-
بلغَت سِييرا سِدرة المُنتهى مِن كُل شيئٍ يحدُث حولُها،حتّى أنّها تكادُ تلتقِطُ سكّيناً و تغرِسهُ بأقصى أعماق قلبِها،لرُبما حينها سيتوقَّف عن الألَم.شون و رفضهُ لها مِن جِهة،صديقتُها الواقِعة بحُب شقيقُها مِن أُخرى،كُلّهُ يُثقِل كاهِلُها،يجعلها تُريد الرحيل بعيداً،بعيداً جِدّاً حيثُ لا أحَد.
"كيفَ تجرؤون!"صاحَت بصوتٍ جهورى غاضِب،جاعِلةً مِن سيڤان يحمى ريناتا خلف ظهرهِ خوفاً مِن أن تقوم بإيذاؤها.
"إهدئي سِييرا،نحنُ فقَط نـ..-"حاولَت ريناتا الحديث بنبرةٍ مُتوسِّلة،لتُقاطِعها سِييرا بصُراخِها الذى يكاد يصِم الآذان:
"أصمُتِ واللعنة! أنتِ لا يحِقُّ لكِ الحديث برفقتى بينما أنتِ ذات الشخص الذى حذّرنى مِن شون و التواجُد برفقتهُ.."
"سِييرا! واللعنة إفهمِ قبلاً!"صاح سيڤان بنفاذِ صبرٍ،لتهُز رأسُها بخيبةٍ،قبل أن تصنَع طريقُها لغُرفتُها كىّ تُريح عقلِها مِن أفكارهِ السوداويّة.
"ظننتِ أنكُما الأفضَل،فليعلنكُم الربّ.."صاحَت سِييرا مِن جديد مُغلِقةً باب غُرفتُها بقوّةٍ،ثُم جلسَت على الفِراش خاصّتُها مُعانِقةً وسادتُها،تارِكةً إيّاها تغرَق بدموعِها.
تنهَّد سيڤان طويلاً،قبل أن يُعيد نظرهُ لريناتا التى كانَت تبكى بصمتٍ،جاعِلةً مِنهُ يُعانِقُها كىّ تكُف.
"ريناتا،حبيبتى هى كانَت ستعلَم،عاجِلاً أم آجِلاً كانَت ستفعَل.."أخبرها بلُطفٍ مِقبِّلاً رأسُها،لتشهَق مُعبِّرةً عن الألَم بداخِلها.
"لَم أُرِد أن تعلَم بتِلك الطريقة،بالتأكيد هى ترانى عاهِرةٌ الأن.."همسَت ريناتا بألمٍ،جاعِلةً مِن سيڤان يُبعِدها عن عناقهِ قليلاً.
"لا تقلقِ،سأتحدّث برفقتُها و أُخبرها كُل شيئ،فقط أنتِ عودِ للمنزِل و سأراكِ بوقتٍ لاحِق.."أنَصّ عليها خاتِماً حديثهُ بتقبيل شفتيها،قبل أن تبتعِد هى مُكفكِفةً دموعها لتستقيم.
"ريناتا.."همسَ مُلتقِطاً كفّها جاعِلاً مِنها تستدير لهُ،ثُم قبّل كفُّها بإبتسامةٍ هامِساً:
"لا تبكِ،تعلمين أنّى أُحبُّكِ.."إرتسمَت إبتسامةٍ صغيرةٍ فوق شفتىّ ريناتا قبل أن تومئ لهُ.
"أنا أيضاً.."صرَّحَت مُزيلةً كفّها مِن بين خاصّتهِ لتترجَّل مِن المنزِل بعدما ألقَت نظرةً أخيرة على سيڤان.
إستقام سيڤان مِن مقعدهِ مُتجِهاً إلى سِييرا ليطرُق على الباب،لكِنّهُ تلقَّ الصمت كإجابة.
أنت تقرأ
مُنقِذ » شون ميندِس
Short Storyتسلَّلَ لداخِل روحِى فتنفّستُ بِهِ،رأيتُ بعينيهِ و حيَيْتُ بقلبِهِ.