم بالله مااعرف إيه حصل ولا حتى أنا رجعت أمتى للأوضة بتاعتى وقمت مذهولة لدرجة إنى افتكرت إنه كان حلم غريب زى اللى قبله.
سكتنا كلنا وبصينا لبعض وماحدش قادر ينطق. فجأة "على" قام وقال : طب ماتيجوا نشوف حوار المرايات اللى كان مجنن ملك دا!
وبالفعل طلعنا كلنا فوق للدور التانى ودخلنا أوضتها ولما دخلنا حسينا بالبرد أوى أكتر من تحت وأكتر من أى مكان تانى فى الشاليه كله, المهم دخلنا الأوضة وأنا بصيت على المراية اللى كان شكلها بجد غريب وفضلت مركز أوى وفجأة النور قطع!
أنا قلت: بسم الله الرحمن الرحيم, إيه ياجماعة حد يولع شمعة ولا يشغل الكشاف.
لكن ماحدش كان بيرد .. كررت كلامى تانى وبردو مافيش فايدة كأنى لوحدى. أخدت تليفونى من جيبى ومسكته وأول مافتحته لاقيتها! أيوة لاقيتها .. "ملك" صاحبتنا .. كانت بتبصلى نظرة كلها حقد وغضب من شاشة التليفون لدرجة إنى رميته أول ماشفتها .. أنا مابقتش فاهم حاجة. هم بيعملوا فيا مقلب يعنى عشان "أحمد" يبقى مستمتع بوقته وعشان ينسى ولا دا كله وهم ولا دا حقيقى؟ أنا مابقتش فاهم حاجة.
قمت من على الأرض وبصيت على الموبايل تانى وزى ماتوقعت مالاقتهاش .. الغريب إن كان شكلها عجيب أوى .. كانت لابسة فستان أسود مغطى كل جسمها حتى رقبتها متغطية وكان شعرها أسود أوى أكتر من الحقيقة وعنيها كانت بردو بتلمع من السواد وكانت المنطقة اللى محاطة بعنيها سودا أوى كأنها مدمنة مخدرات .. بس أنا فجأة افتكرت الرسالة وفتحتها ماعرفش لاقيت حاجة جوايا بتقولى السر فى الرسالة دى.
بالفعل فتحت الرسالة وأول مافتحتها لاقيت حاجة غريبة فى المرايا بتنور مع إن الدنيا كانت ضلمة. أنا روحت للمرايا وبصيت وفجأة........لاقيت نفس الأرقام اللى كانت فى الرسالة متجمعه فى المرايا وبيطلع منها نور خفيف كدا .. هيا مش بتنور لكن هيا كان لونها هو اللى بينور فى الضلمة .. بصيتلها وقريت بصوت عالى .. 2, 3, 4, 1. وفجأة بعد ماقريت الأرقام دى النور جيه تانى ولاقيتهم واقفين كلهم بيبصولى وهم مرعوبين من منظرى وبيبصولى بأشد علامات الإستغراب والفزع على وجوههم.
أنا خفت من نفسى .. قلت أكيد أنا بقيت مسخ ولاحاجة. وبصيت فى المراية أتأكد ولاقيت وشى كله غرقان دم!
للحظة ماكنتش مصدق اللى أنا شايفه لأنى بقيت أشوف حاجات غريبة الأيام دى ومابقتش عارف إيه الوهم وإيه الخيال, لكن المرة دى الكل شايف زيى, يعنى دا معناه إنى مش بتوهم وإن فعلاً وشى كله بينزف. حاولت أدور على سبب للنزيف ومالاقتش حاجة. أومال دا دم مين طيب؟ لكن الإجابة كانت واضحة. أصلى لاقيته على الأرض ميت!
"أحمد" كان مرمى على الأرض وغرقان فى دمه. أنا بصتلهم ولسة هتكلم لاقيت "مى" بتقولى: أنت مش طبيعى. أنت أكيد مجنون, أنا هبلغ عنك البوليس وهتتسجن. حرام عليك ليه عملت فيه كدا؟ دا كان أعز أصحابك.
أنا بصتلها وبرقت وبجد كان فى رغبة قوية جوايا إنى أقتلها بسبب كلامها الغير مفهوم دا. بصتلها وأنا متنرفذ وقلتلها: قتلت مين وسجن إيه اللى أنتى بتتكلمى عنه يامى؟
"مى" بصتلى والدموع مالية عيونها وقالت: أحنا كلنا قلنا نطلع نشوف المرايات اللى فوق ونفهم إيه سبب إعجاب "ملك" بيهم ورعبها منهم بعدها ولسة هندخل الأوضة لاقيتك قلتلنا أستنوا هنا ودخلت لوحدك وبعدها ندهت على "أحمد" وقفلت الباب وسمعناك وأنت بتضربه وبتحطم وشه بالوحشية دى ولما سمعنا كدا أنا و"على" كسرنا الباب ودخلنا لاقيناك بتبصلنا بإستغراب كأننا كان لازم نخبط قبل ماندخل!
  بصيتلها وقلتلها: يامى أنتى بتقولى إيه؟ إحنا كلنا دخلنا الأوضة مع بعض وبصينا للمراية وفجأة النور قطع وحاجات غريبة حصلتلى وأنا هنا وناديت عليكم مالاقتكومش وبعدها النور جيه ولاقيتنى غرقان فى الدم, بس أقسم بالله أنا ماقتلت حد ولاأعرف حتى إيه اللى أنتى بتقوليه دا ولاحصل إمتى ولافاكر حاجة من دى.
لاقيت "مى" بعدها رجعت لورا واحدة واحدة وجريت فجأة على باب الشاليه وهيا بتصوت بهستيريا ولكنها مالحقتش لأن فى اللحظة دى باب الشاليه اتقفل فجأة وبقوة رهيبة. ساعتها "مى" وقفت واتسمرت مكانها ومانطقتش بكلمة واحدة.
"على" جيه من وراها وشدها وقالها: يالا بينا هنهرب من الشبابيك المفتوحة فوق.
وطلعوا فوق وأنا واقف مش بنطق فى أوضة "ملك" اللى فيها "أحمد" جثة هامدة واللى المفروض إنى قتلته ولكنى ماقتلتوش والله. بصيت للمراية اللى كانت متعلقة قدامى واكتشفت إنى ماكنتش واخد بالى من حاجة. الحروف الغريبة دى طلعت حروف لغة من اللغات اللى عندنا فى الكلية. أنا إزاى ماكنتش عارف دا؟ أنا صحيح فى قسم اللغة الإنجليزية لكن كان لازم أعرف إن دى حروف للغة العبرية وإن "ملك" كانت فى قسم اللغة العبرية أصلاً!
قربت للمراية ونقلت الحروف على الموبايل بتاعى وفجأة لاقيت مى بتصرخ من فوق وبتعيط .. طلعتلهم فوق وبقولهم: إيه؟ فى إيه؟ .. لاقيت "مى" و"على" بيبصولى نظرة مليانة شر بعدها "مى" قالت وهيا بتقرب عليا كأنها هتجم عليا: أنت غبى. طول عمرى كنت بكرهك. أنت غبى و"ملك" نفسها كانت بتكرهك. طول حياتنا وأنت منكد علينا عيشتنا بتخاريفك وعن إنك ماعرفش بتسافر فين وبتعمل إيه. وفى الآخر جبتنا هنا وقتلت صاحبك اللى وثق فيك, والله أعلم بقى عملت إيه فى "ملك" اللى حبتك من كل قلبها وأنت بغباءك ضيعتها من إيدك لغاية ماكرهتها فيك ووصلت بيك البجاحة إنك تقف هنا وتقفل الشبابيك كلها وباب الشاليه!
وهنا "على" بصلها وقالها: استنى. مين قفل باب الشاليه؟ ومين قفل الشبابيك؟ حسام أصلاً مااتحركش من جمبنا.
"مى" بصتله وقالت: مااعرفش! ماهو أنت شفته قدامك وهو بيقتل أحمد.
قال لها: لا أنا ماشفتش مين بيقتل أحمد, أنا كنت برا أنا وأنتى لما سمعنا صوت الخناقة بينهم وصريخ أحمد ولما دخلنا لاقينا حسام واقف مندهش.
هنا مى بصتلنا احنا الاتنين وقالت: يعنى إيه؟ فى حد غيرنا فى الشاليه؟!
ساعتها أنا افتكرت الرسالة والمراية والنقوش الغريبة وافتكرت "ملك" لما ظهرتلى فى التليفون وافتكرت كل حاجة وحكيتلهم وهم سمعونى بإهتمام جداً ووريتهم الرسالة والنقوش اللى كتبتها ولاقيتهم بصولى وراح "على" قال لى: يعنى إيه؟ تقصد إن المراية دى مسحورة, ولا فيها بسم الله الرحمن الرحيم جن يعنى؟
مى بصت لى وقالت: أنا حصلى نفس الى بتحكى عنه دا بس مع إختلافات بسيطة.
أنا رديت وقلت: إيه اللى حصل لك يامى؟
ردت "مى" وقالت: إمبارح زى ماقلتلكم قبل كدا, كنت نايمة وحلمت حلم مرعب أوى وقمت من النوم. بس قبل ماأنزل بصيت للمرايا اللى كانت متعلقة قصاد سريرى واللى طول الليل مخوفانى وبسببها حلمت الحلم المفزع دا. بصيت للمراية وماكانش فى حاجة فى الأول لكن بعدها بدأت حاجة غريبة تظهر فجأة وماعرفتش إيه هيا إلا لما قربت من المراية بس يارتنى .. يارتنى ماكنت قربت! فجأة لاقيت كائن غريب وشكله مخيف أوى. هو ماكانش وحش ولامسخ  بس هو كان شبيه بالبنى آدم  لكن لون جلده كان أحمر فى أسود وشعره كان طويل أوى واصل لغاية رجله وكانت عنيه لونها أحمر كلها وأظافر إيده كانت طويلة جدا ولونها أسود وكان واقف يبصلى وماسك فى إيده عصاية غريبة على شكل تعبان لدرجة إنى حسيت إنها تعبان بالفعل ولما بصيتله ولسة هصوت راح النور قطع.
سكتت مى وبدأت تعيط وبعدين اتكلمت تانى وقالت: أنا كنت مرعوبة أوى ومش عارفة أعمل إيه. هل أًصرخ وأنادى عليكم ولاأجرى من المكان دا بسرعة ولاأستنى النور؟ .. أنا اتشليت عن الحركة وماعرفتش أعمل حاجة .. بس وأنا قاعدة غرقانة فى تفكيرى لاقيت إيدين الراجل دا خارجة من المراية ومعاه العصاية الشنيعة دى .. أنا سكت وكتمت نفسى ومااتكلمتش .. الدنيا كانت ضلمة بس الراجل نفسه جلده كان بيشع فى الضلمة ولاقيت رقم من أرقام المراية بينور وكان الرقم 2 بالتحديد .. أنا ماكنتش فاهمة يعنى إيه وليه الرقم دا بالذات اللى بينور .. فضلت أرجع لورا واحدة واحدة وهو يقرب عليا .. لغاية مااتكعبلت فى السجادة ووقعت! أنا لاقيت إيدين نارية بتمسك رجلى وبتشدنى وأصوات غريبة حواليا .. أصوات نباح وعواء وألم وصويت حواليا وهمس وضحكات وبكاء وأنا مش فاهمة حاجة ولاعارفة مين غيره معايا فى الأوضة, وفجأة لاقيت عيون منورة بنفس لون عيونه من حواليا وواقفين جمبه وكلهم جايين عليا وفجأة واحد فيهم طلع أداة غريبة وراح قطع رجلى بيها! وفضلوا يصرخوا وأنا أصرخ من شدة الألم وهم عمالين يقطعوا فى كل حتة فى جسمى وفجأة .. النور جيه .. ورجلى وكل حتة اتقطعت من شوية كانت موجودة .. وكل حاجة اختفت .. ساعتها نزلت تحت عشان أشوف "ملك" .. اللى أنا ماقلتهوش قبل كدا لأنى كنت خايفة إنكم ماتصدقونيش هو إن "ملك" لما نزلت تحت كانت ماسكة فى إيد الراجل اللى شفته فوق فى أوضتى وكانت بتضحكله! أيوة .. هو كان فى المراية اللى فى الصالة ومادد إيديه وهيا ماسكاها وبتضحك وبتقوله: حاضر .. لماأطلع فوق هاجيلك! وساعتها أنا نزلت وكلمتها زى ماحكيت قبل كدا.
احنا بصينا لبعض وماحدش عارف يتكلم يقول إيه .. ساعتها "على" بص لينا وقال: مش مشكلة دلوقتى اللى حصل قبل كدا, المهم النقوش والرسالة دى معناهم إيه؟
"مى" قامت من مكانها وراحت للمراية وقالت: إيه دا؟ أنا عارفة كويس أوى النقوش دى بتقول إيه, دى حروف للغة العبرية, وملك كانت اللغة الأولى بتاعتها عبرى وأنا اللغة التانية بتاعتى عبرى.
بصينا كلنا للمراية اللى كانت متعلقة فى الحيطة واللى كانت توأم للمراية اللى كانت فى أوضة "ملك" ولاقينا بالفعل النقوش هيا هيا.. قربت "مى" أكتر من المراية وطلعت الموبايل بتاعها من جيبها وكتبت الحروف وقالت: الحروف دى حروف لغة عبرية ومعناها:
"تأملنى وانظر وردد اسمى فى كل مكان .. 2341 .. هكذا ترتيبكم فى عالم الجان!"
احنا سمعنا الجملة دى وبصينا لبعض وماحدش نطق بكلمة لأننا ماكناش عارفين هنقول إيه أصلاً بعد التخاريف اللى سمعناها دى. "على" مشى ناحية الأوضة  المقفولة وقال: السر كله هنا! أكيد كل حاجة هنفهمها هنا. وبصلى نظرة معناها "يالا بينا نكسر الباب". أنا كنت خايف أوى ولكنى مالاقتش قدامى أى حل غير إنى أعمل اللى بيقول عليه وأكسر الباب عشان أفهم فى إيه بقى فى اليوم اللى مش فايت دا. وبالفعل كسرنا الباب بعد محاولات كتيرة أوى وكلها باءت بالفشل لكن اتفتح فى الأخر. الأوضة كانت عادية يعنى ماكانتش مقبرة ولا كانت مقر لأعضاء بشرية ولكنها كانت مليانة مرايات من نفس النوع اللى فى أوضة "مى" و"ملك" واللى فى أوضتى أنا كمان . فجأة لاقيت "على" بيقول: هو ليه أوضة "ملك" و"مى" بس اللى فيهم مرايات؟ ليه إحنا مافيش فى أوضنا مرايات غير فى الصالة فى الدور الأرضى وفى الأوضة رقم 3 فى الدور التالت بتاعتك ياحسام؟
مى بصتله وقالتله: صحيح, أنا لاقيت مراية تحت فى الدور الأرضى وفى أوضتى وأوضة "ملك" وفى أوضة "أحمد" فى الدور التالت, وحتى مالاقتش مراية فى الحمام العام ولا فى الحمام اللى فى أوضتى ودا كان شئ غريب!
أنا بصيت للمرايات المرمية على الأرض وقلت لهم: بصوا كدا. كلهم باصوا ناحية ماشاورت وقالوا: فى إيه؟ .. أنا روحت مكان ماشاورت وقلتلهم: على الأرض دلوقتى وفى الحيطة موجود 12 مراية ودا عدد الأوض فى الشاليه مضروب فى 3. كلهم بصولى وعلى وشوشهم  نظرة غباء مرعبة. أنا بدأت أفهمهم وقلت: الدور التانى فيه أربع أوض والدور التالت فيه أربع أوض كمان. لاقيت "مى" بصتلى وقالت لى: حسام إنت غبى! لو كلامك صح يبقى المفروض العدد يكون 8 مش 12. "على" اتكلم وقال: طب وليه مايبقاش فى أوض فى البدروم مثلاً؟ كلنا بصينا لبعض وقلنا: إزاى يعنى؟ .. لكن "على" ماردش وفجأة سابنا ونزل تحت وفضل يدور على أى باب سرى يودى لأى بدروم تحتينا وبالفعل رجله وقفت على باب سرى وفتحه ولدهشتنا لاقينا الباب دا والسلم اللى تحتيه بيودوا على أربع أوض تحت ومافيش ولامراية فى أى أوضة فيهم ! ساعتها بصينا لبعض وماحدش فاهم حاجة ولاحد عارف ينطق بكلمة.
اتحرك "على" ناحية مكتب قديم كان محطوط  قدام أوضة من الأوض وكان فى كتاب قديم أوى تقريباً مذكرات حد وكانت محطوطه فوق المكتب.
"على" مسك الكتاب وفتحه وبدأ يقراه بصوت عالى. لكنى يارتنى كنت موت قبل ماأسمع اللى قراه!
بدأ "على" يتكلم ويقول: "إلى كل من يفكر بالدخول إلى ذلك الشاليه الملعون: أكتب إليك كلامى هذا وقد انتقلت إلى ربى! لاتسألنى كيف ولكننى لم أعد حياً بعد الآن. سأحكى لك لغز الشاليه. أنا خالد, ابن أحد كبار الوزراء وهذا هو عام 1967, عام النكسة. قررت أنا ووالدى السفر إلى شرم الشيخ لنقضى الأجازة الصيفية هناك على الرغم من حال البلاد ولكن والدى أصر على السفر متخذاً من تدهور صحته الجسدية عذراً له! وبالفعل سافرنا إلى شرم الشيخ وكان هناك العديد من الضباط والعائلات الإسرائيلية الذين يقطنون بالشاليهات المجاورة لنا. عندما وصلنا فى ذلك اليوم دعا أبى جميع العائلات الإسرائيلية بالجوار إلى الشاليه الخاص بنا لتناول العشاء, والجدير بالذكر أن علاقة أبى بالإسرائيليين وطيدة إلى حدٍ لايوصف! دخلت العائلات جميعاً ومن بينهم دخل رجل طويل للغاية قوى البنيان وكان أشعث الشعر يرتدى ملابس سوداء, وكانت طالته توحى بأنه ساحر أو كاهن. وبالفعل قد صدقت ظنونى, فقد كان من أشهر ساحرى الغرب فى تلك الحقبة الزمنية. بدأت طقوس غريبة فجأة وبدأ الصراخ والعويل يعلو ويعلو وتعلو معه نبضات قلبى ويزداد هرمون الأدرينالين فى دمى ويرتعد جسدى من هول المنظر وفجأة ظهرت! نعم ظهرت .. كانت امرأة جميلة للغاية ولكن جمالها كان قاسياً, فقد كانت ترتدى السواد ليغطى جسدها وصولاً إلى عنقها وكان شعرها أسوداً وعيناها كذلك. ظهرت من العدم ووقفت تنظر للجميع فى حنقٍ قائلةً: أتيت إلى هنا لكى أساعدكم فى خوض الحرب ولكننى فى المقابل سأحصل على تضحيات منكم تتلخص فى جمع أربع أشخاص كل عام وسأخذهم عندما ينظرون إلى المرايا.
ونظرت إلى المرآة الموضوعة فوق أحد رؤوس الجالسين وارتسمت على ثغرها- الذى كان لونه أسوداً- إبتسامة قاسية قائلةً: كل من يجرأ وينظر إلى المرآة سيجد نفسه أسيراً لجشعه وطمعه وفضوله إلى الأبد, وتذكروا جميعاً أننا –نحن الجان- لن ننتظر وإلا سيكون إنتظارنا دماراً لكم عالم البشر!
عندما رأيت تلك المرأة أو من اعتقدت فى بادئ الأمر إنها إمرأة واتضح أننى مخطئ, هربت إلى أحد الغرف لأجد نفسى أحدق  - بغير إرادة منى - فى إحدى المرايا المعلقة! لاأدرى ماذا حدث بعدها ولكننى استيقظت فى اليوم التالى لأجد نفسى فى غابة موحشة وكائنات ضخمة نارية تشع النيران من عيونها وينظرون لى بتوعد وكأن لسان حالهم يقول: الويل لك يامن دخلت عالم المرآة!
وعلمت أنه فى الثالث من ديسمبر من كل عام يختفى أربع قرابين أخرى – حسب ماجاء على لسان تلك المرأة أو بالأحرى امرأة ملك الجان! - لذا وإن كنت قد قرأت تلك المذكرات فأرجوك لاتنظر أبداً إلى المرآة وإن نظرت ستكون أنت القربان التالى.
بصيت ليهم وقلتلهم: يعنى "ملك" اختفت فى المراية؟ طب وأحمد؟ ليه مااختفاش؟
"على" رد وقال لى: أحمد مابصش للمراية نهائى.
"مى" بصت لنا وقالت: أنا فهمت كل حاجة. فى أسطورة يهودية بتقول إن عالم البشر ممكن يتصل بعالم الجان من خلال مرأة بيسموها : سالبة الأرواح ودى بتسلب أرواح الناس اللى بتبص فى المراية المؤدية لعالمهم فى العالم السفلى, وإن الإتصال ممكن يدوم بين الجان والبشر لو البشر قدموا أربع قرابين من خلال المرايات وبعدها المرايات بتتنقل لأوضة من أوض المكان وتظهر مرايات تانية غيرهم!
رديت وقلتلها: عشان كدا أوضة "أحمد" و"على" ماكانش فيهم مرايات لكن أوضتى أنا وأنتى و"ملك" كان فيها وكلنا بصينا فيها !
"على" رد وقال: ودا يودينا للمراية الرابعة فى الصالة تحت ودى كلنا بصينا فيها وأنا متأكد إن أحمد هو كمان بص فيها زينا يبقى ليه مااختفاش زى "ملك"؟
"مى" اتكلمت وقالت: فى حاجة غريبة. مش ملاحظين؟ إحنا جينا هنا ليه؟ واشمعنى "سليم" صاحب الشاليه ماجاش؟ ولو الشاليه دا بتاعه يبقى ليه هو مااختفاش لغاية الآن؟
رد عليها "على" وقال لها: الإجابة واضحة زى الشمس. "سليم" عارف كويس أوى لغز الشاليه وتلاقيه هو وعيلته كل سنة بيفكروا فى قرابين يقدموها وتلاقيهم كانوا أقارب للراجل اللى ابنه اختفى ساعة النكسة! الجبان استغل الظروف اللى وقعنا فيها وموت خطيبة "أحمد" صاحبنا عشان يبعتنا هنا عشان نبقى القرابين!
أنا رديت وقلت: عشان كدا ماكانش راضى ييجى واتحجج بالظروف.
وهنا النور قطع! الدنيا كانت هادية جداً وماكانش حد بيتكلم .. مشيت خطوتين قدام وقلت: على ؟ مى؟ أرجوكم قولوا إنكم عايشين!
لاقيت صوت غريب بيقول: ملك؟
واضح إنه كان صوت "على" . حاولت أشغل كشاف التليفون لكنه كان فاصل شحن. مش عارف ليه حسيت إن فى حد واقف ورايا وبيتنفس. أنا سكت وقلت: مى؟ على؟ فى حد فيكم واقف جمبى أو ورايا؟ أنا حاسس إننا مش لوحدنا! وساعتها سمعت باب البدروم بيتقفل!
فضلت أمشى وأتحرك فى الضلمة عشان أقدر أوصل لأى حاجة أو لأى حد وبعدها قلت: على .. مى.. أرجوكم لو أنتم لسة هنا ردوا.
ماحدش رد.
فجأة لاقيت صوت لعبة مخيف ومرعب جاى من ورايا واللعبة ماشية ناحيتى وكان فيها ضوء خفيف أوى. كانت عبارة عن بنت بتسقف وهيا ماشية ولكنها كانت لابسة أسود وعنيها وشعرها وكل حاجة فيها كانت سودا وفضلت تقرب منى وبعدها وقفت والصوت سكت. أنا قربت عليها ومسكتها فى إيدى لاقيت اللعبة صرخت فجأة!
كانت صرخة شنيعة خلتنى أقع مترين ورا وأنا عمال أقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وفضلت أستعيذ بالله كتير وأنا مش فاهم هو بيحصل إيه. فجأة لاقيت حد من ورايا بيقولى: الترتيب كان عبارة عن 2, 3, 4, 1. أنا أخدت 2 فى الأول و3 لما بص للمرايا وأستفز الحارس على الناحية التانية الحارس تقمص شخصيتك وقتله, أما 4 و1 أختفوا تماماً زى مااختفت 2. وبكدا أخدنا القرابين ولكن.. أنتم كنتم خمسة.. ودا معناه إن فى قربان أخير لكن الإتفاق مش بينص على كدا. لكن مين قال إننا ناس بنوفى بوعودنا؟
أنا حاولت أبص ولكنى  قبل ماأبص لاقيت النور جيه!
باب البدروم كان مفتوح وباب الشاليه نفسه لما خرجت كان مفتوح وكل حاجة رجعت زى ماكانت ماعدا إن أصحابى الأربعة اختفوا والمرايات نفسها اختفت ومابقاش فى مرايات بل المرايات اللى فى الأوض كلها كانت مختلفة تماماً عن مراياتنا.
أنا قلت هخرج بسرعة من المكان المشئوم دا لكن النور قطع تانى!
واضح إنهم بيلعبوا بيا. عايزين يقولولى إنه فى أمل ولما أوصل يقلبوا كله عليا ويطلع مافيش أمل من الأساس. أنا حاولت أصرخ لكن صوتى مابيطلعش. أنا محبوس فى الشاليه من ساعتها. كل شوية النور ييجى ويطفى وأشوف أصحابى وأشوف الجن وكلهم حواليا وكل ماأحاول أخرج الأبواب كلها تتقفل فى وشى. أنا زهقت من حياتى وحاولت أنتحر كذا مرة ولكنى مابموتش. أنا زهقت وقلت أكتب المعلومات دى وهرميها من الشباك اللى كان بيبقى مفتوح ولما بقرب منه كان بيتقفل لكنى خدعته فى مرة وحدفت الأوراق دى فاخرجت! أنا بكتب بقول للى بيسمعونى أرجوكم الحقونى. أنا خلاصى هيكون على إيديكم. لأن اللى بيسمعنى لو بص جمبه هيلاقى الجن واقف مستنيه! أيوة. ماهو أنا ماكنتش أمين فى كل كلامى. ماهو أصل الجملة اللى ترجمناها دى لما بتقولوها أو تسمعوها بتخليهم ييجوا لعالمنا! ومين عارف؟ مش يمكن نبقى أصحاب فى الشاليه؟ يارب تيجوا بسرعة. أنا مستنيكم!

قصص رعب مكتوبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن