تقدم لنا الحياة العديد من الفرص لكن في النهاية
تتبقى لدينا فرصه واحده بين امنيه يصعب تحقيقها
و عجز عن التقدم ، نحاول بكل قوانا وكأننا نتمسك
بأخر طرف من هذه الحياة نود الغوص في التفاصيل
نتعمق في الخيال لنخلق عالماً وردياً يناسب مانريده
نريد العيش بين ثنايا الحُب والطمأنينه
هكذا هي قلوبنا لا تريد سوى من يبادلها الحب
ويهديها الحنان و الاهتمام دون مقابل:
- غسق -
_ نقدم لكم أفضل راقصة باليه في الوطن العربي
تقدمت ببطء بينما السعادة تأخذ مجراها على ملامحي
رؤيه عائلتي في الصف الاول
ابتسمتُ ليظهر صف اسناني المتناسق ، و الناصعه البياض
بسبب اهتمام والدتي فقد كانت تحرص على الاعتناء
بكل شيء يخصنا
داعب مسامعي صوت الكمان و الالات الموسيقيه
لتمتزج النغمات سوياً لتكوين موسيقى خاصه
وهادئة تحركت قدماي بسلاسه و رشاقة
وقفت على اطراف اصابعي لأكمل دورتي حول نفسي
تساقطت خصلات شعري لتعيقني قليلاً
حافظتُ على ابتسامتي لأكمل
لمدة نصف ساعه كانت مدة العرض
كِدت اقع بتعب فلقد تمرنتِ كثيراً اليوم
سمعت الهتافات المتتالية و التصفيق
عدتِ للوراء حتى اختفيت خلف الكواليس
ركضتُ لحجرتي غيرت ذلك الفستان الابيض القصير
خلعت ايضاً تلك الجوارب الطويله لارتدي جينز ابيض اللون
و تيشيرت بلا اكمام فوقه كنزه زرقاء
اسدلتُ شعري وخرجت لحضور الحفل وجدتُ شقيقتي
في الجوار لاقترب عانقتني لتقول بحماس
_ جنتي تجننين كالعاده
غسق : دنيا وين أمي و ابوي
طلبت الاذن من الفتاة لنسير سوياً كان كعبي يطرق
على الارضيه بصوت خافت
فالموسيقى منتشره في المكان
اقتربنا لأجدهما برفقه عائلـة ابعدتُ خصلات شعري بتملل
عانقني والدي الى صدرة لأرى الغيره تشع في عينيَ
دنيا كالبركان الصامت
كادت تذهب لجهة والدتي لكنه عانقها من الجهة الاخرى
ابتسمت برضا ..
قال والدي ليعرفنا
علي " والدي " : و هذولي اغلى شي بحياتي
غسق الجبيرة و دنيا اصغر منها ب اربع سنوات
هذا صديق طـفولتي فؤاد واولادة رعد و محمد
ابتسمت بلطف ، كانا غير متشابهين البته
فـ الذي يدعى رعد ملامحه أكثر حده و اكثر تعباً
الهالات واضحه اسفل عينيه البُنية
شعره الاسود و لحيته السوداء اما بشرته فكانت سمراء
لتزيد وسامته
محمد الذي يمتلك بشره قمحيه و شعر بني اللون مع تلك الاعين الصفراء
الابتسامه لا تفارق ملامحه وفي خديهِ غمازة لطيفه
كان يشبه والدته فهي جميله بذات الملامح
جلسنا جميعنا على الطاولة لتناول العشاء
بينما كنت افكر انني رأيتُ ملامح رعد في مكان ما
كان يجلس أمام دنيا التي تجلس بجواري
هتفت بهمس : شايفته وين !
اجابتة : عازف كمان اكيد بأحد حفلاته غير شهرته بمجال
التجاره كل تركيا تعرف هالعائلة انصدمت بصداقتهم
كانت احاديثهم جانبيه فوالدي يحدث صديقة و والدتي
زوجته
اما نحن كأرجل الكرسي عديمي فائدة
نجلس نراقب بصمت
عبثت بالطعام جاءت اطباق التحليه ، نفختُ وجنتيَ بضجر
اشعر بتعب والكعب يزيد الامر سوء
ولشده ضعفي امام اطباق الحلى التهمتُ ما يحتويه
طبقي والدي يعرف كيفيه ارضائي
تسللت شوكتي لتغرس في حبة الفراوله
الخاصه بطبق شقيقتي
رأيته يحاول كبت ابتسامته لتظهر شبه غمازه في اليسار
اخفضتُ رأسي انتهت تلك الامسيه
جلست برفقه شقيقتي في الخلف ووالديَ في الامام
غسق : بابا شو مانعرف بصديقك هذا
اردف بهدوء وعيناه على الطريق
علي : لان جان مسافر قبـل 10 سنوات
انتي عمرج 12 سنوات متتذكرين شي
جان دوم يجينه ويه رعد الي عمره 22
و محمد عمره 14
المهم رعد ضعف گلبه لان الكمان اثر عليه
دوم يعزف و هو على جهته اليسرى فتضرر بسبب هالشي
سافرو علمود علاجة ظلو خمس سنين حطوله گلب صناعي
و وجع كمل دراسته بأدارة الاعمال بعدين اشتغل ويه ابوه
وبنفس الوقت عاند ورجع يعزف
جان يعزف وحده حتى صار يعزف بالحفلات المشهورة
وصار المشهور الناجح
رغم ينتكس بين فتره و فتره بسبب الاجهاد الي يسووي بنفسه
ويظل مربوط بالاجهزه لان هو مربوط بشي مثل
البطاريه مايتحمل يتعب هواي
فـ اني جنت اتواصل وياه لفؤاد بس اليوم التقينه
لأن رعد جان عازف الكمان الاساسي للعرض
اومأتُ بالايجاب بينما وصلنا للمنزل
لم اكن صغيره لكن ملامحه تغيرت ، كنت اشعر بشيء غريب
و كأن قلبي ينبض للمره الاولى ضغطتُ على نفسي
لمحاوله تذكر شيء دون جدوى وكأن ذاكرتي محيت
هُناك شيء يربطني به اكبر من صدفة اليوم
غيرتُ ثيابي لتأتي دنيا جلست على سريري لتقول
_ تره ادري بي حلو لتصفنين هواي
مايفيدج انسان عايش على قلب مؤقت بأي لحظة يموت
غسق : شتحجين بعدين اني اول مره اشوفه
شكاعد تحجين يعني
دنيا : تحذيري الج للمستقبل ، ماما كالت ماكو متبرع
حاطين اسمه ولهسه ماكو
اهتزت نبرة صوتها لتكمل
_ المسكين يوميه يكعد على أمل مايدري يعيش باجر
لو لا واذا عاش يحمد ربه ..
تجمعت الدموع في عينيَ بضعف ، فهناك حالات
تجعل قلوبنا تهتز ونبدأ بالعويل والانين
قلبي بات ينبض بعنف و قوة وددتُ اتنشال
ذلك الالم الذي مزفني وجعلني كطير بلا مآوى
كررت في داخلي عدم الاختلاط بهِ
و عدم رؤيته
حتى لا يضعف قلبي لحالته وابدو كالبلهاء
اتفوه بما يجعلني اندم لاحقاً
مسحت دموعها بيدي لابتسم بلطف
غسق : حبيبتي انتي لتبجين الله كريم
و ربي يشفي ماتدرين كل شي بيده الكريم
همست : والنعم بالله انتي همين لا تبجين
عيونج صارت حمره
ابتسمت لامسح دموعي التي حرقت وجنتي
بقوه ..
اتجهت لغرفتها واستلقيتُ فوق سريري
خلدت للنوم لفرط التعب
ساستغل ايامي جيداً فالسنة الدراسية ستبدأ بعد
عده ايام ..
وفعلاً في الصباح استيقظتُ لارتدي ثياب الرياضة خاصتي
ارتديتُ حذائي الرياضي وهممتُ بالركض هاتفي
في جيب سترتي و شعري يتطاير رغم انني
قمت برفعه تعرقتُ كثيراً
لينتهي بي المطاف اجلس بعد وصولي للحديقة العامة
لمحت قارورة مياه تحتوي على شرائح الليمون
كانت بارده لدرجة جعلت البخار يتجمع على القارورة
مسحتها لأنظر للمياه بضمأ
لم اجد صاحبها سحبها بحذر لأرتوي منها
وكأنني لم اشرب المياه لزمن طويل ، كدت انهيها لولا
شعوري بالاكتفاء عاودت اغلاقها
لأستمع لضحكة رنانه جعلت قلبي كوتر يتحرك
بهدوء ورويه مع ضحكته
رفعت رأسي لارى عيناه التي تلمع
_ حراميـة ..
اردف رعد بتلك الكلمة وحاجباه معقودان بسخريه
هدوء ملامحه يربكني هذا اللقاء الثاني بيننا
لكن هناك اصوات تخرج من افواهنا لا عوائلنا
قلت بتوتر : عطشت شسوي يعني
سحب قارورته من بين يدي المرتجفه
ارتشف ماتبقى منها ليردف
رعد : همزين اني ولا واحد نحيس ميقبل
ادار ظهره لكن الفضول اصابني بشده قلت بتهور
غسق : انت مريض والرياضة تزيد تعبك ليش تلعب !
صمت وهو يعطيني ظهره نظرت لقبضه يده القويه
وقعتُ في ورطه استدار بأبتسامه باردة ليقول بحده
رعد : هالشي من خصوصياتي لتدخلين بي
مره ثانيه ماحب الفضوليين
ابتلعتُ ريقي لأومأ بالايجاب
ذهب حتى اختفى ظله بين الناس وضعت يدي على رقبتي
بتوتر صدري يعلو و يهبط
ما هذا الغضب المفاجئ ..